في صراع كرد العراق وتركيا ذوو البيشمركة السوريين هم الضحايا


كدر أحمد: المصدر

شهدت الأيام القليلة الماضية صراعاً بين حكومة إقليم كردستان العراق وحزب العمال الكردستاني على من سيحكم منطقة “شنكال” في العراق، الأمر الذي أدى إلى حدوث اشتباكات بين بيشمركة “روج آفا” المكونة من شباب كرد سوريين، ومقاتلين من حزب العمال الكردستاني الذي ينتمي أليه كردٌ يحملون الجنسية التركية.

هذه المناوشات أدت إلى وصول تهديدات لعائلات بيشمركة “روج آفا”، ومطالبتهم بسحاب أبنائهم من صفوف بيشمركة روج أو مغادرتهم لمناطق سيطرة الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د).

وفي هذا السياق، اعتقل مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) يوم الاثنين 20 آذار/مارس في مدينة الجوادية (جل أغا) بريف الحسكة المواطن “مناع علي الزراري”، بحجة وجود أخوة له في صفوف البيشمركة، وكما قد تم تهديد أبناء عمومة لنفس السبب.

وقال الناشط “رودي”، وهو من الحسكة، إن اجتماعاً جرى بين أعضاء الإدارة الذاتية المؤقتة، ﻧﺎﻗﺸﻮﺍ خلاله عدة نقاط أهمها إرسال إنذار لأهالي المقاتلين في قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق، لسحب أبنائهم من البيشمركة أو وضعهم بين خيارين إما النفي أو التهجير من بيوتهم والتحاقهم بأبنائهم في إقليم كردستان.

وأكد أن تهديدات وصلت لعائلات البيشمركة قبل أيام في بلدة المالكية (ديريك)، حيث قام أنصار ما يسمى “ﻧﺎﻓﻨﺪﺍ YPG” مركز أمن الدولة سابقاً باستدعاء المدعو “أحمد تحلو أبو نوري”، وطلبوا منه إعادة ابنه من البيشمركة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما تم نفس الأمر مع المواطن “خليل أبو قهرو” في بلدة عين ديوار.

وقال “جانيار”، وهو عضو في بيشمركة روج: “إن هذا التصرف الهمجي من قبل الإدارة الذاتية لفعل معيب ويأزم الوضع أكثر، ويزيد الشرخ بين أهالي روج افا”.

وأضاف بأن “ما يفعله (ب ي د) في روج افا حتى تركيا التي يدعون محاربتها لم تعتقل أهالي عناصر العمال الكردستاني (ب ك ك)، وتطلب منهم أن يسحبوا أبنائهم من صفوف (ب ك ك) أو نفيهم وسجنهم”.

وأشار إلى أنه تم حرق منزل عائد لأهل أحد البيشمركة في رميلان، واعتقل والد أحد البيشمركة في ديريك، وتم تهديد آخر بالنفي خلال مدة أقصاها عشرة أيام، وهناك بعض الأهالي معتقلين إلى الآن لأسباب تتعلق بسلامته.

ومن جانبه، قال الملازم في صفوف البيشمركة “سعدون سينو” لـ “المصدر”: “إن ما تقوم به الأذرع الأمنية والعسكرية التابعة لحزب العمال الكردستاني في المدن الكردية في سوريا من تهديد لعائلات المتطوعين ضمن صفوف بيشمركة كوردستان سوريا، ليس إلا عمل يثبت جُبن هذه القوات وقيادتها، إذ بعد فشلهم بكل المحاولات التي قاموا من خلالها باستهداف بيشمركة كردستان سوريا، وحاولوا من خلالها الحد من إقبال الراغبين بالتطوع ضمن صفوف هذه القوة، يقومون اليوم بتهديد عائلات البيشمركة المتواجدين في المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم، وهذه الوسيلة الدنيئة التي يقومون باتباعها ستبوء بالفشل كما باقي المحاولات، إذ أن كل من تطوع في صفوف البيشمركة كان على يقين بأنه سيتعرض هو وذووه للمضايقات من قبل سلطات العمال الكردستاني عدا عن أن البيشمركة على يقين بأنهم جعلوا من أنفسهم قرابيناً لتحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي”.

وأكد أن هذه الممارسات من قبل سلطات العمال الكردستاني “ليست إلا سياسة من السياسات التي يتبعها الحزب وتهدف لمحاربة المشروع القومي الكردي، وتقف ضد إعلان الدولة الكردية، إذ أنه بات واضحاً أن قرارات هذا الحزب وممارساته تخدم النظامين السوري والإيراني، ولا استبعد أن يكون قرار تهديد عائلات بيشمركة كردستان سوريا صادراً عن استخبارات النظام السوري، ويطبقه العمال الكردستاني، وبكل تأكيد لن نقف صامتين جراء هذه الممارسات، فتهديد المدنيين وعائلات المتطوعين في صفوف البيشمركة منافي لكل الأعراف والقوانين الدولية، والرد على هذه الممارسات والدفاع عن ذوينا سيكون حقاً مشروعاً لنا”.





المصدر