ماذا لو انهار سد الفرات .. واين سيكون طوفان الدم القادم؟



سعد هائل – المصدر

سواء أكانت الصور والمعلومات التي نشرها تنظيم داعش عن حالة سد الفرات عبر وكالة أعماق حقيقية أم مبالغ فيها إلا أنها في الحالتين تضعنا أمام شبح كارثة حقيقية محتملة غير مسبوقة في التاريخ، وتدفع بالسؤال “ماذا إذا انهار السد؟!”، وماذا  بعد انهياره؟ إلى الواجهة.

مجرد التفكير أو تخيل الصورة هو أمر مرعب وليس مستبعداً أن يقدم “داعش” وهو على أبواب الهزيمة على ارتكاب ما لا يمكن تخيله.

نحن نتحدث عن غرق مدينة الرقة بالكامل بارتفاع مياه تصل نحو 16 مترا، ومدينة دير الزور والبوكمال بارتفاع 4 أمتار. نتحدث عن بنية تحتية لهذه المدن ستتحول بجميع محطات الكهرباء والمياه والمباني والطرق إلى أثر بعد عين.

 نحن نتحدث عن نحو 3 ملايين نسمة من سكان المناطق سيكونوا بين حدي الموت أو الهيام على وجوههم في العراء  وتشريدهم بأحسن الأحوال  فيما لو تم انقاذهم، عدا القضاء على الثروة الحيوانية والنباتية والبنية التحتية للأراضي التي تم استصلاحها للزراعة المروية في حوض الفرات، إضافة إلى 80 من الثروة النفطية السورية، واندثار جميع المعالم الأثرية الواقعة بين مدينة الرقة والحدود العراقية التي يتجاوز عمر بعضها آلاف السنين قبل الميلاد، منها حلبية وزلبية وتل الحريري والصالحية.

من سيقنع هؤلاء أو من قدر له النجاة منهم بأن المسؤول عن ما تعرضوا له من إبادة  ليس البغدادي وتنظيمه الإرهابي بل هو من انسحب بجيشه من المنطقة، وسلمها للداوعش لقمة سائغة. ولعل بشار الأسد ومن خلفه إيران كانوا يدركون أو يتعمدون الوصول إلى مواجهة هذا السيناريو الذي نحن أمامه الآن مثلما كما كان نوري المالكي يدرك سلفاً حين أمر بانسحاب جيشه من الموصل وتركها للبغدادي أن المدينة ستواجه إن عاجلاً أم آجالاً ما تواجهه من مذبحة اليوم.

في العراق مذبحة وتهجير يتعرض له العرب السنة بمعية إيران وبسواطير إيران، وفي سورية يتعرض العرب السنة لذات المذبحة وبنفس السواطير، يضاف إليها سواطير حقد عرقي بدعم أسدي – أمريكي – روسي لأكراد انفصاليين لا يملكون في سورية حقوقاً جغرافية أو تاريخية.

ما الذي سيتذكره العرب السوريون السنة مستقبلاً وأطفالهم وأحفادهم  سوى ما تعرضوا له من مذابح غير مسبوقة في التاريخ افتتحها “الجيش الوطني الباسل” الذي يقوده ويتحكم فيه “علويون”، وما الذي سيذكرونه سوى اخوة أكراد استغلوا مذابحهم وساهموا فيها ليقيموا على أشلائهم “الهيكل القومي الكردي المزعوم” تماماً كمافعل الإسرائيليون بالفلسطينيين وبصورة أكثر بشاعة ودموية وانتهازية.

لن تعود سورية كما كانت .. نعم لن تعود، لكن القرداحة والساحل والميلشيا الكردية في أماكن مستوطناتهم لن يكونوا بمنأى عن الثأر، طوفان الفرات هو مقدمة لطوفان الدماء الذي دشنه  بشار الأسد ومريدوه  عن سبق إصرار سلطوي طائفي.




المصدر