أحياء دير الزور المحاصرة بين تعتيم إعلام النظام واستبداد قادته


مراد الأحمد: المصدر

يعيش الآلاف من المدنيين في أحياء دير الزور المحاصرة، والتي تتوزع بين (الجورة – القصور – هرابش)، وتتفرع إلى مناطق وأحياء صغيرة، بعد أن أحكم تنظيم “داعش” سيطرته وقطع شريان الحياة لتلك الأحياء من خلال فصل الأحياء الشرقية ومطار دير الزور العسكري عن مناطق النظام المتبقية في الجورة والقصور واللواء 137 منذ ما يقارب الثلاثة أشهر.

وازدادت الأوضاع الإنسانية سوءً، وتردت المستويات الصحية إلى ما دون الصفر، ليموت بين الفينة والأخرى عدد من الأطفال وكبار السن بسبب نقص الغذاء والدواء.

ومع محاولة بعض الناشطين تسليط الضوء على الأحياء المحاصرة، لم يكن حي هرابش القريب من المطار العسكري وقرية الجفرة الموالية والمساندة لقوات النظام ضمن المجهر الإعلامي، ربما لكون أغلب أبنائه ممن لم يركب قطار الثورة السلمية منذ انطلاقتها في دير الزور، ولم يحاولوا ذلك حتى حينه، لا بل كان أغلب أبنائه من “حماة الديار والمطار”، على حد قول “محمود أبو نادر”، أحد سكان حي هرابش سابقا.

وتساءل “أبو نادر” في حديث لـ “المصدر”: “ما هو ذنب الأطفال والنساء والشباب ممن عزف عن مؤازرة النظام وممن لم يكن مع هذا أو ذاك، وكان حيادي المبدأ؟ ولكن أيعقل بعد دخول الثورة عامها السابع يبقى من هو على الحياد؟، أم الساكت عن الحق شيطان أخرس”، لتتجلى صور العذاب بتعتيم إعلامي من قبل النظام على مؤيديه في حي هرابش الذي يقطنه اليوم ما يزيد عن 7000 مدني، يتفنن النظام بتقديم الشكر لمن سانده طيلة السنوات السابقة، ليسابق الرياح في السيطرة على المساعدات الإنسانية التي يتم إلقائها بين الفينة والأخرى من قبل برنامج الغذاء العالمي، ويستدرجها نحو مستودعاته المليئة بمثيلاتها، ويخزنها لفترة ويعود بها إلى المدنيين يعرضها للبيع بأسعار تتجاوز الخيال في السوق السوداء، حيث لايزال ضباط وقادة النظام يتحكمون بكل شيء، ولو استطاعوا قطع الهواء لم يتوانوا عن ذلك، بينما المدنيون الأبرياء في عموم المناطق المحاصرة في دير الزور، وخصوصاً حي هرابش، يطعمون أطفالهم ورق الأشجار وحشائش الأرض.

وفي المقابل، من يقاتل مع النظام ويقدم الغالي والنفيس على أسوار المطار، في حال أفضل من حال المدنيين، فلا يزال قادة النظام يقدمون لعناصرهم وميليشياتهم المرابطة على أسوار المطار نصف رغيف خبز لكل عنصر في اليوم الواحد ووجبة من أرز لا تتجاوز 100 غرام لأكثر من خمسة عناصر في اليوم الواحد، كمكافأة مقابل أرواحهم ودمائهم التي فدوا بها قادتهم، مع اختلاف الكمية والنوعية للمقاتلين الشيعة وحزب الله وعناصر الحرس الجمهوري، فهؤلاء ليسوا ضمن ميزان العدالة لقوات النظام، لتبقى الأحياء المحاصرة معادلة غير منطقية، لا يُظلم فيها إلا أهلها.





المصدر