حتى الآن لم يعترفوا بمقتل مدنيين.. "البنتاغون" يفتح تحقيقاً حول قصفه لمسجد الجينة بريف حلب


أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن فتح تحقيق في مزاعم بأن غارة جوية استهدفت اجتماعاً لتنظيم "القاعدة" قرب مسجد في شمال سوريا أوقعت العديد من القتلى المدنيين.

وأدت غارة جوية أمريكية في 16 مارس/آذار إلى تدمير مسجد قديم في قرية الجينة في محافظة حلب.

وذكر "البنتاغون" أمس أن الغارة استهدفت اجتماعاً لقياديين كبار في "القاعدة"، لكن المرصد السوري لحقوق الانسان وتقارير محلية ذكروا أن العشرات قتلوا في الغارة غالبيتهم من المدنيين.

لكن ناشطون سوريون، ووكالة الأناضول للأنباء، نفوا صحة المزاعم الأمريكية في أن المسجد المستهدف يتبع لـ"القاعدة"، وقالوا إن الذين استُهدفوا هم من "أتباع جماعة التبليغ والدعوة المناهضة للأفكار المتطرفة، وليسوا أتباع تنظيم القاعدة مثلما أعلنت واشنطن".

وأشارت وكالة الأناضول إلى أن "أغلب أتباع الجماعة يتواجدون بالريف الغربي لمحافظة حلب، وينظمون اجتماعات دورية كل ليلة خميس عقب صلاة العشاء في إحدى المساجد بالمنطقة".

ولفتت إلى أن أتباع "الجماعة اجتمعوا ليلة أمس (16 مارس/آذار) في مسجد عمر بقرية الجينة مع السكان المحليين، حيث كانوا قد أعلنوا في وقت سابق عن موعد الاجتماع". مضيفةً نقلاً عن مصادر في القرية، أن الطائرات حولت المسجد إلى ركام أثناء تواجد جمع غفير من المصلين.

وكان مسؤولون في الدفاع المدني التابع للمعارضة، قالوا في وقت سابق إنهم وصلوا إلى المسجد فور استهدافه، مؤكدين أن 58 شخصاً استشهدوا في المسجد الذي كان فيه ما بين 200 -300 مصل، بقي معظمهم تحت الأنقاض.

بينما قال المتحدث باسم "البنتاغون"، "جيف ديفيس" للصحافيين إن المسؤولين اعتقدوا في البداية بأن الغارة لم تسفر عن سقوط أي مدني.

وبعد مراجعة معلومات عامة وسرية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدأت القيادة المركزية الأمريكية في تقييم مصداقية التقارير عن الإصابات لتحديد ما إذا كانت الادعاءات بسقوط ضحايا مدنيين جديرة في الأخذ بعين الاعتبار.

وقال "ديفيس": "هذا يحدث عندما تكون هناك مزاعم حول سقوط ضحايا مدنيين، فهم يقومون بتقييم هذه المزاعم لتحديد ما إذا كانت لها أية مصداقية".

وأضاف: "في حال الجزم بأنها ذات مصداقية، عندها يتم اتخاذ خطوات إضافية انطلاقاً من ذلك".

وأثارت الغارة الكثير من التساؤلات حول ما إذا كان المبنى المستهدف تابعاً للمسجد أو مرتبطاً به بطريقة ما. حيث لا يفترض أن يقصف الجيش الأمريكي المساجد أو يستهدفها.

وقال مراسل لوكالة "فرانس برس" الفرنسية زار المنطقة الجمعة إنه يوجد مسجدان متجاوران في قرية الجينة يحملان اسم عمر بن الخطاب، المسجد القديم متضرر والحديث مدمر بالكامل.

ولم يؤكد "ديفيس" في مؤتمره الصحافي: "إن كان المبنى جزءاً من المسجد أم لا".

وتابع: "لكننا تجنبنا عن قصد المسجد الرئيسي، وخضع هذا الموقع للمراقبة بشكل واسع قبل الغارة التي قمنا بها، ونحن على ثقة بأننا عطلنا اجتماعاً هاماً لمسؤولين كبار في القاعدة".

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أعلن الجمعة أن قصفاً استهدف قرية الجينة في محافظة حلب أدى إلى مقتل 49 شخصاً غالبيتهم من المدنيين.




المصدر