ارتفاعٌ جنونيٌ في أسعار الخضار والأعشاب هي البديل


مضر الزعبي: المصدر

اختفت خلال السنوات الماضية مجموعة من السلع والمنتجات من قاموس الأسرة السورية، وتأقلمت معظم الأسر مع اقتصاد الحرب القاضي بتقديم تنازلات كبيرة، ولاسيما فيما يتعلق بالنمط الغذائي للأسرة السورية، ولكن ارتفاع الأسعار الأخير في الأسواق السورية وصف بالكارثي، فالخضار والفواكه دخلت في قائمة المحظورات على الأسر السورية.

وقال “عبد المعين الحريري”، تاجر فواكه في ريف درعا، لـ “المصدر”، إن شهر آذار/مارس الجاري شهد ارتفاعاً جنونياً في أسعار الفواكه والخضار، ما أثر على العرض والطلب في الأسواق، كون الارتفاع شمل الأصناف التي يعتمد عليها معظم السوريون بشكل يومي.

ارتفاع جنوني في الأسعار

وعن الأسعار، قال “الحريري”، إن سعر الكيلوغرام من البطاطا 450 ليرة سورية، بينما سعر كيلو البندورة 350 ليرة سورية، وسعر كيلو الباذنجان 500 ليرة سورية، وسعر كيلو الفول الأخضر 600 ليرة، والكوسا وصل سعر الكيلو إلى 550 ليرة سورية، واستمر سعر كيلو الفليفلة هو الارتفاع، حيث وصل إلى 1100 ليرة سورية، وكيلو البصل وصل سعره إلى 400 ليرة سورية.

وأضاف بأن أسعار الفواكه ليست أفضل حالاً من أسعار الخضار، فسعر كيلو البرتقال وصل إلى 350 ليرة سورية، والموز وصل سعر الكيلو إلى 550 ليرة سورية، بينما سعر كيلو التفاح وصل إلى 500 ليرة سورية.

وعن سبب هذا الارتفاع، أوضح “الحريري” أن ارتفاع الأسعار كان من قبل تجار الجملة في العاصمة دمشق، بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، حيث تجاوز سعر الصرف عتبة 560 ليرة سورية للدولار الواحد خلال الأيام الماضية، يضاف إلى ذك الأتاوات التي يتم دفعها لحواجز النظام تحت مسمى (الترفيق)، والتي تتجاوز 100 ألف ليرة سورية للسيارة التي تصل حمولتها 4 طن، أي أن حواجز النظام تتقاضى مقابل كل كيلوغرام واحد 25 ليرة سورية، بالإضافة إلى ذلك ارتفاع أسعار النقل نتيجة انعدام المحروقات في الأسواق.

حلول تقليدية

وقالت “أم سمير”، من ريف درعا الشرقي، لـ “المصدر”، إن ارتفاع الأسعار أثر بشكل سلبي على معظم الأسر، فلم يعد بمقدورها شراء الخضروات الضرورية، لاسيما أن حاجة الأسرة من الخضروات لأسبوع تعادل دخل الأسرة الشهري، وهو 30 ألف ليرة سورية، ومن غير الطبيعي أن تدفع أي أسرة دخلها الشهري مقابل تأمين الخضروات لأسبوع، كون الأسرة بحاجة للخبز والغاز، ويتم تخصيص الدخل الشهري من أجل الخبز بشكل أساسي، كون الأسرة تحتاج إلى (كيسي خبز) بسعر 200 ليرة سورية كل يوم، أي ما يعادل 6 آلاف ليرة سورية شهريا، وأسطوانتي غاز بسعر 20 ألف ليرة سورية شهريا.

ولذلك، بدأت معظم النساء باستغلال فصل الربيع، حيث تنبت الأعشاب في سهول محافظة درعا، ويتم طهي هذه النباتات التي تعتبر أكلات تقليدية لأهالي الجنوب السوري، ومنها (الخبيزة ـ الهندبة ـ المرار ـ العكوب ـ الجعدة)، وجميعها لها فوائد كبيرة، وفي المقابل توفر الأسر مبالغ مالية كبيرة، تجنبها الارتفاع الكبير في الأسعار.





المصدر