العصافير المسطولة ما زالت تزقزق


لا تتوقف وسائل إعلام النظام عن نشر الغباء حيث توجهت، وفي كل موقف تواجهه، نراها تنشر ذلك الغباء الخبيث، الذي لا يبدو معنياً كثيراً بمراجعة أدائه أو تحسين صورته، فهو في كل الأحوال يعتبر أن الجمهور الذي يوجه خطابه إليه جمهوراً “غبياً” مثله ولا يستحق بذل الجهد لا في إيصال المعلومة له، ولا في طريقة نقل تلك المعلومة، وقد أعادت المعارك التي اندلعت على أطراف مدينة دمشق مؤخراً ذلك الإعلام إلى الواجهة، ليقف “مسطولاً” محتاراً كيف يتصرف، فلا مانع إذاً من البحث في الدفاتر القديمة، وتكرار الأسطوانة نفسها، لا شيء يحدث، فمن مظاهرة الميدان التي قالت مذيعة الإخبارية السورية وقتها إن الناس خرجوا ليشكروا السماء على نعمة المطر، وإلى سواها من الحوادث والأخبار التي لا يمكن أن تستوعبها مساحة ضيقة في صحيفة وربما هي في حاجة إلى عشرات الصفحات إن لم نقل مئات، المهم أن ميشلين عازر التي وصفها صحفيون أجانب إبان تغطيتها للأحداث في مدينة داريا بأنها امرأة من حجر ولا قلب لها، عادت لتحمل ميكرفون الإخبارية وتفند رواية الفضائيات “المغرضة”، تقف في ساحة العباسيين لتقول إن العصافير تزقزق في السماء، لكننا نسمع أصوات القذائف، لا ترتبك ميشلين بل تواصل نسج أكذوبتها، “ما في شي” تنهمر قذيفة أخرى تخالها المراسلة صوت عصفورٍ ربما، وهكذا دواليك تستعين الفضائية السورية ببعض الكومبارس وتصفهم في ساحة القصور وتطلب منهم أن يقولوا بصوت واحد “ما في شي”… وكذلك تفعل “سما” لصاحبها محمد حمشو.

طبعاً سياسة الإنكار هذه هي إحدى الأسباب التي أوصلت سوريا إلى هذا الخراب كله فلو أنهم اعترفوا منذ البداية أنه “في شي” لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولكن كما هتف السوريون أول مرة: الإعلام السوري كاذب.. كاذب.



صدى الشام