رد على مقال “صحيفة سويدية باللغة العربية بجهود صحفي سوري”


وردنا من “مجموعة قراء عرب في السويد” ردّ على مادة صحفية منشورة في صحيفتنا صدى الشام بعنوان: “صحيفة سويدية باللغة العربية بجهود صحفي سوري”.

وعملاً منا بحرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر فإننا ننشر الردّ كما وصلنا.

…………………………………………………………………………….

السيد رئيس تحرير صحيفة «صدى الشام» المحترم

تحية طيبة وبعد:

إشارة إلى مقالة منشورة في صحيفتكم (عدد172/ص7) ، تاريخ 1 آذار 2017 ، بقلم السيد مصطفى محمد بعنوان: “صحيفة سويدية باللغة العربية بجهود صحفي سوري”، يهمُّنا كقُرّاء عرب في السويد تصحيح واستيضاح بعض المعلومات، حيث أن ما جاء في المقالة يتناقض مع ما نطالعه في الإعلام السويدي عن صحيفة «موزاييك» وعلى لسان السيد محمد البلوط.

 

«موزاييك» الأخطاء.. بقلم: مجموعة قراء عرب في السويد

أدهشنا تقديمكم لصحيفة شهرية مغمورة تدعى «موزاييك» في مقالة  بعنوان: “صحيفة سويدية باللغة العربية بجهود صحفي سوري” منشورة في صحيفة «صدى الشام» (عدد172/ص7) ، تاريخ 1 آذار 2017، بقلم السيد مصطفى محمد.

فما جاء في المقالة المذكورة يتناقض مع ما نطالعه في الإعلام السويدي عن «موزاييك» وعلى لسان السيد محمد البلوط العامل فيها. ونود أن نشير إلى معلومة نرى أنها مهمة.

تأسست  المطبوعة في الربيع الماضي كمشروع تجريبي بتمويل من بلدية مدينة كريخانستاد  ومكتب العمل فيها وصحيفة كريخانستادبلادت   المحلية إلى جانب بنك محلي . وتوزع المطبوعة مجاناً في البقاليات في مدينة كريخانستاد، 90 كم شمال شرق مالمو أكبر مدن مقاطعة سكونة أقصى جنوب السويد.

ويقدر عدد سكان بلدية كريخانستاد بـ 82,510. ويبلغ عدد المتقدمين بطلبات اللجوء فيها حالياً من المولودين في بلد عربي 324 بينهم 68 سورياً. فيما عدد المقيمين فيها من مواليد بلد عربي 4,960 شخصاً دون أن يكونوا بالضرورة متحدثين بالعربية. ويتركز العرب في نورشوبينغ، أوريبرو، أوبسالا، ستوكهولم، يوتيبوري، ومالمو وهي الأقرب جغرافياً إلى كريخانستاد.

من الإجحاف بحق السويد التي تحفل بالتنوع والتعددية والاختلاف أن يُقال عنها إن التيارات اليمينية المعادية للهجرة فيها انتقدت «موزاييك» “لاستخدامها اللغة العربية”. والسؤال الحق هنا: أين هي أمثلة ذلك النقد؟ وأين هي ردود أفعال الجالية العربية والمعنيين السويديين على تصريحات كهذه؟ لا بل إن التناقض يظهر بالقول إن «موزاييك» “تُدرس في المدارس السويدية، ويدقق محتواها في مراكز الأبحاث”، دون إيراد مثال عن تلك المدارس والمراكز البحثية.

ولمعرفة مستوى «موزاييك» نورد شيئاً من النقد الذي تلقته من صحفيين وأكاديميين عرب. حيث وصف الصحفي وسام مقيد «موزاييك» بأنها “فسيفساء من الأخطاء” نظراً “لانعدام الحرفية فيها وإساءتها المذهلة للغة العربية”، مضيفاً أن سبب استمرارها هو “جهل مموليها باللغة العربية وبالرغم سويتها الهزيلة وعدم اكتراث القراء العرب لها”.

وكتب مقيد في مقال لاذع نشرته صحيفة «نورا سكونة» (Norra Skåne) في 23 حزيران 2016: «ببداية متعثّرة وتعدًّ  واضح وملموس على الصحافة واللغة العربية، نشرت صحيفة «موزاييك» (…) لتظهر حقيقة الجهل والضعف اللغوي والمهني والاستهتار الصارخ بعقول القراء وثقافتهم، إلى جانب تبديد أموال ممولي تلك الصحيفة دون اكتراث (…) مع فظاعة الأخطاء اللغوية والتي لا يمكن أن يرتكبها تلميذ عربي في المرحلة الابتدائية. ناهيك عن الصياغة المفتقدة لأدنى درجات المهنية والبعيدة كل البعد عن الأسلوب الصحفي، والتي تكشف ضحالة صاحبها وعدم إلمامه بأبسط قواعد اللغة والصحافة.»

وعبّرت رفاه برهوم، أستاذة اللغة العربية في «جامعة لوند» السويدية المرموقة، عن دهشتها من كم الأخطاء اللغوية التركيبية والإملائية والقواعدية في «موزاييك»، وقالت إن “أسلوبها متدنٍّ ويفتقد للحس الإخباري، فمن الجليّ أنّ الكثيرَ من موادها مترجم باستخدام غوغل.” كما ولفت نظرها الكثير من الأخطاء في القواعد وفي ترتيب الجمل نحويّاً كابتداء الخبر بالاسم عوضاً عن الفعل. وأضافت أن المترجم  يخلط بين اللهجة واللغة المكتوبة”.

 

منافسة

وجاء في صحيفتكم عبارة متناقضة تقول إن البلوط “اختار منافسة الصحافة السويدية في عقر دارها من خلال التدرّب في المؤسسات السويدية الإعلامية”!! مضيفاً بقوله إنه “لا يُسمح [في الصحافة الغربية] بنشر فيديو أو صورة دون البحث عن ملكيتها، و دون أخذ الإذن بنشرها أو استخدامها”.

والمؤسف أنه هو ذاته صرّح  عن تدريبه لأيام في «التلفزيون السويدي» (SVT) في أيار 2015 ، انتهى بطرده. وقد عرض  SVT حينها تقريراً مصوراً فيه لقطات زعم البلوط أنه صوّرها أثناء انقلاب قارب أقله إلى إيطاليا. بيد أن SVT، ووفقاً لمصادر موثوقة، اكتفى بطرده وسحب التقرير بعد كشف زيف اللقطات التي ظهر أنها كانت منشورة مسبقاً على يوتيوب من قبل شخص آخر.  كيف تنافس مطبوعة مغمورة الصحافة السويدية وهي أصلاً بلغة غير السويدية؟! فعن أي “منافسة” يتحدث في السويد التي احتفلت  العام الماضي بالذكرى 250 لصدور قانون الصحافة لديها؟! ربما عن منافسة «موزاييك» لنفسها في كريخانستاد كونها المطبوعة الوحيدة العربية في منطقة لا تتجاوز نسبة عدد سكانها العرب إلى غيرهم فيها 6 في المئة.

 

حرية تعبير

ويعمل في «موزاييك» شخصان أحدهما البلوط الذي تقول صحيفتكم إنه “طالب جامعي في حمص ودمشق، عمل ناشطاً إعلامياً وصحفياً في الداخل السوري ومراسلاً لـ «القدس العربي» وما زال، قبل أن ينتقل بداية 2012 إلى «قناة النبأ» الليبية حتى منتصف 2013، حين لجأ للسويد”.

بينما يقدّم نفسه في وسائل الإعلام السويدية على أنه “صحفي سوري يحمل إجازتين جامعيتين في الإعلام والأدب الإنكليزي من دمشق  ويخترع قصة عَمِله في سوريا في مجلة يسميها «Human Rights Magazine» (مجلة حقوق الإنسان )” . كما ويضيف أنه “التحق بمظاهرات آذار 2011 في درعا وغطى المعارك هناك أثناء عمله لقناة «الجزيرة» ” إلى أن “غادر سوريا في أيلول 2011 ” وهو لم يبلغ الحادية والعشرين من عمره. ولا يبدو من أرشيف «القدس العربي» أنه عمل مراسلاً لها في سوريا كما يقول بالرغم من نشره  فيها بضع مقالات ما بين كانون الثاني 2015 وحزيران 2016 ؛ إذ يبدو أن الصحيفة توقفت عن نشر مواد له لأسباب غير واضحة.

كما و يزعم في تصريحات صحفية أنه كان “رئيس قسم المراسلين”  في «قناة النبأ» التابعة  للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة. وانطلقت «النبأ» في آب 2013 — أي بعد وصوله إلى السويد — وأُغلِقت  في آذار 2015 ؛ كونها “تحرض على الإرهاب والاقتتال بين الليبيين وتدعم جماعات إرهابية” . وأدانت  النقابة المستقلة للإعلاميين الليبيين «النبأ» حين عاودت العمل لاحقاً كونها “تروج لخطاب الكراهية”.

 

احترافية

وتشير صحيفتكم إلى أن البلوط “يكتب مقالات وتقارير إخبارية في الصحافة السويدية ويترجم باحترافية المقالات التي تكتبها الصحافة السويدية إلى العربية والعكس”، وتلك تقارير وترجمات لم نقع على أي منها.

ومعلوم أن مهنة الترجمة في السويد تتطلّب دراسة  أكاديمية ومهنية تتراوح ما بين السنة والثلاث سنوات. ولا يحق للبلوط الخضوع لتلك الدراسات كونه لم يتجاوز بعدُ المرحلة الابتدائية (SFI) لتعلم السويدية إلى جانب مستواه المتدني بالعربية، وسوء اختياره للمواد التي “يترجمها”.

وبما أنه موكل بـ “إدارة القسم العربي”، وبـ “اختيار المواد وتوجهها” كما جاء في صحيفتكم، فهو المسؤول عن كل ما يرد فيها. وهنا نسوق مثالين عن “ترجماته” و”خياراته” أولهما مقالة  له نشرها في 2 آذار 2017 بعنوان: “الدعارة في الفنادق تدق ناقوس الخطر” — (نترك الأخطاء كما وردت في المقال الأصلي):

-“تَحدث الدعارة سواء في المدن الكبرى أو في الصغرى، مثل كرستيانستاد. وكل من الشرطة والفنادق تتفق على ذلك.”

-“ووفقاً لقانون القِوادة فإن موظفي الفنادق ملزمين بمكافحة نشاطات تجارة الجنس.”

-“أعتقد أننا معرضين مثل أي فندق آخر في المدينة، في هذه الحالة نحن لسنا منافسين، ولكن من المهم مساعدة بعضنا البعض”

-“تنتقل العاهرات بسرعة بين مدن وفنادق مختلفة، لذلك قد يكون من الصعب على الشرطة إدارك الموقف.”

أما المثال الثاني فهو مقالة  له منشورة في 5 تموز 2016 بعنوان: “الإختلاف (الصواب: “الاختلاف”) على ظهور هلال العيد يضع مسلمي السويد في حيرة” .

-“ما جعل مُعْظَم المسلمين في السويد يأخذوا بهذه الفتوة.” (الصواب: “يأخذون” / “الفتوى”).

-“شيء أكيد أن أتبع مجلس الأئمة الأوروبي فهو الجهة التي تتحمل مسؤلية الفتاوة الصادرة منهم. لماذا عدد من المساجد في السويد لم تتبع هذا الفتاوة؟” (الصواب: “…مسؤولية الفتاوى الصادرة عنهم. لماذا لم يتبع عدد من المساجد في السويد هذه الفتاوى؟”).

-“دول شمال أمريكا”. (الصواب: “دول أمريكا الشمالية”).

 

جدير بالذكر أن في السويد  حوالي 211,000 عربي، وهم أكبر الأقليات في البلاد. ويشكل العراقيون والسوريون واللبنانيون أكثرية ضمن الجالية العربية. واستقبلت  السويد 160,000 طالب لجوء بين عامي 2012 و 2015 معظمهم من العراق وسوريا وأفغانستان، ومنحت  حق اللجوء لحوالي 101,000 إنسان.

لقد هاجر إلى السويد الكثيرون من أصحاب الكفاءة والخبرة. إلا أن بعض المهاجرين سمموا سوق العمل بادعاءات كاذبة ضررها يعود على المجتمع قبل الفرد. ونظراً لتعذّر إمكانية التأكد من ثبوتياتهم أحياناً، فإنهم يستغلون الثقة ويسلكون سبلاً غير سوية لإثبات جدارتهم. أولئك لا يصمدون طويلاً ولا يسمع دوي سقوطهم أحد.



صدى الشام