on
أطفال على الجبهات برفقة قوات الأسد.. النظام يجندهم بصفوفه والموت مصير ينتظرهم
علي الأمين - خاص السورية نت
بعتادهم الحربي الكامل يسيرون في بعض مناطق دمشق وريفها، يُجندون من مقاعد التعليم أو من أماكن عملهم، ليصبحوا مقاتلين في صفوف نظام بشار الأسد، ولينتهي بهم المطاف إما قتلى خلال المعارك، أو مرابطين على جبهات القتال في انتظار مصير مشؤوم.
ويضم نظام بشار الأسد والميليشيات التي تقاتل معه، مزيداً من الأطفال في صفوفه، بعدما فتح أمامهم باب التجنيد بشكل علني في بعض المدارس، وأقام الاحتفالات فيها احتفاءً بانضمامهم إلى قواته.
وأصبح الاحتفال بتجنيد الأطفال من المدارس ممن هم دون سن الـ 18، أمراً اعتيادياً، ويستغل النظام في ذلك عوز الأهالي إلى مردود شهري يعينهم للبقاء على الحياة في وقت تلتهب فيه الأسعار بسوريا، وتتدهور الأوضاع المالية للعائلات بشكل مستمر.
وسجلت دمشق وريفها، تجنيد أطفال من عمر 13 عاماً، وحتى 17 عاماً في مناطق متفرقة. ومن بين تلك المناطق "عدرا العمالية" القريبة من مدينة دوما بريف دمشق، حيث شهدت مدارس عدة ثانوية وإعدادية في المدينة، حضور الفرق الحزبية التابعة لـ"لواء البعث" المنضوي في "الفيلق الخامس"، وهناك أقيم احتفال بضم نحو 40 طفلاً للقتال مع الفيلق، بحسب ما أكدته مصادر خاصة لـ"السورية نت"، طلبت عدم الكشف عن اسمها خوفاً على سلامتها.
وأكدت المصادر، عدم وجود أي ضوابط لتطويع الأطفال، حيث يستقبل "لواء البعث" أي طفل للقتال في صفوفه. سيما وأن "حزب البعث" من خلال فرقه الحزبية، يعمل على تجنيد الطلاب من مدارس الثانوية وإعدادية في دمشق، للقتال في صفوفه مقابل 200 دولار شهرياً، وإغراءات تشمل تسجيل حضورهم في المدارس، وتأمين فرص النجاح في المقررات الدراسية.
في منطقة ركن الدين بالعاصمة دمشق، يظهر أطفال بعتادهم الحربي إلى جانب ميليشيا "الدفاع الوطني" وعدد من الميليشيات الشيعية الأخرى. ويدخل العديد من الأطفال المعارك، دون الخضوع لدورات تدريبية تؤهلهم لخوض المواجهات، مما يجعلهم عرضة للموت عند الاشتباكات.
ومن بين الأطفال الذين تعرفت "السورية نت" على قصصهم، الطفل شهاب (16 عاماً)، وهو مقيم في حي كشكول القريب من جرمانا، ويقاتل إلى جانب ميليشيا "الدفاع الوطني"، ويتقاضى 35 ألف ليرة شهرياً، وذكر مقربون منه أنه ترك المدرسة لعجز عائلته عن تأمين لقمة العيش، وأنه يستفيد من رابته الذي يتقاضاه مقابل قتاله بصفوف الأسد ومن عمليات "التعفيش" (السرقة) التي تنفذها قوات النظام بالمناطق التي تدخل إليها.
وعلى الرغم من أن الدستور الذي وضعه نظام الأسد عام 2012 يؤكد على إلزامية التعليم، حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي، إلا أن متابعة المتسربين من التعليم لا تلقى اهتماماً في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.
وتعتبر ميليشيا "الدفاع الوطني واللجان الشعبية وكتائب البعث"، أبرز الجهات التي تُجنّد أطفالاً في سوريا لصالح نظام الأسد، وهو ما ينفيه الأخير مراراً.
وبين الفينة والأخرى تنشر صفحات موالية لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لمعسكرات لتجنيد الأطفال، وكان مركز ميليشيا "الدفاع الوطني" في ريف حماه، نشر سابقاً صوراً لأطفال وهم يجرون تدريبات وبعضهم يرتدي الزي العسكري بإشراف عناصر من قوات النظام.
كما نشر "جيش الإسلام" في العام 2015 صوراً لمقاتلين أطفال في صفوف قوات الأسد، قتلوا خلال المواجهات مع قوات المعارضة، وبلغت أعمار بعضهم 16 و17 عاماً.
ويعكس لجوء النظام إلى الأطفال وتجنيدهم في صفوفه مدى الخسائر الكبيرة التي منيت بها قواته على مدار السنوات الست الفائتة، إذ سبق وأن جند النظام النساء وزج بهن على خطوط الجبهات في محاولة منه لسد النقص الفادح في صفوف قواته، فضلاً عن لجوء النظام إلى مقاتلي الميليشيات الأجنبية لتعويض خسائره.