مترجم: «شيبكا».. ميليشيا بالحراب والفؤوس لمنع اللاجئين من دخول أوروبا


رصد تقرير نشره موقع «NBC NEWS» ما يقوم به أعضاء جماعة أعضاء الحركة الوطنية البلغارية «شيبكا»، التي تحاول صد اللاجئين على الحدود البلغارية التركية ومنع دخولهم إلى البلاد التي يتخذون منها بوابة لدخول دول أخرى في القارة الأوروبية.

يحمل أعضاء «شيبكا» الحراب والفئوس في أيديهم على امتداد سلسلة جبال الغابات على الحدود بين بلغاريا وتركيا لمطاردة المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا.

وذكر تقرير NBC NEWS أن قائد جماعة «شيبكا»، وهي منظمة شبه عسكرية، هو «فلاديمير روسيف». ونقل التقرير عن «روسيف»، وهو عقيد سابق، قوله: إنه قاتل في الشيشان كمتطوع جنبًا إلى جنب مع الروس، معلنًا عن دعمه وجماعته للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».

قال «روسيف» البالغ من العمر 58 عامًا، وذو شارب أنيق وشعر قصير: «وكالة المخابرات المركزية تحاول تقويض ترامب. إنهم يريدون تدميره، ونحن نقدم دعمنا له».

يبدو أن الموقف المتشدد للرئيس الأمريكي بشأن الهجرة وانتقاده للإسلام يجد جمهور هنا، بحسب ما ذكر التقرير.

معظم أعضاء جماعة «شيبكا» ودودون ومنفتحون، كما وصفهم التقرير، إلا أن موقع المنظمة يشير إلى رسالة مختلفة: مقاطع فيديو مليئة بالأسلحة النارية والتدريب العسكري، وإعلانات بأن أوروبا يجب أن يدافَع عنها ضد الإسلام.

50 ألف عضو

يدعي «روسيف» أن لديهم ما يصل إلى 50 ألف عضو، فيما ذكر موقع NBC NEWS، أنه لم يتمكن من التحقق من هذا الرقم.

«نيكولاي ايفانوف»، الذي يبلغ من العمر 34 عامًا وأحد الأعضاء المؤسسين لجماعة «شيبكا» في عام 2014 نقل عنه التقرير قوله: «أنا لست قوميًا أو أي شيء من هذا القبيل. أنا مجرد رجل وطني».

وأضاف «ايفانوف»: «العديد من هؤلاء المهاجرين ليسوا سوى بعض الرجال الذين يحاولون الهرب من الحرب، وهم في سن 17 سنة إلى 35، مع بنية جيدة ومدربين. لا يتعلق الأمر بكونهم مسلمين، ولكن المشكلة هي أنهم يتحدرون من حضارة مختلفة. إنهم لا يفكرون مثلنا، لديهم وجهة نظر مختلفة تمامًا عن الحياة، عن كل شيء».

في حين تعرضت جماعة «شيبكا» لانتقادات من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان، فإنه ليس من الصعب أن تجد الناس الذين يتفقون مع وجهات النظر التي يتبناها «إيفانوف» في بلغاريا.

كان رئيس شرطة الحدود في البلاد قد أشاد بمجموعة من المتطوعين القوميين لاعتراض المهاجرين في أبريل (نيسان) الماضي.

وتمتلك بلغاريا حدودًا مشتركة ناحية الجنوب مع تركيا، التي كانت ذات مرة موطنًا للإمبراطورية الإسلامية التي سيطرت لقرون على المنطقة. فيما يقع الاتحاد الأوروبي، مع القيم الليبرالية والوعود بمعيشة أفضل، إلى الغرب منها.

بلغاريا معبرًا لأوروبا

منذ نهاية الحرب الباردة، احتضنت بلغاريا الغرب وانضمت إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 2004 والاتحاد الأوروبي في عام 2007، ولكن الارتفاع السريع في مستويات المعيشة لسبعة ملايين مواطن توقفت خلال الأزمة المالية 2007-2008. الآن، لا يزال متوسط ​​الدخل السنوي أدنى المعدلات في الاتحاد الأوروبي، حتى عندما نأخذ في الاعتبار القوة الشرائية.

في الحقبة السوفيتية، سيطر إنتاج الصناعات الثقيلة والكيميائية على الاقتصاد. الآن، يخيم على المشهد المصانع المهجورة والقرى المهجرة.

وعلاوة على ذلك، فقد أصبحت بلغاريا طريقًا بريًا رئيسًا فيما تكافح أوروبا مع أزمة الهجرة، بسبب حدودها مع تركيا واليونان ومقدونيا وصربيا ورومانيا.

ووفقًا ليوروستات، وهي مديرية عامة للمفوضية الأوروبية تتولى تزويد الاتحاد الأوروبي بمعلومات احصائية، فقد تقدم 20,165 شخص للحصول على اللجوء في بلغاريا في عام 2015. كان هذا جزء صغير من حوالي 1.2 مليون شخص طلب اللجوء في الاتحاد الأوروبي هذا العام، ينتمي أكثر من 75% منهم من الدول ذات الأغلبية المسلمة.

وبالرغم من أن عددًا قليلًا من المهاجرين المتوجهين إلى أوروبا استقروا في بلغاريا، إلا أن القلق إزاء الوافدين الجدد كان له صدى في البلاد التي سيطر عليها لعدة قرون الأتراك العثمانيون.

ويرى «ايفانوف» أن أزمة اللاجئين كانت جزءًا من خطة يمكن من خلالها لعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الدخول إلى داخل البلاد وتنفيذ عمليات إرهابية.

وبينما تقوم تركيا المجاورة بنشر قواتها على حدود بلغاريا تحت رعاية حلف الناتو، يرى «ايفانوف» أن تركيا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى استعادة جزء من الإمبراطورية العثمانية المفقودة.

تنتشر نظريات المؤامرة هذه بين جماعة «شيبكا». حبهم لموسكو ربما يكون مفهومًا في سياق تاريخ بلغاريا غير المرضي مع جارتها ذات الأغلبية المسلمة.. يشير هؤلاء إلى معركة هزمت فيها قوة روسية بلغارية الأتراك العثمانيين في عام 1877.

ضعف الاقتصاد في بلغاريا وموقعها خارج منطقة شنغن يعني أن معظم المهاجرين يتطلعون إلى الوصول إلى اليونان باعتبارها بوابة يعبرون منها لدول أكثر ازدهارًا أخرى في الغرب.

إجراءات جنائية بحق الجماعة

التقرير نقل عن «كراسيمير كانيف»، مؤسس منظمة لجنة هلسنكي البلغارية، إحدى جماعات حقوق الانسان، قوله: «وضع اللاجئين هنا ليس بهذه الخطورة. بلغاريا هي بلد عبور واللاجئين يرغبون في الانتقال إلى دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي».

ومع ذلك، فقد سجلت بلغاريا 31،281 من الوافدين الجدد في عام 2015، وهو ما يمثل 89.3 % من جميع الوافدين إلى الاتحاد الأوروبي لنفس العام، وفقًا لتقرير صادر عن «رادوسلاف ستيمانكوف»، رئيس مكتب بلغاريا في المنظمة الدولية للهجرة.

وقال «ستيمانكوف»: «صدمة الهجرة التي بدأت في عام 2013 خلقت توترات اجتماعية في هذا البلد الذي لديه خبرة محدودة جدا لاستقبال المهاجرين».

«كانيف» يرى جماعة «شيبكا» وجماعات مماثلة، كالقوميين الأجانب في أحسن الأحوال، أو في أسوأ الأحوال، المتطرفين الذين يمارسون العنف والعنصرية. في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، أطلق النار على مهاجر أفغاني وقتل عندما حاول عبور الحدود إلى بلغاريا. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) دفعت احتجاجات للسكان المحليين بسبب شائعات عن انتشار إحدى الأمراض إلى الإغلاق المؤقت لأكبر مخيم للاجئين في البلاد واندلعت أعمال شغب.

وقال «كانيف»: «هناك إجرءات جنائية جارية ضد عدد من هذه المجموعات».

وردًا على سؤال حول ما إذا كان أعضاء جماعة «شيبكا» يخشون من أن بلغاريا ستفقد هويتها، قال «نيكولاي إيفانوف»: «إذا لم نفعل شيئًا قريبًا، فلن تكون بلغاريا فقط من ستفقد هويتها، ولكن أوروبا كلها».

رابط المادة الأصلي: هنا.



صدى الشام