أمريكا تدّعي مقتل العشرات من "القاعدة" بقصف على بلدة بحلب وروسيا "لا تشكك"


سمارت-رائد برهان

ادّعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الجمعة، مقتل العشرات من عناصر تنظيم "القاعدة" بقصف لطائرات أمريكية على بلدة في ريف حلب الغربي، شمالي سوريا، فيما قالت روسيا إنها "لا تشكك ذلك".

وكان قصف جوي استهدف مسجداً في بلدة الجينة (31 كم غربي حلب)، مساء أمس الخميس، أودى بحياة العشرات من الأشخاص، إذ قال الدفاع المدني إن فرقه انتشلت 35 قتيلاً وعشرات الجرحى من المصلين، فيما لا تزال تعمل لانتشال من تبقى تحت الأنقاض.

وقال المتحدث باسم "البنتاغون"، جيف ديفيس، أن الغارات الأمريكية لم تستهدف مسجداً في البلدة، بل مقراً يجتمع فيه قيادات لتنظيم "القاعدة"، ما أدى لمقتل العشرات منهم، على حد قوله، بحسب وكالة "رويترز".

وتأتي تصريحات "البنتاغون" دعماً لتصريحات سابقة أدلى بها الجيش الأمريكي، أمس الخميس، على لسان المتحدث باسمه، جون توماس، والذي قال إن القصف الأمريكي استهدف مبنىً لتنظيم "القاعدة" يبعد عن المسجد 15 متر، فيما أكد ناشطون محليون أن القصف طال مسجداً ملئياً بالمصلين.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، نقلته وكالة "سبوتنيك"، إنها لا تشكك من حيث المبدأ بأن الجيش الأمريكي كان يستهدف مقراً لمن أسمتهم "الإرهابيين"، مشيرةً إلى "عدم نيتها إصدار الاتهامات لأمريكا بتعمد قتل المدنيين".

واعتبرت الخارجية الروسية أنه في حال أكدت المعطيات مقتل مدنيين بالقصف الأمريكي فإنه أصبح من الضروري تعزيز التنسيق بين كل المشاركين في ما أطلقت عليه محاربة "الإرهاب" في سوريا.

ودانت تركيا، في وقت سابق اليوم، القصف معتبرةً إياه "جريمة ضد الإنسانية" ويرقى لـ"جريمة حرب"، كما وصفت قصف المساجد الممتلئة بالمصلين بالأمر "غير المقبول".

وتشن الطائرات الأمريكية بشكل مستمر غارات على مواقع تقول إنها لـ"جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وخاصةً في محافظة إدلب، التي تسيطر الفصائل العسكرية على جلّها، ما أدى لمقتل العشرات من المدنيين إلى جانب قيادات وعناصر من "تحرير الشام".

ورغم إعلان "فتح الشام" فك ارتباطها بنتظيم "القاعدة" إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تصر على اعتبارها مرتبطةً به، حتى بعد إعلانها اندماجها مع فصائل أخرى، أبرزها "حركة نور الدين الزنكي"، التابعة للجيش السوري الحر، ضمن "هيئة تحرير الشام".

وتقود الولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً دولياً ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بمشاركة دول عربية وغربية منذ عام 2014، أسفر قصفه الجوي عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، شمالي وشرقي سوريا.