on
سورية: مجزرة بقصف التّحالف.. ومعارك عنيفة حول سد الفرات
ارتكب طيران التحالف الدولي مجزرة بحق مدنيين إثر غارات على مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي شمال سورية، بالتزامن مع معارك عنيفة بين المليشيات الكردية المدعومة من التحالف، وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مساء اليوم الأربعاء.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن طيران التحالف “ضد الإرهاب” استهدف الأحياء السكنية في مدينة الطبقة، حيث يحتجز تنظيم “داعش” المدنيين دروعًا بشرية، ويمنعهم من مغادرتها، ما أدى إلى حدوث مجزرة راح ضحيتها 25 قتيلًا، على الأقل، إضافة لجرح العشرات بينهم نساء وأطفال.
وأوضحت المصادر أن القصف استهدف فقط أبنية سكنية بالإضافة إلى فرن الخبز الرئيسي في الحي الثاني بالمدينة، وقتل جميع عمّال الفرن والمدنيين الموجودين فيه.
وتأتي تلك الغارات من التّحالف تزامنًا مع محاولة السيطرة على منشأة سد الفرات، حيث تشن المليشيات الكردية هجومًا غير مسبوق من عدة محاور على المنشأة بمشاركة قوات برية تابعة للتحالف الدولي وطائرات مروحيّة.
وفي حين نفت المصادر سيطرة المليشيات الكردية على المنشأة؛ لم تستبعد أن تتم السيطرة عليها خلال الساعات المقبلة، إذ تشن المليشيات هجومًا بريًّا وتحشد مزيدًا من القوات عبر نقلها من منطقة جعبر إلى الضفة الجنوبية من بحيرة الأسد، إثر تمكنها من بسط سيطرتها على عدة قرى في طريق الطبقة – حلب، بعد عملية إنزال جوي من قبل قوات التحالف.
وتشن المليشيات الكردية هجومها من محاور الصفصافة وسويدية شمال الطبقة، والكرين والشريفة غربها، في الوقت الذي قطعت فيه قوات التحالف طريق حلب – الطبقة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قوات التحالف والمليشيات الكردية تريد إحراز نصر إعلامي بأي وسيلة، من خلال سيطرتها على منشأة سد الفرات، والتي تعد أكبر منشأة مائية في سورية، تمهيدًا لبدء عملية اقتحام مدينة الطبقة.
وفي الشأن، ذكرت شبكة “فرات بوست”، المعنيّة بنقل أخبار محافظتي دير الزور والرقة، أن تنظيم “داعش” أخلى سجن سد الطبقة بالكامل، ونقل السجناء إلى المدينة، كذلك أفادت تنسيقية “الرقة تذبح بصمت” بمقتل شخصين جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم “داعش” في قرية اللقطان بريف عين عيسى شمال الرقة.
إلى ذلك، ذكرت “وكالة أعماق الإخبارية” أن عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” نفّذوا عملية انتحارية “ضربت تجمعًا للجيش السوري في قرية كفر منصور، شرق دير حافر، بريف حلب الشرقي، وأوقعت 11 قتيلًا”.
وفي تطور آخر، أفاد الناشط أحمد المسالمة، لـ”العربي الجديد”، بأن معارك عنيفة وقعت بين المعارضة السورية المسلحة، وقوات النظام السوري، في أطراف حي المنشية بمدينة درعا جنوب البلاد، وقع خلالها قتلى وجرحى من الطرفين، في حين أصيب مدنيّون بجراح جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على بلدة الحارة.
في الأثناء، أعلنت المعارضة السورية المسلحة، اليوم، أن مدينة محردة، في ريف حماة الشمالي، ليست ضمن أهداف المعركة التي تشنها ضد قوات النظام السوري، والتي تمكنت خلالها من السيطرة على مناطق ومواقع، وكبدت قوات النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
ويقطن مدينة محردة في ريف حماة الشمالي، والتي تسيطر عليها قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، أغلبيّة من المسيحيين السوريين.
وأعلن فصيل “جيش العزة”، في بيان مصوّر وجهه إلى أهالي مدينة محردة، أن “النظام السوري والاحتلال الروسي يحاولان المتاجرة بقضية حماية الأقليات، واللعب على محور الطائفية”، مؤكدًا: “المدينة ليست ضمن أهدافنا”.
وفي السياق ذاته، أعلنت المعارضة المسلحة عن تدمير عدة آليات لقوات النظام السوري على الطريق الواصل بين مدينة محردة ومدينة حماة، وبث “جيش العزة” فيديو لاستهداف إحدى العربات.
وتتواصل المعارك، بشكل عنيف، بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، في محاولة من الأخيرة بسط سيطرتها على قرية الشيحة، والتي تبعد بضعة كيلومترات عن مطار حماة العسكري ومدينة حماة.
وتمكنت المعارضة من تفجير عربة مفخخة في كتيبة معردس، ما أدى إلى وقوع خسائر في العتاد والأرواح، فيما قتلت مجموعة من عناصر النظام إثر دخولها بشكل خاطئ إلى مدينة صوران، والتي سيطرت عليها المعارضة مساء أمس.
وأطلقت فصائل المعارضة السورية المسلحة على معركتها اسم “وقل اعملوا”، و”في سبيل الله نمضي”، وتشارك فيها عدة فصائل، أبرزها “هيئة تحرير الشام، جيش العزة، جيش إدلب الحر”.
صدى الشام