الكوادر الطبية في سوريا ما زالت هدف النظام الأول


وضحة العثمان: المصدر

منذ اندلاع الثورة السورية كان الطبيب الذي يعمل على إسعاف جرحى المظاهرات ممن يستهدفهم الأمن بالرصاص، هو أكبر عدو للنظام، وعلى قائمة المطلوبين لديه.

وكان من يحمل حقيبة طبية أو يحوز على القليل من الأدوية “أخطر على النظام ممن يحمل السلاح”، وفق ما يقول الناشطون، وكان المعتقلون من الممرضين والأطباء يذوقون تعذيبًا “مضاعفًا”، وتطول مدة احتجازهم أكثر من البقية، حتى أن أبرز المعتقلين ممن قضوا تحت التعذيب في بداية الثورة كانوا من الأطباء الميدانيين، ابتداء بالطبيب صخر حلاق في حلب، إلى الطبيب نور مكتبي، والذي شكل أول فريق طبي ميداني متنقل في حلب.

وبعد تحرير مناطق واسعة من سوريا والانتقال إلى مرحلة تأسيس المشافي الميدانية، استهدف طيران النظام تلك المشافي، فخسرت الثورة عددًا كبيرًا من أطبائها الميدانيين ومشافيها، التي تحولت إلى ركام.

الطبيب علي الدرويش يلتحق بركب من سبقوه من شهداء الكوادر الطبية.

الناشط منقذ الخابور، ابن مدينة كفرزيتا، قال إن الطبيب الدرويش ولد في مدينته عام 1977 لعائلة ميسورة الحال وتعمل بالزراعة وتلقى تعليمه في الابتدائية والإعدادية والثانوية في ذات المدينة وكان من المتفوقين بين كل زملائه ما أهله لدخول كلية الطب في جامعة دمشق حيث أكمل دراسته فيها لينتقل بعدها لإكمال الاختصاص بالجراحة العظمية.

عمل بعدها في عدة مشافي منها مشفى حماة الوطني ومشفى كفرزيتا التخصصي إلى أن بدأت الثورة في ربيع عام 2011 حيث ركز عمله في العمل الانساني و شارك في كل عمليات الاسعاف وتقديم الخدمات للجرحى الذين سقطوا في أكثر من مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري منها مجزرة كفرزيتا في أواخر عام 2011 والتي سقط فيها 7 شهداء وأكثر من مئة جريح ومجزرة اللطامنة  في ربيع 2012 والتي تسببت بسقوط أكثر من 80 شهيد وحوالي مئة جريح.

يضاف إلى ذلك عمله وتنقله في كل مناطق ريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي من خلال عمله مع وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة إلى أن طاله مساء أمس برميلاً متفجراً من إحدى مروحيات النظام يحتوي على غاز الكلور السام في مشفى اللطامنة الميداني أثناء القيام بواجبه الإنساني بإسعاف مصابين مدنيين استهدفهم الطيران الحربي الروسي قبل استشهاده بقليل.

كان الطبيب الشهيد في قسم العمليات وأبى الخروج قبل أن ينهي العملية الجراحية للجريح الذي بين يديه وبعدها فقد وعيه وتم نقله إلى المشافي الحدودية حيث فارق الحياة نتيجة لحالته الطبية الحرجة.

وأضاف الخابور بأن الطبيب علي متزوج ولديه ثلاثة أطفال أحدهم مصاب بمرض مزمن ونادر بالدم ويحتاج إلى علاج ومتابعة بشكل دائم.





المصدر