دموع الكابتن.. ومنتخب نصف السوريين


رغم الموقف الذي أعلنه معظم السوريين من منتخب سوريا الذي يحمل علم نظام دمشق، ويمثله في المسابقات الدولية، فقرروا مقاطعته، وامتنع بعض اللاعبين الذين ينتمون إلى الثورة عن تمثيل ذلك المنتخب، الذي بات اسمه منتخب “النظام”، وفي المقابل، قام عدد من الرياضيين بتأسيس منتخب “سوريا الحر” الذي يحمل راية الثورة، وانضم إليه لاعبون أعلنوا انشقاقهم عن منتخبات وفرق النظام، طبعاً دون أن يبصر ذلك المنتخب النور بشكل حقيقي لتعقيدات كثيرة تتعلق بالمؤسسات الدولية التي لا يمكنها قبول منتخبين يمثلان بلداً واحداً، وهي لا تتدخل في السياسة وليس لها موقف من نظام دمشق، ولذلك فإن “منتخبه” هو المنتخب الوحيد الذي يمكن أن يمثل سوريا، حتى وإن استمر الصراع فيها عشرات السنين، لا قدر الله.

مؤخراً أعلن اللاعب فراس الخطيب، الذي كان قد أعلن خلال السنوات الماضية مقاطعته “منتخب النظام”، عودته إلى المنتخب، وقد شارك في صفوفه خلال مباراة جمعت منتخب سوريا مع منتخب أوزبكستان ضمن تصفيات كأس العالم، وقد انتهت المباراة بفوز المنتخب السوري.

وقد اختلف السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي حول مشاركة الخطيب، وراهن بعضهم أن اللاعب المتميز عمر السومة نجم الدوري السعودي لن يلبث أن يعلن هو الآخر عودته للعب في صفوف منتخب النظام معتبرين الأمر “عودة لحضن الوطن”، فيما دافع بعضهم عن تلك المشاركة معتبرين أن الرياضة لا علاقة لها بالسياسة على الإطلاق، طبعاً، هذا رأي يحتمل جدلاً طويلاً، لأن على هذا الطرف إقناع نظام العصابة بهذا الكلام أولاً قبل محاولة إقناع الآخرين، فالنظام يعتبر كل شيء مرتبطاً ببعضه، وهو سوف يستثمر مشاركة الخطيب ويعتبرها انتصاراً له، المهم أنه بعد نهاية اللقاء أطل الكابتن أيمن الحكيم مدرب المنتخب السوري ليتحدث عن ذلك الفوز، فلم يتمالك الحكيم نفسه حين قال إن هذا الفوز هو فوز لكل السوريين، فبكى، لأنه يدرك أن المنتخب الذي يدربه لا يمثل كل السوريين، بل ربما لم يعد يعني السوريين إن فاز المنتخب أو خسر، بل إننا نجزم أن ملايين السوريين الذين يعيشون تحت قبضة النظام لم يستطيعوا متابعة المباراة… لأنهم ببساطة يعيشون بلا كهرباء.

 



صدى الشام