خوفاً من الاختطاف… نازحو درعا في السويداء يعودون إلى بلداتهم


مضر الزعبي: المصدر

على الرغم من الغارات الجوية المكثفة من قبل الطيران الروسي ومروحيات النظام على ريف محافظة درعا الشرقي، بمعدل تجاوز 30 غارة وبرميل في اليوم الواحد خلال الشهر الماضي، إلا أن مئات العائلات النازحة من ريف درعا الشرقي إلى محافظة السويداء قررت العودة إلى بلداتها، إثر حملات الخطف التي تقوم بها الميلشيات المحسوبة على النظام في محافظة السويداء، والتي تستهدف النازحين على وجهة الخصوص.

وقال الناشط سامي الأحمد لـ “المصدر”، إن النظام في محافظة السويداء أطلق العنان للميلشيات المحسوبة عليه للقيام بعمليات الخطف بحق النازحين من محافظة درعا في السويداء، وذلك لمجموعة من الأسباب، منها ضمان ولاء هذه الميلشيات، فعمليات الخطف ترد على متزعمي الميلشيات وعناصرها عشرات الملايين، بالإضافة لمنع حدوث أي تقارب بين أهالي المحافظتين والعمل على خلق شرخ طائفي بينهم.

وأضاف بأن عمليات الخطف منذ مطلع شهر آذار/مارس الجاري شهدت نقلة نوعية، فمجموعات الخطف باتت تنتشر في جميع أرجاء محافظة السويداء، وتقوم بعمليات الخطف بناءً على الهوية، فلأي شخص من درعا يتم احتجازه حتى يقوم ذووه بدفع مبلغ 5 ملايين ليرة سورية.

وأشار إلى أن غياب الأمن وعجز الأسر النازحة عن تأمين المبالغ المطلوبة، هو ما دفعها لمغادرة محافظة السويداء والعودة إلى جحيم الحرب بريف درعا الشرقي تجنباً لعمليات الخطف.

وقال عبد الرحمن الرفاعي، وهو نازح من محافظة درعا في السويداء منذ العام 2012، قال لـ “المصدر” أن سبب نزوح معظم الأسر من محافظة درعا إلى السويداء كان بحثاً عن الأمان، فأهالي السويداء كانوا السند والعون للنازحين في محافظة درعا على مدار السنوات الخمس الماضية، فمعظم المنازل فتحت لأهالي محافظة درعا، وذلك كون العلاقة بين الأهالي ليست وليدة اليوم.

وأضاف بأن غياب الأمن المنشود في محافظة السويداء خلال الأشهر الماضية هو ما دفعه إلى العودة إلى ريف درعا الشرقي، “فلم يعد أي اختلاف بين الطيران الروسي وبراميل النظام من جهة وعصابات الخطف التي تقوم باستغلال النازحين من جهة أخرى، لذلك وعندما أصبحنا بين خيارين، أن نبقى تحت رحمة عصابات الخطف ونحن نازحون، وبين الموت في منازلنا بالطيران الروسي، اخترنا العودة لمنازلنا، والستر على الله”.

وأشار الرفاعي إلى أن أغلب النازحين من درعا إلى السويداء هم من الطبقة المعدومة ماليا، فمعظم الأسر التي نزحت كانت تظن أن رحلة النزوح ستستمر لأشهر كأقصى حد، ولم تكن تعتقد أنها ستتجاوز السنوات الخمس، فخلال السنوات الماضية استنزفت الأسر النازحة ماليا، ولم يعد بإمكانها دفع فدية مالية تصل إلى 5 ملايين ليرة سورية، فدخل الأسرة السنوي لا يتجاوز 500 ألف ليرة سورية.

وأوضح أن السويداء تحولت لمحافظة تحكمها الميلشيات، في سياسة واضحة لتغييب وجهاء المحافظة ورجال الدين فيها، الذين لم يعد لديهم سوى جواب واحد عقب محاولة ذوي المختطفين من درعا التوسط لديهم (ما بطلع بيدنا عليهم) .

وبدوره، قال الناشط أحمد الديري لـ “المصدر”، إن طريق السويداء ـ درعا لا يزال مغلقاً لليوم الخامس على التوالي من قبل كتائب الثوار، عقب إغلاقه يوم السبت الماضي 11 آذار/مارس، وذلك في محاولة من كتائب الثوار والوجهاء بريف درعا الشرقي لوضع حد لعمليات الخطف والخطف المضاد، والتي باتت تهدد السلم الأهلي بين المحافظتين.

وأضاف بأن عمليات الخطف تحولت إلى مصدر إثراء سريع للميلشيات في محافظة السويداء، وهذا ما بات يدركه أهالي المحافظتين، فجميع عمليات الخطف التي تتم في محافظة السويداء لشبان من السويداء تقوم بها الميلشيات المحسوبة على النظام، ومن هذه الحالات كان اختطاف الشاب (رامز حمزة) من بلدة رساس قبل أيام، فاختطف ذووه عدد من النازحين من محافظة درعا، ليتبين فيما بعد أنه مختطف من قبل الميلشيات في السويداء، وقد تم إطلاق سراحه.

ولا يزال الشرطي (غزوان شغلين) مختفياً عن الأنظار، وتمكن ذووه من جمع عشرات الملايين من خلال خطف نازحين من محافظة درعا، وذلك بالاشتراك مع عصابات الخطف في بلدات ريف السويداء الشمالي، حيث يتهم عدد من ناشطي محافظة السويداء ذوي “شغلين” بأنهم هم من يقفون خلف اختفائه بغية جمع أكبر مبلغ ممكن.

ويذكر أن عدد النازحين من محافظة درعا إلى السويداء تجاوز المئة ألف في مرحلة من المراحل، وكان لهم دور كبير بتعزيز النشاط الاقتصادي في المحافظة، حيث لا يوجد أية خيام لنازحين من درعا في السويداء، فجميعهم يستأجرون المنازل، كما أنهم فتحوا عدداً من المشاريع التجارية في المحافظة.





المصدر