on
التفاصيل الكاملة للغارات الإسرائيلية على سوريا والتصدي لها بالصواريخ.. وهذا ما استهدفته الطائرات
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إن طائراته أغارت على عدد من الأهداف في سوريا خلال ساعات الليلة الماضية، مشيراً أن صواريخ اعترضت الطائرات لكن نظام دفاع جوي للقوات الإسرائيلية أسقطها.
واعتبر هذا التطور هو الأخطر منذ سنوات، وذلك لأن نظام الأسد اعتاد طيلة هذه الفترة على تقبل الضربات الإسرائيلية بصمت، دون أي رد يذكر رغم أن بعض الغارات قتلت جنوداً من قواته وعناصر لميليشيا "حزب الله"، ما عدا التصريحات المعهودة عنه في أن الرد "سيأتي بالزمان والمكان المناسبين".
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" إنه في حوالي "الساعة 2:30 صباحاً قصفت طائرات حربية إسرائيلية عدة أهداف في سوريا"، وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن الأهداف التي قصفها الجيش الإسرائيلي كانت لقافلة أسلحة تابعة لـ"حزب الله".
وكان اللافت في هذا الهجوم الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي أكد رسمياً لأول مرة شنه ضربات داخل الأراضي السورية، كما أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها الطائرات الإسرائيلية لصواريخ تعترضها.
وأرجعت وسائل إعلام إسرائيلية اعتراف الجيش الإسرائيلي بالغارات لكونه فعّل لأول مرة منظومة الصواريخ الدفاعية "آرو" (السهم)، أو ما يطلق عليه بالعبرية "حتس".
ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية عن مواقع عبرية قولها إن الصواريخ التي اعترضت الطائرات الإسرائيلية هي من طراز "SA-5" أو ما تعرف باسم "صواريخ سام" روسية الصنع.
موقف روسيا
وأشار محللون إلى أن المؤكد في الغارات الإسرائيلية معرفة القوات الروسية الموجودة في سوريا بها، سيما وأن موسكو تنشر منظومة صواريخ اس 400 المتطورة في قاعدتها العسكرية في حميميم بريف اللاذقية، وصواريخها تغطي كامل السماء السورية، وهو ما يطرح تساؤلات عن طبيعة وشكل التفاهم الروسي الإسرائيلي بخصوص سوريا، سيما وأن موسكو لا تزال حتى الآن ملتزمة الصمت.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد القتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، في لقاء هو الخامس بينهما، وبحسب ما رشح عن الاجتماع فإن الجانبين ناقشا تنسيقاً مشتركاً في سوريا يشتمل على تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الجيشين.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الصاروخ الذي أطلق من سوريا مر فوق الأردن باتجاه القدس، وأضافت أنه سقط في الأردن، بينما سقط صاروخي آخرين في الأراضي الفلسطينية المحتلة دون أن يتسبب ذلك بأضرار.
وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، نقلت صحيفة "الغد" الأردنية عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن شظايا صواريخ سقطت فجر اليوم على بعض القرى في محافظة إربد وفِي غور الصافي وفِي مناطق خالية شمال الأردن نتيجة اعتراض صواريخ إسرائيلية لصواريخ أطلقت من داخل الأراضي السورية باتجاه بعض المواقع والقواعد الإسرائيلية.
واستخدمت القوات الإسرائيلية لإسقاط الصواريخ التي اعترضت طائراتها منظومة (السهم)، وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن إطلاق القوات الإسرائيلية لصاروخ "سهم" هو ما تسبب في دوي صفارات الإنذار بالأراضي المحتلة.
وصواريخ "السهم" بما فيها (حتس 2) و(حتس 3)، تشكل منظومة الدفاع للقوات الإسرائيلية، وقد طورتها إسرائيل بتمويل أمريكي بالتعاون مع شركة "بوينغ" الأمريكية، بحسب ما ذكره موقع "المصدر" الإسرائيلي.
إسقاط طائرة ونفي إسرائيلي
من جانبه، قال نظام الأسد إنه أسقط طائرة عسكرية إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية في منطقة البريج عبر الأراضي اللبنانية.
ونقلت وكالة أنباء النظام (سانا)، عن بيان لـ"القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" التابعة للنظام: أن "4 طائرات للعدو الإسرائيلي أقدمت فجر اليوم على اختراق مجالنا الجوي في منطقة البريج عبر الأراضي اللبنانية واستهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر في ريف حمص الشرقي".
وأضاف البيان أن "وسائط دفاعنا الجوي تصدت لها وأسقطت طائرة داخل الأراضي المحتلة وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار".
لكن إسرائيل نفت ما ذكره النظام وقالت إن جميع طائراتها لم تصب بأذى.
في المقابل نقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن مصادر في سوريا قولها إن "الطيران الإسرائيلي استهدف أهدافاً في القلمون الغربي"، مشيرين أن عدة طائرات إسرائيلية شوهدت وهي تجوب الأجواء في الفجر.
وقال العقيد إياد بركات، من الجيش السوري الحر للوكالة: "يُعتقد أن الشحنات التي تُنقل عبر القلمون هي شحنات قادمة من العراق، وليست من داخل الأراضي السورية، حيث رصدت مصادر عسكرية تابعة للمعارضة السورية خلال الشهرين الأخيرين تحرك العديد من الشاحنات من الأراضي العراقية باتجاه القلمون، مروراً بتدمر وريف دير الزور، تحرسها قوات عسكرية، دون أن يُعرف محتواها، ودون أن يتم اعتراضها من قبل أي سلاح طيران يُغطي المنطقة".
وكانت إسرائيل قد قصفت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أهدافاً داخل مطار المزة العسكري من بينها مباني الرادار والإشارة ومستودعات للذخيرة، واستراحة تابعة لماهر الأسد شقيق رئيس النظام بشار الأسد.
ورجحت مواقع عبرية عدم حصول مواجهة أوسع بين الجيش الإسرائيلي ونظام الأسد، مشيرةً أن الأخير يخشى من التفوق العسكري لإسرائيل.