دمشق تعيش في جحيمٍ أمنيٍّ بعد هجوم الثوار ومصدرٌ يؤكد استمرار المعركة


محمد كساح: المصدر

يعيش سكان مدينة دمشق في جحيم أمني أدى إلى انتشار الحواجز الطيارة والثابتة إضافة للاعتقالات والسوق إلى الخدمة الاحتياطية في وقت لم يخمد فيه القتال في معركة دمشق والذي يدور في نقاط خلفية بعد استرجاع قوات النظام والميليشيات المساعدة له معظم المواقع الجديدة شرقي العاصمة.

الوضع الأمني السيء لم ينشأ عشية المعركة التي اندلعت في 19 آذار/مارس الجاري وسيطرت على مواقع استراتيجية ضمن العاصمة، بل كانت بدايتها وفقا للناشط “رائد صالحاني” عقب التفجير الذي حدث في الشاغور وأدى لمقتل العشرات من الشيعة العراقيين في قلب العاصمة.

و قال صالحاني الذي يدير مجموعة من المراسلين داخل العاصمة خلال حديث لـ (المصدر) إن “الوضع لا يزال سيئا للغاية هنالك حواجز طيارة في قلب النهار وأزمة كبيرة على الحواجز العسكرية. كما يوجد تفييش لأغلب المارة على الحواجز”.

وأضاف “الشيء الجديد في الموضوع هو حواجز بشرية مؤلفة من نساء ورجال في الشوارع والحارات والأسواق الرئيسية للتفتيش الشخصي والجسدي في بعض الأحيان”.

ويتمركز 284 حاجزا ثابتا في مناطق متفرقة في دمشق. ونتيجة لحالة التخبط الأمني التي يعيشها النظام ازدادت الحواجز الطيارة التي تحدث فجأة في أي مكان.

و أشار صالحاني إلى حدوث اعتقالات يومياً لمطلوبين للخدمة الاحتياطية في جيش النظام و غيرهم.

* هدوء في محيط الاشتباكات

بالنسبة لمحيط كراجات العباسيين التي شهدت حركة نزوح خلال المعركة بدأ الهدوء يعم تدريجياً حيث أشار “صالحاني” إلى قيام قوات النظام بسحب الدبابات و إزالة المتاريس الإسمنتية و تنظيف الشوارع. كما عاد النازحون إلى بيوتهم على خلفية توقف المعركة.

في نفس السياق فتحت الطرقات المغلقة بسبب المعركة عدا طريق العدوي باتجاه حرستا و طريق كراجات العباسيين – الأتوستراد.

وقال صالحاني إن هذه الطرقات لم تفتح بعد كونها “غير آمنة و مركز لانطلاق العمليات العسكرية نحو حي جوبر”.

* لم تنته المعركة

شكلت معركة دمشق و التي أطلق عليها معركة “يا عباد الله اثبتوا” ضربة موجعة للنظام نظرا لحساسية المنطقة التي دارت فيها الاشتباكات.

وعلى مدار الأيام الماضية كان القتال يدور في كراجات العباسيين و محيط شارع فارس الخوري و بالقرب من طريق العدوي. لكن قوات النظام تمكنت بعد استقدام قوات تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني وغيره من استرجاع معظم المواقع التي سيطر عليها الثوار في 19 آذار واليومين التاليين.

وقال ناشطٌ إعلامي يقيم داخل الغوطة الشرقية ويدعى “عامر” خلال حديث لـ (المصدر) إن “الاشتباكات لم تتوقف”، وكانت إحدى أهم الإنجازات التي حققتها المعركة وصل حي جوبر بحي القابون ما يخفف الحصار على مناطق شرقي دمشق التي تخضع لعمليات عسكرية وقصف مكثف منذ أسابيع.

وحول وضع الطريق حاليا قال عامر “نتيجة الاشتباكات انقطع الطريق بشكل جزئي”.

وخلال المعركة بلغ إجمالي خسائر النظام 9 دبابات و3 عربات شيلكا و مدفعي رشاش من نوع دوشكا. إضافة لقرابة 32 قتيلا بينهم أربع ضباط وفقا للمصدر ذاته.





المصدر