‘“بوتين” في مرمى رسائل الغارة الإسرائيلية والرد الإيراني عليها’

18 آذار (مارس)، 2017

4 minutes

آلما عمران – المصدر

أكثر من 15 غارة للطائرات الإسرائيلية على مواقع لميليشيا حزب الله وجيش الأسد، لكن لأول مرة تُعلن إسرائيل عن تنفيذها الغارة، ولأول مرة يرد جيش الأسد بإطلاق صواريخ على الطائرات المغيرة، ولأول مرة تستدعي الخارجية الروسية السفير الإسرائيلي لدى موسكو “غاري كورين” بعد يوم واحد من تعيينه للمطالبة بإيضاحات حول الغارات الإسرائيلية الأخيرة، في تصرف وصفته الصحافة الإسرائيلية بـ “النادر”.

 أيضاً، لأول مرة  تبدو الرسائل المتبادلة بين اللاعبين على الساحة السورية “إيران – روسيا- إسرائيل” بهذا الوضوح والعلنية.

حدثت الغارة الإسرائيلية إثر عودة نتنياهو من موسكو، واستهدفت موقعين في تدمر والقلمون، وبقيت تسرح وتمرح في الأجواء السورية لعدة ساعات بحسب التسريبات، في حين أن استهدافها بالصواريخ تم عند مغادرتها الأجواء السورية تجنباً لتصعيد غير محسوب يتجاوز حدود الرسالة الإيرانية السياسية المطلوب توجيهها إلى بوتين ونتنياهو.

ما أرادت طهران قوله، إنها ما تزال تمسك بالقرار العسكري في سورية، وأن تزايد النفوذ الروسي لا يعني أن بوتين هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، فضلاً عن كونها غير معنية بأي تفاهمات روسية – إسرائيلية. بخصوص وجودها العسكري في سورية، بل أنها مستعدة للتعامل مع أي توجه روسي لتحجيم دورها كما يُطالب نتنياهو في البند الأهم الذي وضعه  على طاولة مباحثاته مع بوتين..

ثمة انعدام للثقة بين طهران وموسكو، رغم محاولة الطرفين نفيه تلميحاً وأحياناً تصريحاً، إلا أن ثمة هواجس متفاقمة لدى إيران باستعداد روسيا للمساومة عليها، وهي هواجس تفاقمت مع إعلان الرئيس الأمريكي أن أولويته هي لتحجيم إيران ودورها في المنطقة، وهو ما تتحسب له طهران خصوصاً أنها تعتقد بأن الغارات الإسرائيلية المتتالية ما كانت لتتم لولا ضوء أخضر روسي، بل هناك شكوك بتسريب موسكو لمعلومات عسكرية وأمنية إلى تل أبيب حول أنشطة وأماكن تواجد حزب الله على الأراضي الروسية.

هذه الشكوك، لم ينفع لتبديدها على ما يبدو النفي الروسي المتكرر بعدم منح الإسرائيليين ضوءً أخضر للتحرك ضد ميلشيا حزب الله  في سورية، ولم ينفع كذلك ما تم تسريبه عن نتائج اجتماع بوتين ونتنياهو الأخير في موسكو، وفشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بانتزاع تعهد من بوتين بأن تجبر التسوية المفروضة في سورية الإيرانيين وميليشياتهم على الخروج من سورية، وأن تل أبيب تفضل بقاء بشار الأسد في السلطة لكن دون هؤلاء، وهو ما رفض بوتين الخوض فيه  حالياً لأن موسكو لا تزال “وفق التسريبات”  «تحتاج» للدور الإيراني في سورية «إلى حين انتهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية في سورية.

وعلى خلفية هذه المواقف المتشنجة والمشككة، جاء الرد على الغارة التي حدثت أصلاً لتوجيه رسالة من نتنياهو إلى بوتين بأن إسرائيل عازمة على مواصلة تحركها بالتفاهم معه أو منفردة لحماية ما تعتبره أمنها، وهو ما أكد عليه  نتنياهو شخصياً بعد الغارة بقوله  إن إسرائيل  ستواصل العمل على إحباط نقل أسلحة إستراتيجية لحزب الله مضيفاً أن “السياسة الإسرائيلية ثابتة عندما نشخص محاولات لتمرير أسلحة متطورة لحزب الله، ونملك حيالها المعلومات الإستخباراتية وإمكان التنفيذ العملياتي، فإننا نعمل على منع ذلك .. هذا ما كان، وهذا ما سيكون، لأننا نملك إصراراً، والبيّنة على ذلك أننا نعمل وعلى الجميع أن يأخذ ذلك في الحسبان”.

وطبعاً المقصود بالجميع هو “بوتين” بالدرجة الأولى، الذي لم يجد للخروج من مرمى الرسائل الإيرانية – الإسرائيلية المتبادلة سوى بطلب إيضاحات خجولة من صديقته الدائمة إسرائيل تجنباً للإحراج أمام حليفته المؤقتة “إيران”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]