لتجتمع بحبيبها فقدت حياتها غرقاً... هكذا يموت السوريون

مأساة جديدة من مآسي السوريين، عروس سورية زفت لجوار ربها، بدلاً أن تزف لعريسها المغترب في ألمانيا، عقب أن غرقت في طريقها إلى اللحاق بعريسها وشاء القدر أن يرسم مأساة جديدة. قصة حزينة من مأسي السوريين، بحثاً عن الأمل في رحلة طويلة وشاقة، في رحلة الأمل، بطلة القصة هي "جفين أسعد" تلك الفتاة السورية التي ماتت غرقاً أثناء محاولتها عبور إحدى الأنهار بين كردستان العراق وتركيا. كانت قد خرجت بحثا عن حياة أفضل وأملا في الوصول إلى خطيبها الذي سبقها إلى ألمانيا، حيث كان ينتظرها لإقامة حفل الزفاف هناك. واقعة حزينة من مأسي السوريين بحثاً عن الأمل في رحلة طويلة وشاقة جفين يونس أسعد، تبلغ من العمر 26 عامًا، من مدينة القامشلي، كانت تقيم في مدينة هولير في كردستان العراق، وهي طالبة هندسة زراعية، وكان قد بقي لها ثلاثة مواد على تخرجها، وهي أكبر أخواتها الذكور والإناث، تعمل في منظمة النجدة الشعبية في أربيل. وبتاريع 27 مارس (آذار) الجاري ماتت جفين غرقاً، حيث كانت تود الذهاب إلى المانيا لتقيم حفلة زفافها هناك حيث خطيبها الذي ينتظرها، بعدما قررت أن تسلك الطريق الوعر بين الجبال والأنهار الواقعة بين كردستان العراق وتركيا، وذلك لعدم استطاعتها السفر بالطرق النظامية، بسبب الرفض من قبل السلطات التركية. قال يونس أسعد (والد جفين) لقناة روودا الكردية: قدمنا عدة طلبات للقنصلية التركية لدخول ابنتي لتركيا بالطرق النظامية ومن ثم السفر إلى ألمانيا، ولكن دائماً كان الرد القانوني لا يحق للسوريين دخول الأراضي التركية.. كنا مجبورين على أن تسافر ابنتي بالطرق غير الشرعية (التهريب) إلى ألمانيا حيث خطيبها لإقامة عرسها، وبعد غرقها تم أخذ جثمانها إلى تركيا. https://youtu.be/ZruIb6hcvVE يضيف: وتفاجئنا بعدم السماح لنا بأخذ جثمانها بسبب تعقيد القوانين لدى السلطات التركية، رغم مراجعتهم أكثر من مرة، إذ طلبوا مني كفيلًا تركيًا. وأضاف:  حاليًا نعمل ونجد صعوبة من أجل أعادة جثة جفين إلى مدينة هوليرفي كردستان ومن ثم دفنها في مدينة قامشلي حيث مسقط رأسها. هبت عاصفة فجائية أدت إلى قلب الزورق.. الرجال استطاعوا إنقاذ أنفسهم ولهول الموقف لم يتمكنوا من انقاذ جفين التي غرقت أمام أعينهم الصحفي شيروان ملا إبراهيم (جار جفين) من أربيل، يقول لـ "أنا برس": نزحت جفين مع أهلها من مدينة القامشلي إلى أربيل، حالها حال كل السوريين الذين نزحوا وتركوا منازلهم هربا من ويلات الحرب. ويشير إبراهيم إلى أنه من أكثر من سنتين تمت خطبة جفين على أحد أقاربها ويدعى شيروان مراد الذي لجأ إلى ألمانيا منذ العام 2015 وبعد حصوله على الإقامة، تمكن من الحصول على طلب لم الشمل لخطبيته. ولكن المشكلة الكبيرة ظهرت -كما يقول إبراهيم- أن طلب لم الشمل وصل إلى السفارة الألمانية في أنقرة ولم يصل إلى القنصلية العامة الألمانية في أربيل حيث تقيم جفين، ما أثار مشاكل في أوراق لم الشمل وتعقيد الأمور. لتبدأ المحاولة الثانية من قبل جفين في السعي للحصول على الفيزا التركية ولكن دون جدوى بسبب القرارات التركية التي صدرت بخصوص دخول السوريين لتركيا، ليبقى الخيار الوحيد أمام جفين هو السفر عبر الطرق الوعرة، لتلقى حتفها في نهر ماوات الفاصل بين كردستان العراق وتركيا. يقول إبراهيم إن خال جفين كان يرافقها بالزورق الذي غرق في النهر، والذي وصف الحادثة بالمروع، إذ هبت عاصفة فجائية أدت إلى قلب الزورق، فالرجال استطاعوا إنقاذ أنفسهم، ولهول الموقف لم يتمكنوا من انقاذ جفين التي غرقت أمام أعينهم. ويذكر إبراهيم أن شقيق خطيبها المقيم في تركيا يقوم حاليا بإجراءات استلام جثتها الموجودة حاليا في إحدى المشافي التركية، كما قامت عائلة جفين بتوكيل أحد أصدقاء جفين الذي يعمل معها في نفس المنظمة لاستلام الجثة، ولكن بسبب الإجراءات الروتينية قد يتأخر استلام الجثة. ويختم إبراهيم حديثه: هناك المئات من جفين بانتظار أوراق لم الشمل والذهاب إلى أوربا للالتحاق بعائلاتهم وأزواجهن، لذلك نناشد القوى السورية كالائتلاف الوطني والمجلس الكردي لتسيهل إجراءات الحصول على الفيزا التي باتت أمرا معضلا، بسبب القرارات الخاصة بدخول السوريين للأراضي التركية. حادثة غرق جفين ليست الحادثة الوحيدة التي حملت الطابع التراجيدي في المأساة السورية والتي تشهدها الازمة السورية على مدار 6 سنوات وخاصة على السواحل التركية أو الأوربية فقد غرق فيها لاجئون بينهم أطفال وشباب وعائلات فقدوا حياتهم في رحلة الأمل. وتأتي حادثة الغرق هذه بعد أيام قليلة من فاجعة شبيهة أودت بحياة 11 شخصاً من مدينة عفرين غرقاً في بحرإيجة، من يموت في رحلة الأمل ليسوا مجرد أرقام، إنما من يموت هو الأمل، والأحلام، من يموت باختصار هو "الإنسان". " />