بعد "مجزرة الموصل".. العبادي يلقي باللوم على "تنظيم الدولة".. واتهامات للتحالف بانتهاك القانون الدولي


ألقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، باللوم على تنظيم "الدولة الإسلامية"  بشأن "المجزرة" التي وقعت قبل نحو عشرة أيام بأحد أحياء الجانب الغربي لمدينة الموصل، وأسفرت عن عشرات الشهداء في صفوف المدنيين.

وقال العبادي في كلمة عقب الاجتماع الأسبوعي لحكومته، وقبيل توجهه إلى الأردن للمشاركة في القمة العربية، إن "جهات سياسية (لم يسمها) تسيء للقوات الأمنية خلال معاركها الجارية في مناطق مدينة الموصل، فضلا عن دفاعها عن داعش إعلاميا".

واعتبر أن "هذه الجهات تريد إيهام الرأي العام العراقي بأن القوات الأمنية هي التي قصفت المدنيين بمدينة الموصل وليس داعش".

ولا يزال الغموض يحيط بذلك التفجير، الذي وُصف بـ"المجزرة" إثر استشهاد عشرات المدنيين في حي "الموصل الجديدة"، غربي المدينة في 17 مارس/آذار الجاري، مع ورود معلومات متضاربة بشأنها من جهات أمريكية وعراقية ووسائل إعلام.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، إن طائرة أمريكية قصفت - بناءً على طلب من قوات أمن عراقية - الموقع التي تحدثت التقارير الصحفية عن وقوع المجزرة فيه، مضيفة أنه "تم فتح تحقيق للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة وصحة الادعاءات عن سقوط ضحايا مدنيين".

و أقر قائد القوات الأمريكية بالعراق باحتمال وجود دور للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، مضيفاً أن التحقيقات جارية وأن "تنظيم الدولة" قد يكون مسؤولاً أيضاً.

وقال اللفتنانت جنرال "ستيف تاونسند" في إفادة صحفية بوزارة الدفاع الأمريكية من العراق "تقييمي الأولي هو أنه ربما كان لنا دور في هذه الخسائر البشرية. الآن هذا ما لا أعلمه. ما لا أعلمه هو هل جمعهم العدو هناك؟ لا نزال نحتاج لإجراء بعض التقييمات."

لكن وزارة الدفاع العراقية سردت رواية مختلفة قالت فيها، إن "تنظيم الدولة فجر عدداً من السيارات الملغومة واستهدف مبنى في حي الرسالة مما أدى إلى مقتل 61 مدنياً، ولم تتحدث الوزارة عن أي حادث في حي الموصل الجديدة".

وكان الحادث قد أثار غضب السياسيين السنة الذين وصفوه بـ"الكارثة والمجزرة"، متهمين القوات العراقية باستخدام القوة المفرطة في الأحياء المكتظة بالمدنيين.

مطالب دولية لحماية المدنيين

دعت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية اليوم إلى تعزيز حماية المدنيين في الموصل، حيث أعلنت الأمم المتحدة استشهاد أكثر من 300 مدني منذ بدء معركة الموصل الشهر الفائت، مضيفة أن هذه الحصيلة قد تتجاوز 400 في حال تأكيد معلومات عن شهداء إضافيين.

وأفاد بيان للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن "معلومات تحقق منها مكتب حقوق الإنسان وبعثة تقديم المساعدة إلى العراق التابعين للأمم المتحدة أفادت عن استشهاد 307 مدنياً على الأقل، وإصابة 273 آخرون في غرب الموصل بين 17 شباط/فبراير و22 آذار/مارس".

وأضاف أن الحصيلة يمكن أن ترتفع في الأيام المقبلة لأن الأمم المتحدة تلقت تقارير لم تتحقق منها بعد تشير إلى سقوط 95 شهيداً مدنياً على الأقل بين 23 و 26 آذار/مارس الجاري. لكن مكتب حقوق الإنسان أكد أنه يتعذر عليه حالياً تحديد أطراف النزاع المسؤولين عن سقوط الضحايا.

انتهاكات دولية من قوات التحالف

من جهتها اتهمت منظمة العفو الدولية، قوات التحالف في العراق بانتهاك القانون الدولي بعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية سكان الموصل، مشيرة إلى مقتل أسر بكاملها داخل منازلها.

ونقل بيان عن دوناتيلا روفيرا، المسؤولة في المنظمة، أن بحثاً ميدانياً في الجانب الشرقي أظهر "نماذج مخيفة لآثار ضربات جوية نفذها التحالف الدولي أدت إلى تدمير منازل بصورة كاملة وفي داخلها جميع أفراد الأسرة". وأضافت أن "الأعداد الكبيرة للضحايا المدنيين تشير إلى أن قوات التحالف (...) قد فشلت في اتخاذ احتياطات كافية لمنع سقوط قتلى بين المدنيين". وقالت روفيرا إن "القوات العراقية نصحت بشكل متكرر البقاء داخل المنازل بدلاً من الهروب من المنطقة، وهذه حقيقة تشير بأن قوات التحالف كان عليها أن تعي بأن هذه الضربات قد ينتج عنها عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين".




المصدر