(غسل الأدمغة) سلاح (داعش) للسيطرة على أطفال دير الزور

18 آذار (مارس)، 2017
3 minutes

مراد الأحمد: المصدر

المعركة الحقيقية التي تواجه أي أمة في أي حقبة من الزمن ليست معركة احتلال أرض، وإنما معركة احتلال فكر وعقل، وهي ليست إحلال شعب محل شعب، وإنما إحلال فكر محل فكر وعقيدة محل عقيدة ومبدأ محل مبدأ، وهذه ما يبحث عنه شرعيو تنظيم “داعش”، وهو ما يسمى (غسل الأدمغة).

وهكذا يبحث تنظيم “داعش” لتثبيت جذوره في مناطق سيطرته في محافظة دير الزور، حيث يحاول احتلال فكر أبنائها وغزوها بتعاليم مضللة مدسوسة، ويحاول هزيمة عزيمة أبنائها وإيمانهم بمبادئهم وعقيدتهم وأعرافهم وتقاليدهم وتراثهم وقضيتهم.

وتتوجه سياسة التنظيم إلى الأطفال القاصرين من أبناء دير الزور، من هم تحت عمر الخامسة عشر، بما أسماهم التنظيم “أشبال الخلافة”، حيث يتوجه إلى زرع أفكاره المتطرفة وعقيدته اللاشرعية ومنهجيته الانتحارية وسياسته الدموية.

وبدأ التنظيم بإلغاء المناهج التعليمية وإغلاق المدارس وافتتاح مدارس خاصة بديوانه الشرعي، وتعين مدرسين ممن خضعوا لدورات شرعية لديه، وغسل التنظيم أدمغتهم بشرعييه من أصحاب الجنسيات الأجنبية، المغربية والتونسية والكويتية، لينقلوا ما تلقوه إلى تلاميذ المستقبل، ولكن بطريقة لا تخدم إلا إيديولوجية التنظيم، ولا تهدف إلا إلى تضليل العقل البشري بمحاكاة اللاشعور والعقل الباطن بطريقة غير مباشرة، حيث يقوم التنظيم بتدريس مناهجه باستخدام مصطلحات فكرية تتجاوز أحلام الطفولة وبراءة تفكيرهم وأحلامهم.

ويعلّم الأطفال جداول الضرب والجمع وطريقة العد بطريقة: حزام ناسف + حزام ناسف =؟، مخزنيين لسلاح ناري في كل مخزن 6 طلقات، كم عدد الطلقات في المخزنين؟ أو يعرض صور لرؤوس مقطوعة ويطلب من التلاميذ عد تلك الرؤوس التي في الصورة.

ويستغل التنظيم مساعدة من يساعده في العملية التعليمية اللاإنسانية في القضاء على الطفولة والبراءة لدى أطفال دير الزور وزرع التوحش والفكر العسكري والدموي وإيديولوجية الانتحار، من خلال دروس ما يسميه الفقه الشرعي والعقيدة الإسلامية، حيث يفسر ما يشاء على هواه الجامح. “فمن سيرحم في دير الزور طفولة عذراء استباحها بغاة التنظيم”.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]