بالصور… (حزب الله) يجنّد الأطفال في سوريا


مضر الزعبي: المصدر

عمل الذراع الإعلامي لميلشيا (حزب الله) منذ اليوم الأول للثورة السورية على تشويه صورة الثورة والثوار، من خلال ترويج أكاذيب لا أساس لها من الصحة، وكان من أبرز هذه الأكاذيب هو الحديث عن تجنيد الأطفال في صفوف كتائب الثوار. وكانت وسائل الإعلام التابعة للميلشيا، ولاسيما قناتي (الميادين والمنار)، تقول إن تجنيد الأطفال في الحرب هو عمل يخالف المواثيق الدولية.

الميلشيا تستغل شيعة سوريا

حصلت (المصدر) على معلومات خاصة بمليشيا (حزب الله) في محافظة درعا، التي عمل الحزب من خالها على استغلال الشيعية الذين يشكلون ما يقارب واحد في المئة من إجمالي عدد السكان، فعدد الشيعية يقدر بحوالي 13 ألف نسمة من أصل أكثر من مليون نسمة هم إجمالي عدد سكان المحافظة.

ما يقارب من نصف الشيعية في درعا هم من أبناء مدينة (بصرى الشام) في ريف درعا الشرقي، وقد عملت ميلشيا (حزب الله) على استغلال تواجدهم في المدينة لوضع قدم لها في محافظة درعا منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث جندت مجموعات تابعة لها في المدينة من الشيعية، للهجوم على المتظاهرين السلميين في المرحلة الأولى من الثورة، وذلك بهدف إيجاد خرق بين أبناء المدينة، ومع تسلح الثورة بهدف الدفاع عن النفس، بدأت الميلشيا بتنظيم نفسها في المدينة، وأرسلت ضابطاً ليتولى شؤون التنظيم والتدريب للمقاتلين في الميلشيا، ويدعى (ماجد فياض).

وتمكنت الميلشيا من تطويع أكثر من 400 مقاتل من أبناء المدينة بين العامين 2013 و2015، وأوكلت شؤون المدينة لهم، فعلى الرغم من وجود قوات النظام داخل الأحياء الشرقية لمدينة (بصرى الشام)، ولاسيما (الفرقة 15 قوات خاصة)، إلا أن أعلام الميلشيا كانت توضع فوق جميع المقار العسكرية في المدينة.

(المصدر) حصلت على تفاصيل من أحد أبناء مدينة بصرى الشام الشيعية، رفض الكشف عن اسمه، حيث قال إن تطويع المقاتلين في الميلشيا يتم على مراحل، أولها تقديم طلب الانتساب لمكتب المسؤول عن الميلشيا في سوريا، وبعدها يتم إرسال المقاتلين للتدريب في ثلاثة مناطق تتبع للحزب، وهي (السيدة زينب ـ الديماس ـ البقاع/لبنان)، بينما يتم إرسال قادة المجموعات للتدريب في إيران.

وأضاف المصدر بأن الميلشيا وضعت أبناء المدينة الشيعية في المرحلة الأولى قبل شهر آذار 2015، وهو تاريخ خروجهم من المدينة وسيطرة تشكيلات المعارضة عليها، فيما كانت تطلق عليه مسمى (الدفاع عن النفس)، حيث كانت تجند رجال دين من لبنان والعراق وتأتي بهم للمدينة لإقناع الأهالي بالتطوع على أساس طائفي، وكانت تعطي للمقاتلي في صفوفها امتيازات مقارنة بقوات النظام، فمنعت الشيعية من الخدمة في صفوف قوات النظام، وكانت تعطي لكل عنصر مبلغ 200 دولار، في حين راتب الضابط في قوات النظام لا يتجاوز 100 دولار أمريكي، مع البقاء عليهم داخل المدينة.

وأشار المصدر إلى أن راتب المقاتل المحلي في الميلشيا، والذي كان يبلغ ضعفي راتب الضابط في جيش النظام، يساوي 15 في المئة من راتب المقاتل اللبناني، لذلك الميلشيا كانت حريصة على الزج بهم في الخطوط الأمامية.

وقال المصدر إن المرحلة الثانية كانت بعد خروج الأهالي، عقب توريط ميلشيا الحزب لهم في قتال وتهجير أبناء المدينة، وعندها بدأت المعاملة تختلف وشروط الحزب كذلك، فمقابل تأمين مسكن للعائلات من المدينة كانت الميلشيا تشترط تطويع أبناء هذه العائلات، والقتال على جميع الجبهات التي يتواجد فيها الحزب على امتداد الجغرافية السورية، ونتيجة ذلك بلغ عدد القتلى من مقاتلي الحزب من أبناء المدينة 130 قتيلا، كانت “المصدر” وثقت أسماء 84 منهم في وقت سابق.

وأكد المصدر أن حزب الله بدأ بتطويع الأطفال من عمر 12 إلى 16 سنة في صفوفه عقب الخسائر الكبيرة التي منيت بها المجموعة التابعة له من أبناء مدينة بصرى الشام، والتي يقودها المدعو (حسين جعفر)، فعدد القتلى والجرحى تجاوز 350 خلال السنوات الماضية.

وبلغ عدد المقاتلين الأطفال من أبناء مدينة بصرى الشام أكثر من 30 طفلا، كون معظم الأسر التي قامت بتجيند أطفالها كانت قد فقدت معيلها خلال قتاله إلى جانب الحزب، وأصبحت بحاجة لمعيل، ولا سيما أنها خرجت من منازلها، وهذا ما دفعها لتجنيد الأطفال، بحسب المصدر، والذي أكد أن عدد القتلى من الأطفال في صوف الميلشيا تجاوز 5 قتلى.

تأفف داخلي

وأوضح المصدر أن هناك حالة من الضجر والتأفف داخل الأسر الشيعية، والتي باتت تتهم الحزب بتوريطهم في القتال، وذلك عقب خسارتهم لمنازلهم والمئات من الشبان.

وزاد من حالة الضجر والتأفف، التمييز التي يمارسه الحزب بين المقاتلين المحلين في صفوفه والمقاتلين اللبنانيين، فالحزب يزج بالمقاتلين المحلين في الصفوف الأولى لتجنب وقوع خسائر في صفوف المقاتلين اللبنانيين، وقد ظهر ذلك مؤخراً بصورة جلية بعد الخسائر التي مني بها الحزب على عدد من جبهات في سوريا، كون التعويض لذوي القتيل المحلي في الميلشيا لا يتجاوز 1500 دولار، وهو راتب شهر للمقاتل اللبناني.

وأشار المصدر إلى أن ذلك كان واضحاً في معركة حي المنشية بدرعا البلد، فالميلشيا نعت خمسة من المقاتلين المحلين، وهم (خليل مرجي) القائد العسكري لمجوعة بصر الشام الملقب بـ (عميد الجنوب)، و(زكريا بلوط ـ حسن حيدر ـ علي جوفي ـ سامر مرجي)، بينما لم تنعى الميلشيا أي من مقاتليها اللبنانيين.

وأردف المصدر بأن ما زاد من حالة التأفف هو أن من كان يشجع الأهالي على تجنيد أبنائهم، هم قادة الصف الأول التابعين للحزب من أبناء المدينة، عقب خروجهم منها، تم منحهم امتيازات تتمثل بتوليهم ملف تجارة المخدرات للجنوب السوري، وقد استقروا في ريف السويداء الغربي وعلى رأسهم كل من (حجاج، وأبو ياسين) يحصلون على مبالغ طائلة، بينما باقي الأسر تجند أبناءها مجبورة على إرسال أبنائها لجبهات القتال مقابل تأمين مسكن.





المصدر