هل تبدأ الدول العربية معركة تحرير “الأحواز” من الاحتلال الإيراني؟
عد فترة اقتربت من العامين، خفتت فيها أصوات الأحوازيين، بدأت مؤخرا تحركات سياسية من قبل الأحزاب والحركات الأحوازية، وعدد من الدول العربية، لإنهاء الاحتلال الإيراني.
وتتمثل تلك التحركات في مشروع ربما يٌطرح للمرة الأولى في القمة العربية المقرر انعقادها في الأردن، الأربعاء المقبل، يُعيد الشرعية لدولة الأحواز. وسبق المشروع مطالب من دولة البحرين بتدويل القضية، والضغط على إيران من خلال المجتمع الدولي. وحسب مراقبين مهتمين بشأن الأحواز، ربما يفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على طهران.
الأحواز والاحتلال الإيراني
الأحواز أو الأهواز، هي عاصمة ومركز محافظة خوزستان، تقع غرب إيران، على رأس الخليج العربي قرب جنوب العراق والكويت. كانت دولة عربية حتى عام 1925، حينما احتلتها طهران بقيادة الشاه رضا البهلوي، وأسقطت الحكم العربي. وتبلغ مساحتها ما يقرب من 370 ألف كيلو، ويسكن بها 5 ملايين شخص.
تأتي أهمية الأحواز من ضمها لكثير من الموارد الطبيعية، إذ تضم نحو 85% من البترول والغاز الإيراني، وهي المنتج الرئيسي للسكر والذرة، ويوجد بها نهر كارون، أكبر أنهار المنطقة الخليجية.
وحسب الأحزاب الأحوازية، والباحثين المهتمين بالقضية، انتزعت إيران هوية الأحواز القومية، وصهرت عروبتها في بوتقة قومية فارسية، وسيطرت على ثرواتها. وأعدمت طهران العشرات من الأحوازيين بتهم مقاومة السلطات، وآخرين أُدينوا بقوانين مكافحة اللواط الإيرانية، حسب منظمة هيومن رايتس ووتش، غير الحكومية. ومن أشهر الانتهاكات الإيرانية بحق الأحواز، إعدام الشاب عبدالرضا الزركاني، بتهمة “ترويج تجارة السلاح بين أبناء الشعب الأحوازي”.
انتفاضات في وجه طهران
حاول أبناء الأحواز إنهاء الاحتلال الإيراني، وانتفضوا للمرة الأولى عام 1930، والمرة الثانية 1946، في المرتين واجههم الجيش الإيراني بالدبابات، وأعدم عشرات ممن شاركوا فيهما.
وتعد انتفاضة الشعب الأحوازي عام 2005، الأبرز في تاريخ مواجهة احتلال طهران، حيث قُتل فيها العشرات بعد مواجهة عنيفة مع الجيش الإيراني. ومع انطلاق عملية عاصفة الحزم في مارس 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد جماعة الحوثي في اليمن، نفذّت “المقاومة الأحوازية” عملية نوعية ضد قوات الحرس الثوري الإيراني بمدينة الخفاجية، وأعلنت الحركات السياسية الأحوازية تأييدها لـ”عاصفة الحزم”، كما تحرّك وفد منهم في أواخر مارس 2015، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث انعقاد القمة العربية، وعرضوا قضيتهم على المسؤولين العرب.
وتظاهر المئات من الأحوازيين في العاصمة البلجيكية بروكسل، الشهر الماضي، منددين بالانتهاكات الإيرانية ضد الأحوازيين، وما وصفوه بـ”هيمنة إيران على المنطقة”، وطالبوا الاتحاد الأوروبي بالضغط على طهران للإفراج عن المعتقلين السياسيين. بعدها بيومين، انطلقت مظاهرات حاشدة أمام مبنى الأمم المتحدة في فيينا، بدعوة من حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، بالتزامن مع تقارير تفيد طرح القضية في القمة العربية المقبلة.
البحث عن الدعم العربي
يقول أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، المتخصص في الشؤون العربية والإيرانية، إنه التقى قيادات عربية وخليجية أكدت له دعم حقوق الأحوازيين في تقرير مصيرهم، وأن هناك مشروع لجامعة الدول العربية يجرى دراسته لطرحه في القمة العربية المقبلة، المقرر انعقادها في الأردن.
وحسب “طه”، الذي تحدث لـ”360 دوت ميديا”، فإن الطرح يؤكد عروبة الأحواز، وأنها دولة عربية محتلة. وأوضح أن 7 دول عربية ودولتين خليجيتين يعارضون هذا الطرح، لكنه رافض الكشف عن أسمائها.
الأمر نفسه، أكده عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأحوازي، “طرحنا مشروعا على دول عربية وخليجية لإعادة الشرعية للأحواز، وتجاوب معه البعض”.
ويضيف “الكعبي”، لـ”360 دوت ميديا”، أن استراتيجية المشروع الذي يهدف لإعادة الشرعية تعتمد على كسب الدعم والتأييد العربي والخليجي، ثم التأييد الدولي.
وعن مستقبل القضية، يقول أمجد طه، المنتمي للأحواز، إن القضية “إنسانية قومية إسلامية ومستقبلها كما ماضيها قبل عام ١٩٢٥ سيكون مشرقاً وبأرض محررة وشعبٌ عربي حر”.
وأضاف: “استطعنا في الآونة الأخيرة وخلال أعوام بسيطة اختراق المنابر العالمية والمحافل الدولية لطرح قضية الأحواز العربية المحتلة وحقوق الشعب المضطهد هناك. تحدثت المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان ومعها منظمات وحركات أحوازية أخرى بطرح القضية على البرلمان الأوروبي والسويسري والبريطاني وتداول مجلس حقوق الإنسان، التطهير العرقي والعنصرية التي تمارسها إيران في الأحواز”.
الاستغلال العربي
طالب مجلس النواب البحريني قبل أسبوعين خلال اجتماع مع حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، بتدويل القضية من خلال الأمم المتحدة، وجدد تأكيده على عروبة الأحواز.
وتتضامن غالبية الدول العربية مع قضية الأحواز، وأرجع مراقبون ذلك إلى العداوة بين دول الخليج على رأسها السعودية وإيران. يقول أمجد طه، إن هناك دول أرادت التضامن مع الأحواز نكاية في إيران فقط، وتم رفضها ورفض دعمها، موضحا أن الأحواز ليست قضية للبيع ولا للمصالح.
وحسب “طه”، سيتحرك أبناء الأحواز في الخارج لتدويل القضية، وكشف انتهاكات إيران، وعلى المستوى العربي، هناك مؤتمر قادم يتحدث عن الأحواز العربية ويدحر كل ما اتهمت به هذه العاصمة القومية العربية بعلاقتها مع إيران.
وكشف أنه تحدّث مع مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأوضح ما يحدث في الأحواز، وقدم معلومات مهمة عن “إرهاب إيران في المنطقة”، ووعد فريق ترامب بعقوبات قوية ضد طهران لـ”انتهاكها حقوق الأقليات بما فيهم الشعب العربي الأحوازي”.
في المقابل، يقول القيادي بالحزب الديمقراطي الأحوازي، عارف الكعبي، إن الدول العربية استوعبت أهمية دعم القضية الأحوازية المتمثلة بمشروع الشرعية، على الرغم من غياب الدعم سابقا، لكن ليس لديها استراتيجية تجاه الاعتراف بدولة الأحواز، فقط هناك تضامن وتوافق على تفعيل القضية عربيا وخليجياً.