مهجرو حي الوعر يواجهون أولى المصاعب بعد الاتفاق على خروجهم.. تأمين السكن البديل أبرز مخاوفهم


بدأ سكان حي الوعر المحاصر في حمص يواجهون مصاعب جديدة بعد التوصل إلى اتفاق مع نظام بشار الأسد، يقضي بخروجهم من الحي استكمالاً لتهجير السكان الذي يمارسه النظام وحليفتيه روسيا وإيران في المدن السورية.

وينص الاتفاق على أن يخرج مقاتلو المعارضة وعائلات من الحي إلى 3 مناطق إما ريف حمص الشمالي، أو إدلب، أو مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها قوات "درع الفرات" التي تتكون من فصائل لـ الجيش السوري الحر.

ويشير مراسل "السورية نت" في حمص، يعرب الدالي، أن أبرز مشكلة تواجه المهجرين حالياً هي الحصول على المنازل، لافتاً أن إجارات ما تبقى من منازل في ريف حمص الشمالي ارتفعت بمجرد الإعلان عن إحدى وجهات سكان حي الوعر ستكون منطقة الريف الشمالي.

ويفرض نظام الأسد حصاراً على حي الوعر منذ قرابة 4 سنوات، وسط حملات عسكرية قصف ضد مناطقهم أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

محمد العبدالله أحد المكلفين بالبحث عن منازل وتجهيزها من أجل إيواء القادمين من حي الوعر قبل وصولهم إلى ريف حمص الشمالي، قال في تصريح لـ"السورية نت": إن "الأمر صعب جداً بسبب قلة المنازل التي لاتزال صالحة للسكن أساسا ولم تتضرر خلال 6 سنوات من الحرب والقصف هذا من جهة، ومن جهة ثانية إيجاد منزل فارغ في منطقة أقل تعرضاً للقصف".

وأعرب العبد الله عن انزعاجه ممن أسماهم "ضعاف نفوس" من بعض أصحاب المنازل، وقال إن هؤلاء يبحثون عن ربح مالي من المهجرين، لذلك "رفعوا إيجارات المنازل كثيراً بما يفوق قدرة السكان والذين لا يملكون أساساً مصدر دخل".

وأكد أن إيجار بعض المنازل ارتفع من 25 ألف ليرة سورية في الشهر إلى 75 ألف، ولمواجهة هذا الغلاء أشار العبد الله إلى أنهم يبحثون عن منازل قد تضررت بشكل جزئي ويعملون على ترميمها كي تصبح صالحة للسكن.

وفي المقابل تحاول مكاتب المجالس المحلية والمحاكم شرعية السيطرة على أسعار إيجارات المنازل وضبطها. كما تعمل شعب الهلال الأحمر في ريف حمص على توفير مراكز إيواء مزودة بأبسط سبل العيش والصرف الصحي.

وتسبب نظام بشار الأسد في تهجير مئات آلاف السكان من منازلهم وأجبرهم على تركها عنوة مهدداً إياهم بالموت قصفها إذا لم يخلوا أحيائهم، كما حصل بشكل رئيسي في داريا والمعضمية والزبداني ومضايا بريف دمشق، والأحياء الشرقية لحلب، وأرياف حمص وحماه.

ويشار إلى أن المعارضة السورية ونظام الأسد توصلا إلى اتفاق، برعاية روسية، يوم الإثنين 13 مارس/ آذار 2017، إلى اتفاق يقضي بخروج المقاتلين والمدنيين منه، لتصبح مدينة حمص خالية تماماً من أي تواجد لقوات المعارضة.

بنود الاتفاق

ونص الاتفاق على: 

1- خروج الدفعة الأولى من المقاتلين خلال (سبعة أيام) من تاريخ توقيع الاتفاق وبعدد (1500) شخص على أن يكون بينهم من (400-500) مقاتل.

2- تستمر عمليات خروج الدفعات بشكل أسبوعي وبنفس العدد حتى انتهاء الاتفاق.

3- تتحمل القوات السورية والقوات الروسية المسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين من الحي.

4- يتم تنظيم عملية الخروج إلى إحدى المناطق التالية: (جرابلس – ادلب – ريف حمص الشمالي).

5- يتم تشكيل لجنة عامة مؤلفة من ممثلي (لجنة حي الوعر – اللجنة الأمنية بحمص – الجانب الروسي) تتولى الإشراف على تطبيق الاتفاق ومعالجة الخروقات.

ويتضمن الاتفاق نشر كتيبة عسكرية روسية من (60 الى 100 شخص) بينهم ضباط روس سيدخلون إلى حي الوعر.

يذكر أن النظام قد توصل في سبتمبر/ أيلول 2016 إلى اتفاق يقضي بخروج مئات المقاتلين من المعارضة في حي الوعر، مقابل كشفه عن مصير معتقلين طالبت بهم المعارضة ووصل عددهم لقرابة 7 آلاف.




المصدر