نازحو ريف حماة يأوون إلى القبور والكهوف بحثاً عن أمان

27 آذار (مارس)، 2017
3 minutes

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

يعود السّوريون قروناً إلى الوراء جراء الأحداث التي عصفت بالبلاد منذ أكثر من ستّ سنوات ولاتزال، والتي شرّدت السّوريين وأبعدتهم عن أماكن سكنهم ليجدوا أنفسهم في كهوف أبت أن تسكنها الوحوش، فمع اشتداد القصف الجوّي والغارات الجوية، يجد السّوريون في هذه الكهوف والقبور الأثرية القديمة مكاناً آمناً لهم ولأبنائهم.

ونزحت عشرات آلاف العائلات من ريف حماة الشّمالي وتركت أماكن سكنها، في مدن حلفايا واللطامنة وكفرزيتا، ومورك وكفرنبودة ومدن وبلدات أخرى، وتوجهوا إلى السّكن في مزارع بعيدة عن التجمعات السكنية، وقسم كبير منهم توجّه إلى السّكن في المناطق الجبلية، في مناطق عديدة من جبل الزاوية وجبال شحشبو، والتي تحوي كهوفاً ومغارات وقبوراً أثريّة قديمة.

وهناك العديد من المناطق الأثرية في سوريا تعود لعصور مختلفة من التّاريخ، من العصور الرومانية القديمة والبيزنطيّة، وفيها كهوف ومغارات وقبور قديمة، تعود لآلاف السّنين، وتوجد في مناطق شبه جبليّة ووعرة.

ويلجأ السّوريون النّازحون للسكن في هذه المغارات والقبور الأثريّة القديمة والكهوف، خوفاً من القصف الجوي الذي يطال المناطق السكنيّة، كون هذه المناطق تتمتع بطبيعة صخرية قاسية، ونتيجة لتدنّي الحالة الاقتصادية لكثير من العائلات بعد سنوات من الحرب، حيث ترك الكثيرون أعمالهم وأراضيهم الزراعيّة ومصادر رزقهم، وأيضاً بسبب ارتفاع أجور المنازل في المدن والقرى التي تؤوي نازحين.

ويعيش النّازحون في ظروف صعبة جداً وقاسية خلال سكنهم في تلك الكهوف، كونها مناطق رطبة جداً، ونظراً لعدم وجود تهوية وإضاءة فيها، وكذلك بعدها عن المناطق السكنيّة، حيث يضطر سكانها إلى السفر عدّة كيلومترات لشراء حاجياتهم، وحتى هي الأخرى تتعرض للغارات الجوية من قبل طيران الروس وطيران النظام.

من القصور إلى القبور، يعود السّوريون إلى أماكن سكن أجدادهم قبل آلاف السّنين، في القرن الحادي والعشرين، بعد أن وجدوا أنفسهم خارج مساكنهم، وربّما هي ثمرات التّطوير والتّحديث، الذي لطالما وعدهم به رئيس دولتهم، منذ بداية انتخابه في مطلع العام (2000).

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]