[ad_1] [ad_1]

مصطفى علوش – المصدر

أيام الدراسة الإعدادية والثانوية، أي في ثمانينيات القرن الماضي، وعندما كانت مختلف العلوم الإنسانية و(صياح ديك جيراننا) تتطور بما فيها أداء القيادة الحكيمة، لاحظتُ أنّ عدد جماعة (ما إلنا علاقة بشي)هي أكثر الجماعات الاجتماعية السورية التي نمت وترعرعت وازدهرت، حيث تلاحظهم موجودين في كل الأماكن، المدارس، المعاهد، الجامعات، المطابخ غير السياسية، المحلات، المقاهي، الحدائق، الخ.

وللأمانة النفسية والبعثية فإن عدد كبير من هؤلاء انتمى لحزب البعث الحاكم من أجل الوفاء لشعارهم (ما إلنا علاقة بشي، دخيلكم لا تقرّبوا علينا)، فهم من جماعة ما إلنا علاقة بشي، ولكن من جهة السلطة تحديداً هم معها، حتى أن نفس الجماعة كانت تدبك على الأول عندما كانت المرحلة التاريخية الحساسة والخطيرة تقتضي أن يقبل القائد الخالد حافظ الأسد رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه بأن يرشح نفسه مرة تلو الأخرى للرئاسة، فهؤلاء كانوا يرشون بيوت الشعر الخاصة بأفراح سيادته بالماء، يناوبون يومياً ويجلبون معهم كامل أسرهم من الكبير للمقمط بالسرير، وذلك من أجل البرهان أمام المخابرات أنهم جماعة رائعة وسلوكها عشرة على عشرة.

القيادة الحكيمة بوعيها التاريخي تعرف أن هذه الجماعة أفضل من كل الجماعات الأخرى لذلك وزعت بعضهم على بعض المواقع والمناصب الصغيرة من عيار مدير بمدرسة أو من عيار مدير مدجنة أو مبقرة أو مدير مزبلة أو مدير جريدة، وتكاثر هؤلاء وطوروا شعارهم ليصبح  (دخيلكم نحن جماعة ما إلنا علاقة منحب القائد وبس).

في الفن كان (ياسر العظمة) من جماعة النقد البناء، وكانت مراياه الفنية تعكس كل المواجع الاجتماعية، حتى أن جماعة ما إلنا علاقة كانت تفضل عدم مشاهدة حلقاته، حتى لا يتأثر وعيها السياسي وتصبح مثلاً من جماعة بكداش لاسمح الله.

وعندما اضطرت ملايين الناس للتظاهر سلمياً من أجل الحرية والكرامة اتضح أن الفنان الناقد الكبير ياسر العظمة من جماعة مإلنا علاقة، ويبدو أنه قدم طلب انتساب لهذه الجماعة ونحن لم نعرف ذلك، ومازال العظمة يراوح في مكانه صارخاً ما إلنا علاقة دخيلكم مقلداً تلك الشخصيات المذعورة التي كان يتقن أداءها.

بكل حال ما إلنا علاقة نحن بشي، والقصة من أولها أنه الناس معظمها كانت من جماعة ما إلنا علاقة لكن عندما بدأت الثورة انضم قسم كبير من جماعة ما إلنا علاقة للثورة.

ولما بدأت القيادة الحكيمة تطلق الرصاص الديمقراطي على المتظاهرين وتعتقل بأسالبيها النزيهة الآلاف، رجع جماعة ما إلنا علاقة لمواقعهم الأولى، حتى أن بعضهم قال لنفسه معاتباً (يا أخي أنا من الأول من جماعة ما إلنا علاقة شو بدي بجماعة الحرية).

وصلَ آلاف من جماعة ما إلنا علاقة بشي، إلى أوربا هجرة و لجوءً، وطبعاً مستمرون على الوفاء لشعارهم التاريخي وبعضهم يشتهي علناً لو أن القيادة الحكيمة تنتصر على الشعب وتسحقه سحقاً أكثر وأكثر حتى يعودوا إلى الوطن مرفوعي الشعار.

نفس الجماعة تراها تصبح ثورجية وهي تنتقد البلدان الأوربية خاصة إذا تأخر وصول الراتب يوم واحد بسبب خطأ بيروقراطي، لا وأكثر من ذلك تراها تفصل تحليلاً وقراءة في المؤامرة الأوربية على سورية، ولكن حين يتعلق الأمر بأي شأن إنساني أو إغاثي أو أخلاقي تراها تعود القهقرى نحو موقعها الطبيعي أي (حفرة ما إلنا علاقة بشي).

بعض هؤلاء بدأ يشتغل في ألمانيا وغيرها بالنصب والاحتيال بمختلف أشكاله، وهذا لا يتناقض مع شعاره ما إلنا علاقة بشي، إنما طور خطابه السياسي باتجاه اقتناص كل فرص التهرب الضريبي.

أعداد هؤلاء ليست قليلة في أوروبا، وهم على تواصل دائم مع جماعتهم بالداخل من أجل دعم الشعار التاريخي الخاص بهم.

بعض هؤلاء كان في سورية يعمل بالصحافة وبعضهم كان في مهن أخرى مثل الطب والهندسة، ولكن رباطهم التاريخي مازال مستمراً مع عدم التدخل في الشؤون السياسية.

وحسب رأيهم أم قناة الدنيا والمنار والجديد ومعها طبعاً الفضائية الزغبورية هم أفضل قنوات إعلام بالتاريخ الحديث والقديم والمعاصر.

من مواصفاتهم السيكولوجية، النعومة ظاهرياً، الخطاب الهادئ، النفاق، الظهور فيسبوكياً في أوقات عزاء الشبيحة ومشتقاتهم، الحب الهائل لصحن التبولة واللحم المشوي، لايحبون مغامرات الطبيعة مثل التزلج، ويفضلون رياضات المشي الهادئ المتسق مع أفكارهم الناعمة.

تفكر الآن عدد من جامعات الغرب بدراسة أوضاع هؤلاء النفسية، لاكتشاف السر الدفين الذين يربطهم بأجدادهم من جنس البغال، ولكن ثمة عقبة صغيرة تحول دون معرفة أعدادهم الكبيرة وهي قدرة هؤلاء على التلون بألف لون ولون في اليوم الواحد.

أعزائي جماعة ما إلنا علاقة بشي، أنتم رمز الوفاء للقيادة الحكيمة والشجاعة.

نرجو منكم بين الفينة والأخرى التدرب على الدبكة مع ترديد الشعار الصباحي (أمة عربية واحدة) حرصاً على عدم انقطاع نسلكم الفكري.

وننصحكم بشرب الزهورات والبابونج على الريق، والدفء الجيد ليلاً من أجل موضوع الغازات.

دمتم ذخراً.

[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]