تركيا تهدد أوروبا بإرسال 15 ألف لاجئ شهرياً في تصاعد للتوتر الدبلوماسي


سمارت-رائد برهان

هدد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الاتحاد الأوروبي بإرسال 15 ألف لاجئ شهرياً إلى أراضيها، في تصاعد للتوتر الدبلوماسي بين بلاده ودول أوروبية.

وقال "صويلو" خلال كلمة نقلتها، وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة، "يمكننا إرسال 15 ألف لاجئ شهرياً إلى أوروبا والتسبب بصدمة لها، في حال استمرت بانتهاج سياسية معادية لتركيا"، مضيفاً "هل تجرؤ أوروبا على ذلك؟".

تأتي تصريحات الوزير التركي، عقب منع هولندا وألمانيا التقاء مسؤولين أتراك بالجالية التركية على أراضيهما، من أجل الترويج للتعديلات الدستورية التي تسعى الحكومة التركية إلى إقرارها، من خلال استفتاء شعبي.

ورفضت هولندا تصريحاً بهبوط طائرة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على أراضيها، كما طردت وزيرة الأسرة التركية، بعد منعها دخول قنصلية بلادها في مدينة روتردام.

سبق ذلك، منع السلطات الألمانية مسؤولين أتراك، من بينهم "أغلو" من المشاركة في فعاليات مع الجالية التركية على أراضيها، بخصوص التعديلات الدستورية، ليبدأ الطرفان بتراشق التصريحات والاتهامات.

ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تهدد فيها تركيا بتعطيل اتفاقية اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي، إذ سبق أن قال "أوغلو" إن بلاده ستلغي العمل بها، في حال لم تمنح أوروبا الأتراك حق السفر إليها بدون تأشيرة.

وتقضي الاتفاقية بالحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الأراضي الأوروبي عبر بحر إيجة مروراً بتركيا، التي كانت تعتبر الممر الأساسي للاجئين وخاصةً السوريين منهم.

وتستقبل تركيا زهاء ثلاثة ملايين لاجئ سوري على أراضيها، فروا من بلادهم نتيجة القصف والمعارك بين مختلف الأطراف، بحسب إحصائية للمديرية العامة لإدارة الهجرة التركية.

وأصبحت قضية اللاجئين موضع قلق بالنسبة للدول الأوروبية، وخاصةً ألمانيا التي تستقبل مئات الآلاف منهم، وذلك عقب عدة هجمات طالت مدناً أوروبية أسفرت عن مقتل وجرح المئات في فرنسا وألمانيا، وتبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يتخذ من سوريا والعراق معقلاً.

وسعت تركيا جاهدةً خلال العقود الأخيرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي طالما جابه ذلك باعتراضه على قوانين سنتها الحكومة التركية، التي يقودها "حزب العدالة والتنمية"، تتعلق بمكافحة الإرهاب وقانون الإعدام.