on
نجوم يدفعون ثمن مواقفهم. السياسية: ممنوع الدخول
قبل 7 سنوات، سجَّل المنتج الراحل، أديب خير، سابقة في عالم الدراما العربية، تمثّلت بإنتاج درامي مُشترك، كان الأول عربياً في مسلسل “روبي” الذي جمع بين مصر ولبنان وسورية، ولعب بطولته مكسيم خليل وسيرين عبد النور وأمير كرارة، ونال نجاحاً وافراً. وهذا ما فتح شهية المنتجين العرب على تقليد “روبي” في ظاهرة لا تزال قائمة حتى اليوم. فانصهر الممثل اللبناني والسوري والمصري والخليجي، معاً، في عدد كبير من الأعمال التي شهدت إقبالا جيداً، ومنها “الأخوة” و”لعبة الموت” و”لـو” وغيرها. لكن، ترتَّب على هذه الإنتاجات مجموعة من ردود الفعل التي فرضت نفسها بسبب الحرب في سورية، وتأثير الأمن سياسياً، والمواقف السياسية لمجموعة من الفنانين، والتي حملت مزيداً من الانقسام أدى في بعض الأحيان إلى منعهم من العمل.
في الثالث من مارس/آذار الحالي، أعلن الممثّل السوري، قيس الشيخ نجيب، عن اعتذاره عن عدم المشاركة في مسلسل “قناديل العشاق” الذي بدأ تصويره في دمشق، للكاتب خلدون قتلان، والمخرج سيف الدين سبيعي. اعتذار قيس الشيخ نجيب لم يكن الحقيقة الكاملة، فما تكشّف حول تفاصيل وكواليس الاعتذار، هو تمنٍّ من شركة “سما الفنّ” المُنتجة للمسلسل على قيس بالاعتذار والإعلان عن ذلك عبر صفحته الشخصية على موقع تويتر.
ساعات قليلة بعد خروج الشيخ نجيب من المسلسل الرمضاني، كشفت النقاب عن تقرير أمني أعدتّه شعبة المعلومات في دمشق، يتناول الشيخ نجيب، ويتهمه بالغياب عن سورية قرابة خمس سنوات، تزامناً مع انطلاقة الثورة السورية. وقال التقرير “أنّ صمت قيس الشيخ نجيب، تجاه ما حصل في سورية، يجعله في موقع اتهام”. لكن، نقابة الفنانين السوريين التي يقودها زهير رمضان سارعت إلى تبنّي التقرير، والاستعانة به لتمنع قيس من مزاولة مهنته على الأراضي السورية. قيس فضّل الصمت على الردّ، ولم يسع لتوضيح ما جرى فعلاً، أو كشف هذه الحقيقة، لكنّه حرم بطريقة غير مباشرة من دخول بلده، فاختار منفىً اختيارياً، وهو اليوم يقيم بين بيروت ودُبي. وسرت معلوماتٌ تقولُ بأنّه يُفكِّر جديّاً بالهجرة إلى كندا، بعد انتهائه من تصوير دوره في مسلسل “أوركيديا” للمخرج حاتم علي، والذي يُنهي مشاهده حاليّاً في رومانيا، لكنَّ ذلك يبقى في خانة التكهُّنات، ريثما يعترف قيس بما حصل فعلاً.
حكاية قيس الشيخ نجيب مع المخابرات السورية، لم تكن الأولى. بعد أيّامٍ قليلة من هذه الحادثة، صَدَر، أوّل من أمس، قرار رسمي، من قبل نقيب الفنانين السوريين، زهير رمضان، يقضي بمنع دخول الممثلة اللبنانية، سيرين عبد النور، إلى دمشق.
عبد النور، كانت قد اتفقت منذ ستة أشهر على بطولة مسلسل “قناديل العشاق” الذي أخرجه قيس الشيخ نجيب، لاتّهامات لا علاقة لها بالفن ولا بالتمثيل، وها هي تنال الصفعة ذاتها من قبل الأمن السوري لسببٍ بسيطٍ كشف عنه نقيب الفنانين نفسه زهير رمضان، إذ قال في تصريح، “إن السبب هو زيارة الفنانة سيرين عبد النور لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن في شهر تموز/يوليو 2015”. وكانت يومها عبد النور، تصوّر أجزاء من برنامج “بلا حدود” لصالح قناة “الآن” العراقية، وتقوم ضمن البرنامج بمهام إنسانية لها علاقة بأوضاع المجتمع العربي عموماً.
ترفضُ سيرين عبد النور التصريح بما يتعلق بموضوع منعها من دخول سورية. وبجملةٍ واحدة تقول لـ “العربي الجديد”: “سيحملونني مسؤولية الحروب العربية كاملة، ولن أُستدرَج للردّ”.
تأتي هذه القضية لتزيد الشرخ بين العلاقة المتوترة أصلاً بين بيروت ودمشق، بسبب وجود اللاجئين السوريين بداية، وتصل إلى التعاون القائم بين اللبنانيين والسوريين في الإنتاجات المُشتركة، وأمام استسهال في الاتهام والمنع يمارسه زهير رمضان نفسه، بمن يسمح له بالدخول إلى سورية والعكس.
لكن السلطات اللبنانية لم تمنع أي فنان سوري من دخول أراضيها. هكذا عبرت مواقع التواصل الاجتماعي في ردها تجاه قضية عبد النور، ومنعها من دخول سورية، ووصل هاشتاغ “متضامن مع سيرين عبد النور” إلى المرتبة الأولى لـ”تراند” على موقع تويتر. فيما نشر البعض صوراً من زيارة قامت بها عبد النور إلى مخيم الزعتري في الأردن عام 2015، لما جلست مع الأطفال السوريين، وكتبوا “حسناً لو كان الوقوف على خاطر الأطفال تهمة” في رد مباشر على زهير رمضان الذي طالب عبد النور بالاعتذار معتبراً زيارتها لمخيم لاجئين موقفاً معارضاً من النظام السوري.
وكانت الفنانة السورية، أصالة نصري، قد تعرَّضت لموقف محرج في مطار رفيق الحريري الدولي عام 2015 بسبب سحب جواز سفرها من قبل بعض العناصر الأمنية. وقيل إن السبب هو معارضتها لنظام الأسد، ودعاوى قضائية ضد هذا الموقف رفعت من قبل لبنانيين، متحالفين مع النظام السوري. لكن، تدخل وزير العدل اللبناني، آنذاك، أشرف ريفي، ألغى القرار. وأبدى ريفي أسفه واعتذاره من الفنانة التي تابعت زيارتها، وردّت بالغناء يومها في برنامج “ستار أكاديمي” الأغنية الشهيرة “بحبك يا لبنان” وأهدتها بدموع إلى اللبنانيين.
وكذلك تعرّضت الفنانة، كاريس بشار، إلى مضايقات من قبل جهات أمنية، على الحدود اللبنانيّة السوريّة، وحصل الأمر نفسه مع زميلتها أمل عرفة، لكن تحرُّك الإعلام اللبناني، ونقابة الفنانين والممثلين في لبنان، منعا أي إجراء أمني يُتَّخذ بحق فناني سورية. وصرَّحت، يومها، نقيبة الفنانين السابقة، سميرة بارودي، “أن النقابة، عملت على استصدار سماح خاص يقضي بتسهيل أعمال كل الفنانين السوريين الذين تُحتم أعمالهم الفنية الحضور إلى بيروت”.
صدى الشام