اتفاق المدن الأربعة بين الرفض والقبول… مصادر خاصة لـ (المصدر): التنفيذ يبدأ الثلاثاء


محمد كساح: المصدر

أبدت اللجنة السياسية في جنوب دمشق عدم موافقتها على اتفاق المدن الأربعة الأخير الذي يربط بين الزبداني ومضايا بريف دمشق وكفريا والفوعة بريف إدلب إضافة لبلدات في جنوب دمشق. في وقت رحب مقاتلون من الزبداني بهذه الخطوة كونها الحلّ الإجباري لأزمة الزبداني بينما كان الموقف في مضايا ضبابياً على الرغم من احتمالية البدء بالمرحلة الأولى من الاتفاق يوم الثلاثاء القادم.

وتفيد المعلومات عن وجود اتفاقٍ بين تحرير الشام وأحرار الشام مع إيران بضمانة قطرية يقضي بإخلاء كامل الفوعة وكفريا في مدة زمنية قدرها 60 يوما على مرحلتين.

في المقابل تجري عملية إخلاء مقاتلي الزبداني وأسرهم الموجودة في مضايا والمناطق المحيطة إلى الشمال السوري.

ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة (يلدا، ببيلا، بيت سحم) لمدة تسعة أشهر. إضافة لإخلاء مقاتلين لهيئة تحرير الشام عالقين في مخيم اليرموك جنوبي العاصمة.

وجاء في بنود هذا الاتفاق الذي نشره أبو عدنان زيتون مسؤول أحرار الشام في الزبداني عبر تلغرام “إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة بدون توقف إضافة لمساعدات لحي الوعر في حمص. وإخلاء 1500 أسير من سجون النظام من المعتقلين على خلفية أحداث الثورة دون تحديد الأسماء”.

وقالت اللجنة السياسية التي عرفت عن نفسها أنها تمثل كافة الفعاليات المدنية والتشكيلات العسكرية في كل من يلدا وببيلا وبيت سحم “إن أيّ اتفاق وخصوصاً ما تسرب مؤخراً من ربط منطقتنا بمناطق أخرى (كفريا والفوعة) فهو لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد”.

وأضافت في بيان صدر يوم أمس الجمعة “اللجنة السياسية في جنوب دمشق تؤكد أنها الجهة الوحيدة والمفوضة عن المنطقة لإبرام أي اتفاق”.

في السياق، وقال الناشط حسام محمود من مضايا لـ (المصدر): “هناك اتفاق مبدئي على الخروج من الزبداني ومضايا يوم الثلاثاء القادم”. وأضاف “سيخرج مقاتلو الزبداني وأسرهم إضافة لمقاتلي مضايا والعدد مفتوح”.

ويبدو أن العديد من أبناء مضايا غير راغبين بتطبيق بنود الاتفاق الذي يقضي بخروجهم إلى محافظة إدلب.

إلى ذلك، أشار الناشط “عبد الوهاب أحمد” في حديث لـ “المصدر”: لا نود الخروج من أرضنا. نعم تعرضنا للقصف والحصار والجوع. لكن العديد من الشبان لدينا ضد الإخلاء”.

وقال حسام محمود “أكيد لا أحد يرضى بمغادرة بلده وترك أرضه. لكن لا يوجد حل آخر. عشنا سنتين في حصار انعدمت خلاله أدنى مقومات الحياة لا ماء لا كهرباء لا طبية لا غذاء متكاملٍ هذا أفضل الموجود حالياً”.

من جانبه قال الدكتور في مشفى مضايا الميداني محمد درويش إن الاتفاق “هو حل لمشكلة المدنيين المتواجدين داخل مضايا ويحقن دماءهم”، وأضاف “هو إنهاء مأساة سنتين”.

ومنذ صيف 2015 يعيش عشرات المقاتلين في مساحة تقدر بكيلومترٍ مربعٍ واحدٍ وسط مدينة الزبداني في ظل حصار خانق. بينما يبلغ عدد العالقين في بلدة مضايا بقرابة 40 ألف نسمة من أهالي المنطقة الأصليين ومن مهجري الزبداني وبقين ومناطق أخرى.

و قال مقاتل يرابط داخل الزبداني ويدعى فراس “هناك موافقة على الخروج عندنا” و أضاف لـ (المصدر)  “ما عاد في حل تاني، صار في عنا ضحايا من الجوع”.

بدوره ألمح مقاتل آخر من داخل الزبداني ويدعى “أبو رائد” عن قبول محاصري الزبداني بعملية التهجير. مضيفاً “هناك قرار جماعي يوافق على هذه العملية”.

وتابع “لنتكلم بصراحة.. لا يوجد حل آخر لقضية الزبداني، منذ سنتين نعيش في حصار خانق و مجاعة لا ترحم، هذا الحل الأنسب والوحيد”.





المصدر