السعودية (السياسة الجديدة والخوف من التغيير)........???

د.عزة عبد القادر تأملت كثيراً في السياسة السعودية اتجاه الشرق الأوسط – المغرب العربي والدول الآسيوية ، فاكتشفت أن المملكة العربية السعودية على دراية كبيرة ببواطن الأمور في تلك البلاد لدرجة جعلتها قادرة إلى حد كبير على معرفة نقاط الضعف ونقاط القوة مما ساعدها في السيطرة على جوانب بعينها في الشرق الأوسط والمغرب العربي ، كذلك الدول الآسيوية . إن أهم تلك الجوانب على الإطلاق هو الجانب الاقتصادي الذي تعاني منه كثير من دول تلك المناطق السابق ذكرها، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة استبدال المملكة العربية السعودية لحلفائها في المنطقة ، فقد تم الاستعانة بدولة تونس والمملكة المغربية بدلا من جمهورية مصر العربية . على الجانب الآخر تستعين السعودية الآن وبكل واضح بماليزيا والفلبين بديلاً عن حليفتها الإستراتيجية (الولايات المتحدة الأمريكية). أعتقد أن تلك السياسات السعودية اتجاه الدول الإسلامية من ناحية واتجاه العالم أجمع من ناحية أخرى لن يضيع هباء منثوراً,.فإن المسألة بحسب اعتقادي ليست عشوائية ، فحليف الأمس لم يعد صديق اليوم وأعداء الأمس ربما يتغيرون في المستقبل القريب ، لكن تبقى الأزمة الإيرانية السعودية صماء كالكتلة الجبلية الثقيلة التي لا تتحرك ، وأتعجب هنا حقاً من السياسة السعودية التي لم تستطع إلى الآن كسر ولو بعض الأحجار الصغيرة في تلك الكتلة الصماء ، ونحن هنا لا نطالب المملكة باتخاذ إيران كدولة صديقة فهذا محال ، فلا يمكننا أبدا أن نتجاهل ما يرتكبه النظام الإيراني من حماقات وخروقات حيال السعودية هذا بخلاف المجازر التي سمحوا لأنفسهم بارتكابها في حق المدنيين العزل في اليمن وسوريا ، ولكن فقط نبتغي الموازنة حتى لا يختل ميزان القوى في يد المملكة العربية السعودية التي تعد رمانة الميزان بين الدول العربية والإسلامية . إن الممعن في النظر اتجاه العالم الإسلامي سوف يجد حروباً لا تنتهي بين دول الخليج العربي وإيران كانت سبباً في إهدار طاقات بشرية وثروات مادية باهظة على دول أوروبا وأمريكا من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى ، في حين إنه كان من الممكن أن توفر المملكة العربية السعودية على نفسها كل تلك الأموال والأسلحة إذا اتجهت البوصلة إلى جهة أخرى ، فلا نعرف حقاً سبب خوف السعودية من التغيير رغم إتباعها سياسات جديدة حيال دول المنطقة العربية ودول العالم ، وكان الأجدر بالمملكة أن توجه الجيوش العربية والسلاح لدعم المقاومة الفلسطينية لضرب الكيان الصهيوني ، ومن ناحية ثانية يمكنها محاربة إيران أيضا لكن بصورة غير مباشرة بدعم المعارضة السورية الحرة ودعم الإخوان المسلمين في ليبيا وتونس واليمن ، وذلك إذا كانت السعودية حقاً تبحث عن إغاثة العالم الإسلامي وإنقاذه مما ألم به من مصائب. إن الوقت لازال أما المملكة العربية و السعودية سانحاً لتغيير سياستها بشكل كلي،حيث يستطيع الملك سلمان فعل الكثير من أجل المسلمين إذا كان حقاً يبغي هذا . أسأل الله العلي العظيم أن يحفظ السعودية الأرض المكرمة مهد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وان يحفظ سائر دول المسلمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين .