الفخ القاتل .. بشار الأسد سينجح في أي انتخابات قادمة!
12 آذار (مارس)، 2017
المصدر – عماد أبو سعيد
وجه المبعوث الدولي إلى سورية ستافان ديمستورا ضربة قوية إلى المخطط الروسي بقوله في حديث إلى قناة العربية بأنه لا يمكن إجراء انتخابات في سورية في ظل النظام الحالي.
والواقع أن هذه الضربة ليست الأولى، إذ سبق لديمستورا أن استبقها بضربة لم تكن محسوبة بالنسبة لموسكو وحلفائها عندما فاجئهم بإدراج الانتقال السياسي على جدول أعمال مؤتمر جنيف 4 على عكس ما كانت توحي به تصريحاته السابقة لانعقاد الجلسات، وهو ما استدرج هجوماً إعلامياً روسياً على شخص ديمستورا وأدائه، وصولاً للتبشير بقرب انتهاء مهامه كمبعوث دولي إلى سورية. فيما يبدو أن الرجل الذي لا يستهان بمكره استطاع تثبيت موقعه على الأقل في المدى المنظور، بعد أن خاض مواجهة صعبة مع موسكو التي حاولت الالتفاف على مرجعية الأمم المتحدة بإحلال مرجعية “آستانة” بدلاً منها عبر “الطريق العسكري” وصولاً إلى السياسي. وهو ما أفشله ديمستورا بالفصل بين المسارين تاركاً العسكري بعهدة “القوى الدولية” الرئيسية الممسكة به.
لم تعد خارطة الطريق الروسية لتثبيت بشار الأسد وأجهزته الأمنية والعسكرية سراً أو لغزاً كما كانت، بل باتت مكشوفة أكثر من اللزوم لمن أراد أن يراها، وهي تمر شكلاً عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 مروراً بتشكيل حكومة وحدة وطنية يبقى بشار الأسد خلالها في منصبه وبكامل صلاحياته، وصولاً إلى إعادة انتخابه “ديمقراطياً” وفق دستور يضمن إعادة ترشيح نفسه لمرتين متتاليتين لحين تسليم العهدة إلى حافظ الثاني، وبإشراف الأمم المتحدة بحيث لا يمكن لأحد من بعدها أن يشكك “بشرعيته” المفترضة.
وللأسف مثل هذا السيناريو إذا ما كتب له النجاح وصولاً للانتخابات فهو الفخ القاتل للثورة ولسورية برمتها التي لن يعود إليها الاستقرار طالما بقي بشار الأسد قابضاً على دمشق كممثل للاحتلال الروسي – الإيراني.
نعم سينجح بشار الأسد في أي انتخابات مقبلة ليس لأنه الخيار الجماهيري الوحيد، بل لعدة أسباب لها علاقة باللعبة الروسية القذرة التي انبتت منصات سياسية ، وعومت شخصيات تافهة بعضها سيدخل الانتخابات في مواجهة بشار الأسد، وبعضها يتعلق بالمعارضة الأساسية الفاشلة التي لن تحتشد خلف شخصية بعينها، عدا أن 6 – 7 سنوات لحين إجراء الانتخابات كانت بمثابة محرقة لغالبية الشخصيات السياسية المعارضة التي احتلت الواجهة، إضافة إلى أن أجهزة أمن الأسد تحكم قبضتها على المناطق التي بسكنها السوريون في الداخل.
نعم سينجح بشار الأسد في أي انتخابات مقبلة لأنه سيدخلها بكتلة من الأصوات المتماسكة في مواجهة مرشحين بأصوات مشتتة، كما سيكون مدعوماً ببروباغندا إعلامية ولوجستية هائلة.
نعم سينجح بشار الأسد في أي انتخابات مقبلة لأنه يخوضها داخل مجتمع مخصي سياسياُ، لم يمارس الحياة السياسية منذ أكثر من نصف قرن بعد أن دفنها “الأب حافظ ووريثه”، وأهالا عليها ما استطاعا من قذارات.
[sociallocker] [/sociallocker]