بالحيلة والمكر.. هذه الطرق التي يتبعها نظام الأسد لسحب الشباب بالإكراه إلى صفوف قواته


علي الأمين - خاص السورية نت

يواصل نظام بشار الأسد حملات التجنيد الإجباري للشباب السوري في المناطق التي لا يزال يسيطر عليها، وبشكل خاص العاصمة دمشق، ونظراً لفشل النظام في حملات التجنيد السابقة لترغيب الشباب بالقتال في صفوفه، إما بإغرائهم بالرواتب العالية في الميليشيات الرديفة، أو التطوع معه في مدنهم التي ولدوا فيها، بات النظام يلجأ للحيل والخدعة لزج الشباب عنوة في المعارك.  

وبات الخوف يسيطر على الشباب في دمشق، لكونهم معرضين للاعتقال في أي لحظة خلال تواجدهم في الشوارع، أو حتى في منازلهم، وهو ما صرح به عدد من الشباب لـ"السورية نت" تحدثوا عن إجراءات النظام الأخيرة للإيقاع بهم، ليجدوا أنفسهم في النهاية على خط الجبهات يواجهون الموت مباشرة.

محمد وهو شاب قضى منذ سنوات "الخدمة الإلزامية"، وفي ظل حملات النظام لسحب الشباب إلى "خدمة الاحتياط" حاول محمد التأكد من أنه غير مدعو للسوق إلى الاحتياط، وذلك من خلال شعبة تجنيده، ما جلعه يشعر بشيء من الطمأنينة.

لكن بعد يومين من اطمئنانه، شهد الحي الذي يسكن به في منطقة ركن الدين بدمشق، حملات مداهمة على المنازل، وتم سحب العديد من الهويات لسكان الحي، ومن بينهم محمد، وطلَب منهم الضابط المسؤول الحضور لفرع الأمن السياسي في منطقة الجبة من أجل الحصول عليها.

لم يتخيل محمد يوماً ما أن مصيره سينتهي في دير الزور لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد أن صدمه الضابط قائلاً: "عليك برقية احتياط منذ فترة طويلة".

يؤكد محمد في تصريح لـ"السورية نت"، أن برقية الاحتياط الصادرة بحقه تمت خلال فترة اعتقاله في الفرع، قائلاً: "لقد ضحكوا علينا جميعاً وبهذه الطريقة زجوا الكثير من الشباب معي كي يواجهوا مصيرهم، في دير الزور وريف حلب".

وأكدت مصادر متعددة لـ"السورية نت" أن تخلف الكثير من الشباب للحاق بخدمة الاحتياط لدى النظام، جعلته يلجأ إلى هذه الطريقة. وحين يصبح الشاب معتقلاً، يتم مراسلة شعبة تجنيده، كي تسجل له برقية استمارة احتياط بتاريخ سابق، ويتم تسفيره إلى الدريج القريبة من دمشق، ثم يذهب دير الزور أو ريف حلب، في حال لم يمتلك واسطة تساعده على الفرز إلى مكان آمن.

المخبرون يعودون بقوة

ومنذ بداية الثورة السورية منتصف مارس/ آذار 2011، لعب المخبرون دوراً كبيراً في اعتقال الثائرين ضد النظام، لكن مع تحول الثورة إلى الجانب العسكري، تعرض بعض المخبرين للقتل أو الاعتقال، ما حجم من دورهم.

لكنهم عادوا للمشهد من جديد، ويستخدمهم النظام للإفشاء عن أسماء الشباب لسحبهم إلى الخدمة الاحتياطية، ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "السورية نت" فإن النظام يعتمد على مخبريه أو كما يعرفون في سوريا بـ"كُتّاب التقارير" الذين يجهزون قوائم بأسماء المطلوبين للخدمة الاحتياطية.

ويكمل المخبرون مهمتهم في إيصال القوائم إلى مراكز الأمن، مرفقة بمعلومات عن الأماكن التي يتردد إليها الشباب، ليتعرضوا إلى الاعتقال خلال سيرهم بالشوارع أو قضاء حاجياتهم اليومية.

وهذا ما حدث في منطقتي قطنا وجرمانا، ودمر بريف دمشق، حينما داهمت دوريات الأمن والشرطة العسكرية والأمن الجنائي قبل نحو أسبوع تلك المناطق، واعتقلت أكثر من 500 شاب وساقتهم إلى الخدمة الاحتياطية. وتفاجأ بعض الشباب في أن من شارك باعتقالهم زملاء لهم أو شخصيات تعيش في ذات الحي.

وشهدت دمشق أيضاً حالات متكررة بحيث يجري إيقاف السيارات عند الحواجز الأمنية أو "الحواجز الطيارة" وتفييش من فيها، واعتقال الشباب الموجودين فيها  لزجهم بالخدمة الاحتياطية، وذلك عبر التواصل مع شعب التجنيد.

ويقول علي محمد - وهو الاسم المستعار الذي اختاره - في تصريح لـ"السورية نت": "جرت أكثر من حالة أمامي، هناك شباب زج بهم من خلال الحواجز الأمنية رغم أنهم متأكدين من عدم ورود برقيات احتياط بحقهم".

الترصد عند المساجد

ولجأ عناصر الأمن مؤخراً للوقوف أمام المساجد، للتدقيق في أسماء الشباب والتأكد ما إذا كانوا مطلوبين للخدمة الاحتياطية، مستغلين بذلك الازدحام بعد صلاة الجمعة.

وتتميز بعض مساجد دمشق بحضور كثيف للمصليين كمسجد المزة الكبير في منطقة الشيخ سعد، الذي يشهد محيطة حضوراً مكثفاً لدوريات الأمن.

وفي الوقت الذي يعود فيه سوريون إلى حضور مباريات دور كرة القدم السورية، فإن أجهزة الأمن وجدت في ذلك فرصة لسحب الشباب إلى القتال بصفوف الأسد، عبر التفنيش على أسماء الشباب.

ولا يستطيع الكثير من الشباب اللجوء إلى السفر أو الهروب ما يجعلهم مضطرين للبقاء، وبذلك يضطرون إما للهرب من حواجز النظام والتوجه نحو طرق خالية من عناصر الأمن أو البقاء في المنازل لأيام وربما أشهر عدة.

ومن بين هؤلاء الشاب أنس، الذي قال لـ"السورية نت" أنه بقي في منزلة لمدة 5 أشهر بلا عمل، نتيجة برقية الاحتياط التي صدرت بحقة ما جعله يفقد عمله، وفي ذات الوقت  لا يستطيع السفر بسبب وضعه المادي الصعب.

ويشار إلى أن نظام الأسد حاول مؤخراً زج شباب الجامعات في صفوف قواته خلال مغريات كثير للتطويع في "الفيلق الخامس"، ومنحهم شهرياً ما يقرب من 200 دولار.




المصدر