النظام يستخدم سلاحاً سرّياً فتاكاً للسيطرة على أتباعه في سوريا
19 آذار (مارس)، 2017
طاهر سعود: المصدر
عرف العالم في الأزمة الحالية التي تعيشها سوريا حقيقة النظام التوتاليتاري (الشمولي) المافياوي فيها، ومدى وحشيته وإجرامه الذي لا حدود لهما. فهو يخوض منذ ستة أعوام حرب إبادة شاملة ضد السوريين المطالبين باستعادة حقوقهم الطبيعية في الحرية والديمقراطية، وعيش الحياة الآدمية الكريمة، كما باقي شعوب العالم الأخرى. استخدم فيها كل ما في ترسانته العسكرية من الأسلحة الفتّاكة، والمحظورة دولياً؛ فقد قصف المدنيين في أحياء المدن السكنية بالدبابات، والمدافع، والطائرات الحربية المقاتلة، والبوارج البحرية، والصواريخ الباليستية، والقنابل العنقودية، وألقى عليها من الجو البراميل المتفجّرة. واستخدم الأسلحة الكيماوية كأسلحة حرب ضد المدنيين، وقتل منهم بها مئات الأطفال والنساء والشيوخ.. ومارس ضدهم سياسة الحصار والتجويع والتهجير.
وعندما فشل النظام في سحق إرادة شعبه؛ استعان لتلك الغاية بحلفائه الإيرانيين. وبعد أن أخفقا كليهما معاً في تلك المهمة؛ لجأ قادة النظام إلى أسيادهم في موسكو متوسلين إليهم التدخل عسكرياً لإنقاذهم، والقضاء على ثورة الشعب ضد سلطتهم المتوحشة؛ في مقابل تسليمهم سوريا بالكامل، وتحويلها إلى مستعمرة روسيّة على شاطئ المتوسط.
ولم تقتصر جرائم النظام في سوريا على معارضيه الرافضين لحكمه؛ بل هي تطال كذلك حتى أنصاره، وحاضنته الشعبية، التي يستهدفها بسلاح سرّي؛ مكوّن من عناصر كيماوية سامة، وأجهزة إلكترونية تعمل بنظام توليد وبث موجات الطاقة الكهرومغناطيسية. ووظيفة هذا السلاح غير التقليدي، هي التأثير على نفسيّة وسلوك الضحايا المستهدفين به؛ بهدف استمرار الإمساك بهم، والإبقاء عليهم حيث هم منذ عقود في قفص العبيد، الذي صنعه النظام لهم.
هذا السلاح يشل مؤقتاً منظومة التفكير والإدراك لدى الأشخاص والجماعات المستهدفين به؛ إذ أنه يعطل عند البشر مداركهم الذهنية، ويفقدهم القدرة على التركيز والفهم والاستيعاب. ويصيبهم بحالة من التبلد، والارتباك، والتشتت الذهني، والنسيان الشديد، والخوف والهلع من دون وجود سبب يدعو لذلك. كما وانه يضعف عند ضحاياه الكوابح الأخلاقية، ويفقدهم الشعور بالذنب وتأنيب الضمير. وقد تصدر عنهم أعمالاً لا إرادية، وتصرفات تبدو محرجة، وغير مألوفة أو منطقية؛ أثناء تعرضهم لتأثيرات هذا السلاح (الكيماوي والإلكتروني). وكثيراً ما يعجز الشخص منهم عن رؤية أشياء هي في الواقع أمام عينيه؛ كأن يبحث دون جدوى عن نظارته التي يرتديها، أو عن قلمه الموجود بين يديه. أو أن يلقي بمتعلقاته الثمينة في سلة المهملات من غير وعي منه لحقيقة ما فعله.. وبسهولة يمكن توجيه هذا الشخص، ودفعه للقيام بأعمال تضر بمصلحته الشخصية، دون أن يدرك عواقب ما يقوم به.
ويعتمد النظام في سلاحه الكيماوي المعطل للمدارك والحواس على عشرات الأصناف من المواد الكيماوية السامة. ومن بين أكثرها استخداماُ غازات الأعصاب (مركبات الفسفور العضوية)؛ كالتابون (GA)، والسارين(GB)، والسومان (GD).. ومبيدات الحشرات، القريبة في تركيبها الكيمياوي كثيراً من غازات الأعصاب، والمعروفة اختصاراً باسم (V)، ومنها (VE) و (VX).. والغازات الخانقة؛ كالكلورين، والفوسجين.. والغازات الحارقة للجلد؛ كالخردل.. ومسممات الدم؛ كالسيانيد.. وكذلك المواد المؤثرة على النفسية والسلوك كمادتي(L.S.D) و(BZ).
تلك المواد الكيماوية الخطيرة تستخدم في الواقع ضد السكان المدنيين مخففة الكثافة عن سلاح الحرب؛ وبالتالي هي غير قاتلة مباشرة إلا في حدود ضيقة. ويتم نشرها في أجواء التجمعات السكنية بواسطة الطائرات المروحية والمقاتلات، ومؤخراً تمت الاستعانة بالطائرات المسيّرة عن بعد، لمحدودية تكلفة تشغيلها. وقد زودت هذه الطائرات بخزانات إضافية، وأجهزة نشر الرذاذ. وعلى الأرض تطلق تلك المواد الكيماوية عبر سيارات تنظيف الشوارع، والشاحنات المتنوعة الاستخدامات، والسيارات العائلية الخاصة، والجرارات الزراعية، والدراجات النارية.. حيث توضع المواد الكيماوية في حالتها السائلة ضمن خزانات وقود تلك الآليات ممتزجة مع البنزين أو المازوت، وتنفث عبر العوادم غازات سامة. وأحياناً تحوّل المواد الكيماوية الصلبة منها إلى غازات سامة بواسطة حرقها في الأماكن المفتوحة بضواحي المدن والأرياف، أو حشوها بمقذوفات البنادق والرشاشات.
وقد تكون غازات الأعصاب غازية تدخل جسم الإنسان من خلال عملية الاستنشاق، أو تكون سائلة يمتصها الجسم بواسطة الجلد، والجهاز الهضمي. وتأثيرها بالغ الضرر على الجهاز العصبي للإنسان؛ إذ أنها تمنع إفراز إنزيم (أسيتيل كولين استريز)Acetyl Choline Esterase ، وتوقف مفعوله في الجسم. وهو المسؤول عن تخليصه من مادة (أسيتيل كولين)Acetyl Choline ، الموجودة في النهايات العصبية عند نقاط التقاطع العصبي العضلي؛ مما يزيد من كمياتها وتراكمها في الجسد، ويعطل بالتالي وظيفة الانقباض العضلي فيه؛ بحيث تبقى العضلات في وضعية مشدودة، وبهذا يفقد الجسم تناسقه العضلي أثناء الحركة. وهو ما قد يؤدي لاحقاً إلى الشلل، والوفاة اختناقاً؛ بفعل توقف عمل عضلات التنفس.
وحال التعرض لغازات الأعصاب، يشعر المصاب بالعديد من الأعراض. من بينها ضيق في الصدر، وصعوبة بالتنفس، والتعرق، وسيلان إفرازات الأنف واللعاب، وكثرة البلغم، وانقباض في حدقتي العينيين، وتشويش بالنظر، والشعور بالغثيان والاقياء، وحدوث ارتعاشات عضلية، وتشنجات عصبية، والتلعثم بالنطق، واضطراب في الدورة الدموية (بطء وعدم انتظام في النبض)، وانهيار عام، وفقدان الوعي جزئياً..
أما مبيدات الحشرات؛ فهي أكثر سمّية من باقي غازات الأعصاب الأخرى، وأبطأ في عملية التبخر؛ إذ أنها تدوم فترات طويلة بعد رشها. ولا يشعر المصاب بها مباشرة إلا بعد ظهور أعراضها عليه لاحقاً.
وبالنسبة للغازات الخانقة، فإن أخطرها هو غاز الفوسجين، الذي يتركز تأثيره الأساسي على أنسجة الجهاز التنفسي. ويتسبب بتخثر الدم، وحدوث الجلطات. وتظهر أعراض الإصابة به على شكل ضيق في التنفس، وآلام بالصدر، وسعال، وشعور بالاختناق. ويحدث التهابات في الأغشية المخاطية، وسيلان للدموع. ويميل لون الجلد والأغشية المخاطية عند المصاب للأزرق. وكذلك يحصل انهيار عام، وانعدام القدرة على التركيز والاستيعاب.
وفيما يتعلق بالغازات الحارقة، يعتبر الخردل من أبرز المستخدم منها. وهو من الغازات غير القاتلة مباشرة عند استخدامه كسلاح حرب في حالته المكثفة. لكنه قد يتسبب لاحقاً بظهور خلايا سرطانية بعد التعرض له لفترات طويلة. وهو غاز بطيء التبخر، وقد يدوم تأثيره لأسابيع. له رائحة الثوم في حال تكونه من مركبات عضوية كبريتية، أما إن كان من مركبات عضوية نيتروجينية؛ فيكون له رائحة شبيهة برائحة السمك. لكن رائحة هذا الغاز لا تدوم سوى لبضع دقائق بعد إطلاقه. وأبرز ما يسببه من أعراض لدى المصابين به؛ حدوث سعال متواصل، وحكة شديدة، وحروق جلدية عميقة، والتهابات وتقرحات في العينيين والجهازين التنفسي والهضمي.
أما السيانيد؛ فهو الأكثر استخداماً من بين مسممات الدم. ويكون سائلاً أو غازياً عديم اللون، وقد يكون على شكل بلورات بيضاء صلبة. يصيب الإنسان عن طريق الاستنشاق، أو الامتصاص عبر الجلد والجهاز الهضمي. ويمنع وصول الأوكسجين إلى الخلايا الحيّة والأنسجة الحيوية في الجسم، ويلحق ضرراً بالغاً بتلك التي تحتاج منها لكميات أكبر من الأوكسجين كالمخ والقلب. وكذلك يتسبب بأذية كبيرة في الجهاز العصبي، ويصيب الضحية بحالة تشبه الشلل الإرتعاشي. وأيضاً يحدث تغيرات في الدم، وتضخم بالغدة الدرقية.. وتظهر على المصاب بمادة السيانيد بعض الأعراض؛ من أهمها ألم بالصدر، وضيق بالتنفس، والشعور بالاختناق والحاجة إلى المزيد من الهواء. ويحدث تسارع في ضربات القلب، وتهيج العينيين، والتقيؤ والغثيان، والإحساس بالقلق والارتباك، وفقدان التوازن، وانعدام الشهية للطعام. وأحياناً يحدث نزيف من الأنف. كما يلحق ضرراً كبيراً بالأجهزة التناسلية، وتشوهات في الأجنة.
إن جميع هذه المواد الكيماوية تستخدم ضد المدنيين مباشرة، وتؤثر في سلوكهم؛ من حيث أنها تضعف قدراتهم الذهنية والحركية بشكل مؤقت. لكن يبقى الأخطر من بينها في هذا المجال؛ هي تلك المعروفة بالسلاح المؤثر على السلوك Psychotropic، وأشهرها مادتي (L.S.D) و (BZ). فالمركّب الأول يستخدم عبر إطلاقه في الأجواء، أو وضعه في مصادر مياه الشرب. ويسبب فقدان الاتزان العقلي، وانعدام القدرة على التفكير المنطقي، وإلى الانهيار النفسي. ويصبح المصاب به عرضة للأوهام والتصورات الغريبة والمشوهة.. أما مادة (BZ) فهي بلورية صلبة، يمكن استخدامها كرذاذ. تدخل الجسم عبر الاستنشاق، وتؤدي إلى خلل في عمل ووظائف الجهاز العصبي المركزي؛ محدثة حالة حادة من النسيان شبيهة بمسح الذاكرة. وتضعف التركيز الذهني والقدرة على الفهم والاستيعاب. وتسبب حالة من الشلل المؤقت للحواس، خصوصاً في السمع والبصر. كما تعيق تأثيراتها إمكانية الاستجابة للمؤثرات المحيطة، ومواجهة الأزمات والمشاكل.
هذا فيما يخص السلاح الكيماوي، وتأثيراته المدمرة على صحة وسلوك البشر. أما الإلكتروني من ذلك السلاح السرّي المستخدم ضد المدنيين في سوريا، والعديد من دول منطقة الشرق الأوسط الأخرى؛ فهو أشد خطراً وأكثر أذية على ضحاياه من الكيماوي. ويعتبر هو المتسبب الأساسي للأمراض السرطانية الخبيثة، وداء السكري، وأمراض القلب والكلى والعظام والجلد، في الدول المستهدفة شعوبها به.
ويتكون السلاح الإلكتروني من أجهزة توليد وبث لموجات الطاقة الكهرومغناطيسية. وبعض هذه الأجهزة يصنّع يدوياً بطرق بسيطة للغاية؛ وهي عبارة عن عناصر دارة كهربائية مؤلفة من ملف حثي ومكثف. وتبث ما تولده من موجات كهرومغناطيسية عبر هوائي صغير. ويعمل سلاح النبضات الكهرومغناطيسية هذا طبقاً لشريحتي موجات الترددات الراديوية Radiofrequency band، والموجات الدقيقة Microwave band. ويستخدم للتأثير على ذهنية الإنسان، والتلاعب بمنظومة التفكير والإدراك لديه. إذ أنه يحدث تغييرات عميقة في ذاكرة الأشخاص المستهدفين به؛ فيتداخل بها، ويلغي منها أفكاراً مخزنة وخبرات متراكمة، ويضيف إليها أخرى غير مكتسبة. ويؤثر كذلك على انفعالاتهم وردود أفعالهم. بل ويمكن بواسطته القضاء عليهم قتلاً عن بعد من خلال إصابتهم بالسكتة القلبية.
وأيضاً يستخدم سلاح الموجات الكهرومغناطيسية للتنصت على أشخاص معينين؛ وذلك بالنفاذ إلى داخل أنظمة أجهزتهم الإلكترونية، وخاصة الكمبيوترات الشخصية منها، والاطلاع على مضمون محتوياتها، والعبث بها. وكذلك التشويش على شاشات الكمبيوترات وشاشات تلفزيون (LCD) ؛ فتبدو الصورة فيهما مهتزة أو غائبة كلياً. ويمكن أيضاً تعطيل أنظمة المراقبة والأمان والتصوير داخل المنازل والمؤسسات.. ويتم ذلك بطريقتين؛ إما باستخدام ترددات راديوية على شكل دفقات عالية الشدة موجهة مباشرة نحو الهدف المطلوب، أو عبر إيصال إشارات التداخل مع أنظمة الأجهزة الإلكترونية المستهدفة بواسطة توصيلات الطاقة الكهربائية المغذية لتلك الأجهزة.
وتحتكر أجهزة أمن النظام أمر تشغيل هذا السلاح القذر، المعروف بـ (سلاح القتل النظيف). حيث أنها غطت بمذبذباته كافة الأماكن المأهولة بالسكان في منطقة الساحل السوري، التي هي خاضعة الآن تحت نفوذ سلطة الاحتلال العسكري الروسي. ووضعت تلك المذبذبات داخل المنازل السكنية الخاصة بعملائها السرّيين، وضمن سياراتهم وأملاكهم الخاصة.. كما وتستخدم مؤسسات حكومة النظام؛ كمؤسسة الكهرباء، وأبراج الاتصالات؛ أدوات في سلاح الطاقة الإلكتروني هذا. ففي صيف العام 2016 تم إقامة برج (لتقوية) الاتصالات الخليوية في بلدة عين شقاق، بريف مدينة جبلة الساحلية. ووجه أحد أطباقه نحو بلدة سيانو المقابلة؛ حيث يقع منزل معارض سياسي من الطائفة العلويّة الموالية للنظام، على بعد حوالي أقل من كيلومترين أثنين من موقع البرج المشاد. وخصص الطبق المذكور لإرسال موجات دقيقة موجهة تستهدف مباشرة منزل ذلك المعارض السياسي. وتلك هي الغاية من إنشاء هذا البرج؛ إذ لم يطرأ أي تحسن يذكر على مستوى خدمة الاتصالات الخليوية في تلك المنطقة بعد إقامته..
ومن بين حيله العديدة المتبعة في استهداف السكان المدنيين، أو أشخاص محددين منهم بسلاح ترددات الطاقة الكهرومغناطيسية. يلجأ النظام إلى وضع مذبذبات هذا السلاح بالقرب من منازل الأهالي، أو بيوت الأشخاص المستهدفين به حصراً في قرى ومزارع أرياف الساحل السوري، ضمن شباك لصيد الطيور، ومعها قارئات أقراص(CD) تصدر عنها أصوات طيور مسجلة. ويزعم العملاء السرّيون المكلفون بتشغيلها بأن أجهزتهم الإلكترونية تلك هي مجرد أدوات للصيد فقط. لكن ما ليس بمقدورهم إيجاد تبرير منطقي له؛ هو تشغيلها طوال الليل بلا توقف، وهي فترة مبيت الطيور؟!!. وكذلك تستمر بالعمل في الأجواء الممطرة والعاصفة؛ حيث لا تخرج الطيور من مخابئها؟!!.. وتسمى هذه المذبذبات في ريف اللاذقية (سرّيكات)، أما في ريف طرطوس فتعرف باسم (سكسيكات). وهي مصنّعة يدوياً في ورشات محلية.
ويحرص النظام على تكثيف عمل أجهزة بث ترددات الطاقة الكهرومغناطيسية ليلاً، في أوقات النوم. وذلك لإلحاق أكبر قدر ممكن من الأذية بحق الضحايا المستهدفين بها؛ باعتبار أن جسم الإنسان يمتص موجات الطاقة الكهرومغناطيسية بمعدل نفاذ يصل في الموجة الدقيقة ذات التردد 2450 غيغا هيرتز، على سبيل المثال؛ إلى حوالي 1,60 سنتمتراً في النسيج العضلي من جسم الإنسان، وتزيد هذه النسبة في عمق النسيج الدهني منه لأكثر من 8سنتمتراً. وتتبدد معظم هذه الطاقة الممتصة عبر الحركة والنشاط البدني، وسير الشخص حافي القدمين فوق أرض عارية.. أما في أثناء النوم؛ حيث جسم الإنسان يكون فيه بحالة كمون، يمتص ترددات موجات الطاقة دون أن يتمكن من تبديدها.
وعند التعرض لسلاح نبضات الطاقة الكهرومغناطيسية؛ يعاني الشخص من بعض الأعراض المؤقتة من أبرزها؛ تهيج الجلد والشعور بوخزات وحكة، خصوصاً في الأجزاء المكشوفة منه كالوجه واليدين، وأحياناً يحدث تنميل بالأطراف. يعقبها صداع ناتج عن ارتفاع ضغط الدم، وتعب وإرهاق مصاحبين لبطء ضربات القلب، وضيق وتوتر عصبي وخوف متولد عن فرط نشاط الغدة الدرقية، وخمول وكسل بفعل ارتفاع معدل الهستامين في الدم. وكذلك يحدث تهيج بالقولون، وإمساك أو إسهال حادين، وكثرة عدد مرات التبول، وتشوش بالرؤية، وإفراط في إفراز البلغم، وجفاف بالفم، والتهاب المفاصل، وآلام وتشنجات بالعضلات، ونسيان شديد، وانخفاض معدل التركيز الذهني، وضعف المهارات العقلية، والنوم المتقطع، والكوابيس الليلية، وتعرّق الأطراف، وفتور في الرغبة الجنسية لدى الجنسين، وضعف الأداء الجنسي عند الذكور.. وظهور تلك الأعراض مجتمعة أو بعضاً منها مرتبط بشريحة الترددات المستخدمة، ومقدار شدّتها.
وباعتبار أن أضرار موجات السلاح الإلكتروني الكهرومغناطيسية هي تراكمية الأثر في جسم الإنسان؛ فإن الأمراض الخطيرة التي تسببها لا تظهر مباشرة، وإنما في وقت لاحق على شكل سرطانات مختلفة، وداء السكري، وأمراض القلب، والكليتين، وهشاشة العظام، والزهايمر، والشلل الرعاشي، وضعف الجهاز المناعي، والأمراض النفسية؛ وبخاصة منها الاكتئاب، واضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء، وإجهاض الحوامل، وتشوهات الأجنة، والمشاكل الجلدية؛ كمرض الصدفية، وظهور الكتل الدهنية، والتليفات والتصبغات الجلدية، وظهور الشيب المبكر، وتساقط الشعر، وكذلك حدوث الشيخوخة المبكرة..
ومن أضرار ذبذبات سلاح الطاقة الكهرومغناطيسية على صحة الإنسان؛ أنها تتسبب بخلل في عمل ووظيفة الصبغيات (الكروموسومات) في خلايا الدم البيضاء الليمفاوية، وتحفز نمو وتكاثر الخلايا السرطانية. ولها تأثير كبير على الغدة النخامية، المتحكمة بكافة غدد الجسم الأخرى؛ بحيث أنها تحدث مشاكل في إفرازات الهرمونات منها. واضطرابات في عمل الغدة الدرقية، التي تؤثر على وظائف مختلف أجزاء الجسد، وعلى الحالة المزاجية للإنسان، وتنظم دقات القلب وعملية التنفس، وتتحكم في نسبة الكوليسترول بالدم. وتؤثر موجات السلاح الالكتروني كذلك على عمل الغدة الصنوبرية؛ معيقة قدرتها على إنتاج هرمون الميلاتونين، الذي تفرزه أثناء الليل. وهو هرمون بالغ الأهمية؛ كونه يحمي جهاز المناعة عند الإنسان، ويقي الجسم من الكثير من الأمراض الخطيرة؛ مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، ويحصنه ضد الأورام الخبيثة، ويخفض مستوى السكر في الدم. وأيضاً يمنع البدانة، ويحوّل الدهون البيضاء الضارة في الجسم إلى دهون سمراء نافعة، وينظم عمل الساعة البيولوجية لدى الإنسان، ويساعد على الاسترخاء والنوم الهادئ، وتحسين المزاج العام، ويحفز إفراز الهرمونات الجنسية، ويزيد من الرغبة والقدرة الجنسية عند الإنسان.
إن التأثير الحراري، وعامل التسخين الذي تسببه موجات السلاح الإلكتروني الدقيقة لجسم الإنسان؛ هو الأكثر أذية بالنسبة للعديد من الأعضاء الحيوية في الجسد، وخاصة منها العينيين والخصيتين؛ الموجودتان ضمن نسيج يستقطب موجات الطاقة ويعيق تبديدها. وهو ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة فيهما. وعندما تصل درجة الحرارة إلى حوالي 45 درجة مئوية في العين؛ فإن عدستها تصاب بالعتامة. وزيادة تلك الحرارة في الخصيتين إلى أكثر من35 درجة مئوية؛ يخفض إنتاج الحيوانات المنوية منهما، ويقلل بالتالي من فرص الإنجاب عند الشخص.
أما حجم الأذية الصحية التي تلحق بالمتعرضين لموجات سلاح الطاقة الكهرومغناطيسية؛ فيحددها مقدار شدة وكثافة ترددات الموجات، وزمن التعرض لها، والقرب من مركز بثها. كما تلعب الاستعدادات الوراثية للأمراض عندهم دوراً أساسياً في إصابتهم بأمراض دون أخرى.
إن هذا السلاح القذر (الكيماوي والإلكتروني) يستخدم ضد المدنيين في سوريا ومصر، والعديد من دول منطقة الشرق الأوسط؛ كأداة في تثبيت أنظمة الحكم الاستبدادية فيها منذ عقود عديدة. وقد تسبب لشعوب تلك الدول بكوارث صحية، ومآسي إنسانية وأخلاقية لا حصر لها. وبات المواطنون يعيشون بنصف أعمارهم فيها؛ بفعل تأثيرات هذا السلاح غير التقليدي عليهم. وأصبح من النادر الآن العثور بينهم على معمّرين، إلا في حالات استثنائية. وفرض على الباقين منهم على قيد الحياة التعايش مع أمراضهم الخطيرة.. والملفت جداً أن أحداً ممن هم على دراية تامة بتفاصيل برنامج عمل هذا السلاح الشيطاني؛ لا يجرؤ على المس بقيود السرّية المفروضة عليه، والبوح بحقيقة وجوده. وكأن لا صلة لهم بالأمر. مع أن أضراره الجهنمية تطال الجميع في الواقع من دون استثناء؛ الجناة من مستخدميه أولاً وقبل الضحايا المستهدفين به.
الصور خاصة بـ (المصدر)، وجميعها ملتقطة بريف مدينة جبلة..
مضمون الصور:
– طائرات مروحية تنشر مواد كيماوية في الأجواء؛ مستهدفة منازل متفرقة في قرى العلويين الموالين للنظام.
– إطلاق مواد كيماوية صلبة في الأجواء عبر عمليات الحرق.
– أجزاء من مكونات جهاز توليد وبث موجات الطاقة الكهرومغناطيسية.
– برج اتصالات أقيم في بلدة عين شقاق، ويتم من خلاله استهداف منزل معارض سياسي في بلدة سيانو المجاورة.
– سيارة مركونة في منطقة نائية وبداخلها جهاز بث ذبذبات كهرومغناطيسية يستهدف به منزل معارض سياسي قريب من الموقع.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]