روسيا وإيران تتعهدان «تصفية الإرهاب» في المنطقة


أعلنت موسكو وطهران تأييدهما «وحدة أراضي سورية» والتوصل إلى «تسوية سلمية» لأزمتها، وأعربتا عن قلق من «تزايد الأخطار الإرهابية» في أفغانستان. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقائه نظيره الإيراني حسن روحاني أمس، إن البلدين يسعيان إلى «شراكة إستراتيجية»، مشيراً إلى إطلاقهما «خريطة طريق» لتعزيز تعاونهما الاقتصادي، بما في ذلك في القطاع النووي. وأكد مواصلة الحرب للقضاء على تنظيمَي «داعش» و «النصرة» وتطبيع الوضع في سورية.

وأعلن روحاني أن موسكو وطهران ستتابعان تعاونهما في مكافحة الإرهاب، «حتى تصفيته في المنطقة بأكملها»، ملحماً إلى وجود مسائل عالقة بين الجانبين. وكرّرت طهران استعدادها لمنح الروس تسهيلات لاستخدام قواعدها العسكرية.

وأجرى الرئيسان جلسة محادثات مغلقة، ثم انضمّ إليهما وفدا البلدين. وأسفر اللقاء عن توقيع 14 مذكرة تعاون، تشمل نقل مواد نووية والبنى التحتية والصناعات الثقيلة. وأعلن بوتين أن روسيا قد تسلّم إيران طائرة «سوخوي سوبرجيت- 100» للركاب المتوسطة المدى، ومروحيات إسعاف. ووقّعت شركة «غازبروم»، أبرز منتج روسي للغاز، مذكرة مع شركة النفط الوطنية الإيرانية للتعاون في الغاز الطبيعي.

وتجنّب الرئيسان الإشارة إلى خلافات، فيما تحدثت أوساط ديبلوماسية روسية عن «إعادة ضبط عقارب الساعة، لتعزيز التقارب في المواقف حيال الملفات الإقليمية والدولية».

ووَرَدَ في بيان مشترك أصدره الرئيسان، أن موسكو وطهران «تحترمان استقلال أراضي سورية ووحدتها وسيادتها، وتنطلقان من موقف مبدئي بعدم وجود بديل من الحل السلمي للأزمة السورية، وتؤيّدان تسوية سياسية- ديبلوماسية للنزاع، على أساس المبادئ المطروحة في القرار 2254». ورأى في «مشاركة روسيا وإيران إلى جانب تركيا بوصفها دولاً ضامنة خلال مفاوضات آستانة، مساهمة لدفع تسوية سياسية سلمية في سورية».

وأعرب بوتين وروحاني عن أملهما بإيجاد «حلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية»، ورحّبا بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. كما أبديا «قلقاً إزاء تدهور الوضع في أفغانستان، وتزايد أخطار إرهابية» على أراضيها، وأعلنا دعم الجانبين «تحويل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي»، وأيّدا اتفاقات أبرمتها الدول المنتجة للنفط حول استقرار السوق.

واستهل بوتين المحادثات، بتأكيده أن «إيران جار طيب وشريك مستقرّ وآمن لروسيا»، مشيراً إلى «تطوير فاعل للتعاون في مختلف المجالات، خصوصاً بتسوية قضايا كبرى وحادة جداً». وذكّر بأن «روسيا وإيران تتعاونان على مدى قرون، وأقامتا علاقات ديبلوماسية قبل 500 سنة».

وأعلن الرئيس الروسي أن بلاده وإيران «تسعيان إلى رفع علاقاتهما إلى مستوى شراكة إستراتيجية»، مشيراً إلى أنهما أطلقا «خريطة طريق» لتعزيز التعاون الاقتصادي. وتابع في مؤتمر صحافي مع روحاني، أن البلدين وقّعا اتفاقاً لإطلاق المرحلة الثانية من تشييد محطة «بوشهر» النووية، لافتاً إلى «خطة شاملة للتعاون في القطاع النووي». وأعلن في هذا الصدد تقديم موسكو لطهران قرضاً قيمته 2.2 بليون يورو.

وأكد بوتين «تقارباً كبيراً في المواقف حيال الملفات الإقليمية والدولية»، مشيداً بجهد إيران في تثبيت وقف النار على «غالبية الأراضي السورية»، ومشدداً على أهمية التعاون لدفع التسوية السياسية في سورية، ومواصلة الحرب للقضاء على «داعش» و «النصرة». وأعلن تأييد موسكو انضمام طهران إلى منظمة «شانغهاي» للتعاون.

وعلى رغم أن ملف التعاون العسكري لم يبرز في تصريحات الرئيسين، أشارت أوساط روسية إلى أن هذا الملف كان حاضراً خلال المحادثات التي استبقها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بإشارته إلى أن بلاده مستعدة للسماح لروسيا باستخدام قواعدها العسكرية، لمكافحة الإرهاب. وقال: «ليست لروسيا قاعدة عسكرية لدينا. ولكن بيننا تعاوناً جيداً، وعندما يحتاج الروس إلى استخدام منشآت عسكرية إيرانية، بغية محاربة الإرهاب، سنتخذ قرارنا على أساس التنسيق في كل حالة على حدة».



صدى الشام