on
مأساة طفل سوري يصارع السرطان والغربة
ناشد طفل سوري، يدعى “محمد بر”، المنظمات الإنسانية لمساعدته في العلاج من مرض سرطان النخاع الشوكي، وهو من الأمراض السرطانية قليلة الانتشار.
محمد يبلغ من العمر نحو 15 ربيعا، وهو يتيم الأب، ترك مع والدته قبل سنتين مدينة حلب السورية (شمال) المشتعلة بنيران الحرب، وعبرا إلى تركيا، حيث عمل مع والدته في مشغل للخياطة بمدينة إسطنبول.
بعد سنة من قدوم محمد إلى تركيا، بدأت تظهر عليه أعراض المرض الخبيث، كارتفاع درجات الحرارة والدوران (عدم اتزان الجسم)، وبعد التنقل بين العديد من المستشفيات والأطباء اكتشف الأخيرون وجود ورم سرطاني في ظهره.
بعد التأكد من إصابة محمد، وفرت منظمة “نحن أمة” التركية (غير حكومية) مسكنا للطفل، وتكفلت بالعديد من مستلزمات الحياة، لاسيما متابعة حالته الصحية مع المستشفيات التركية في إسطنبول.
كل يومين، يزور محمد مستشفى “أوك ميداني” الحكومي في إسطنبول، لإجراء التحاليل الطبية اللازمة، وتزويده بالدم، بعد أن مكث نحو شهر كامل في المستشفى لأخذ جرعات العلاج الكيميائي الخاصة بمرضى السرطان.
** مناشدة للمنظمات الإنسانية
الطفل السوري ينتظر إجراء عملية نقل دم إلى نخاعه الشوكي، بتكلفة نحو 500 ألف ليرة تركية (135 ألف دولار)، بحسب المنظمة التي تتكفل به.
محمد قال، في مقابلة مع الأناضول: “منذ سنتين جئت إلى تركيا قادما من حلب، بسبب الحرب الدائرة هناك.. جئت هنا وعملت في مشغل خياطة مع والدتي”.
لكن، تابع الطفل، “بعد عملي سنة في المشغل، بدأت أشعر بأعراض على جسدي، كفقدان الشهية والدوران، وارتفاع كبير في درجات الحرارة، ولم تكن لدي القدرة حينها على المشي على قدماي بشكل جيد، ولم أستطيع الذهاب إلى العمل.. بعدها ذهبت إلى الطبيب وخضعت لتحاليل طبية، وأخبر الطبيب أمي بأنني مريض بالسرطان”.
ومضى محمد قائلا: “بعدها أخذتني أمي إلى المستشفى، ولم تخبرني بأنني مريض بالسرطان، لكن بعد أربعة شهور عرفت.. بدأت في أخذ جرعات كيميائية في مستشفى (أوك ميداني) الحكومي، وتكفّلت الدولة بمعالجتي وصرف الأدوية التي يكتبها لي الأطباء، إضافة إلى أجور الفحوصات الطبية”.
وبأمل، أردف الطفل السوري: “أتمنى أن أستطيع الخضوع للعملية الجراحية، وأن تتدخل المنظمات الإنسانية لمساعدتي”.
وعن شعوره بعيدا عن سوريا، أجاب محمد: “شعوري كما هو شعور أي مغترب عن بلده، أريد الرجوع إلى سوريا، منذ وقت خروجي من سوري لم أشعر بالراحة”.
** الأم: لم أصدق في البداية
“وئام نصر الدين”، وهي والدة محمد، قالت من جانبها: “جئنا من سوريا هربا من الحرب، ولا يوجد لنا أحد غير الله، زوجي ميت، وإخواني وأخواتي في سوريا، فقمت بالعمل في مشغل للخياطة مع إبني محمد”.
وزدات الأم، في حديث مع الأناضول: “بعد فترة أصبح محمد يتعب جدا، وأصبحت أذهب إلى العمل لوحدي.. أصبحت حرارة محمد مرتفعة جدا.. أخذته إلى الطبيب بعد فترة، وأخبرني الأطباء بوجود المرض الخبيث”.
وبحزن شديد، تابعت الأم: “لم أصدق في البداية.. تجاهلت الموضوع ولم أكترث، ثم أخذته إلى العديد من الأطباء حتى تأكدت من إصابته بالسرطان في ظهره، وتحديدا في منطقة النخاع الشوكي”.
وأضافت أن “جمعية (نحن أمة) ساعدتنا بتأمين العديد من مستلزمات الحياة، إضافة إلى متابعة حالة إبني.. مكث محمد في المستشفى في البداية نحو شهر كامل، وبدأ بأخذ جرعات من العلاج الكيميائي.. أصبحت أوقاتنا بين المستشفى والبيت حتى تحسنت حالته الصحية قليلا”.
ومضت قائلة: “كل يومين نذهب إلى المستشفى لتزويد محمد بالدم وإجراء التحاليل اللازمة له”.
وختمت أم محمد حديثها بالقول: “الآن يلزم إبني عملية نقل دم إلى النخاع الشوكي، وهذه تتكلف مبلغا ماليا كبيرا بحسب ما أبلغنا به الأطباء.. ولا نعلم ما هو الحال الذي سيكون عليه محمد”.
صدى الشام