البطاطا تنضم للخبز والمازوت وتدخُل قوائم “مخصصات” النظام

2 أبريل، 2017

قبل أيام، بدأت وزارة “التجارة الداخلية وحماية المستهلك” في حكومة النظام بنشر جداول لتوزيع البطاطا على أحياء العاصمة دمشق بشكلٍ دوري، مع عجز المواطن العادي عن شراء كيلو واحد من البطاطا بسبب ارتفاع أسعارها وبلوغها مستوى قياسيًا حتى باتت حتى خارج حسابات العائلات الفقيرة التي كانت تعتمد عليها كوجبة رئيسية خلال السنوات الماضية.

وانضمت البطاطا إلى المواد التي توزّع وكأنها “مخصّصات” على السكّان في مناطق النظام، حالها كحالِ كثيرٍ من المواد التي فُقدت بشكلٍ شبه نهائي وبات تحصيلها أمرًا صعبًا للغاية، حيث سبق للوزارة ذاتها أن سيّرت مراكز توزيع مؤقّتة لبيع المياه والخبز والمازوت والبنزين والغاز، لكن الجديد اليوم هو أنه حتى الخضروات باتت صعبة المنال وبحاجة إلى دوريات تشرف على توزيعها.

وارتفع سعر البطاطا خلال الأيام الماضية ليصل إلى 500 ليرة سورية، في سابقة هي الأولى من نوعها تشير إلى انعدامٍ الأمن الغذائي في مناطق النظام،الأمر الذي جعل الكثير من السكّان يتراجعون عن فكرة تناولها ويلجؤون إلى بدائل أرخص ثمنًا.

يقول أبو محمود، وهو أحد سكّان العاصمة دمشق لـ “صدى الشام”: “إنه اشترى قبل أيام 3 كغ من البطاطا بمبلغ 1600 ليرة”، موضحًا أنه اشتراها من سوق باب سريجة الذي يُعتبر رخيصًا وشعبيًا، وتساءل: “ماذا لو أردتُ شراءه من إحدى البقاليات في أبو رمانة أو المزة”؟

وقد تجاوز سعر البطاطا أسعار بقية الخضروات والفواكه الأخرى، كالموز والتفاح والعنب والتين، حيث يعزو التجّار السبب في ذلك إلى أن البطاطا الموجودة مستوردة من الخارج، وبالتالي يتم دفع سعرها بالعملة الصعبة، إضافةً إلى عمليات السرقة الكبيرة التي تحصل خلال عملية الاستيراد.

وسائل إعلام النظام قامت من جانبها بالإيحاء بوجود رقابة ومتابعة من خلال جولة قام بها وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في سوق الهال وقام خلالها بالتقاط صور “سيلفي” من داخل السوق.

إلّا أنه وبحسب الوسائل ذاتها، فإنه بعد الزيارة التي قامها بها الوزير ارتفع سعر البطاطا من 450 ليرة إلى أكثر من 500 ليرة.

اليوم فُقدت البطاطا التي تُعتبر من أكثر الخضروات شعبيةً، وباتت على جداول التوزيع، وغدًا قد تدخل مواد أخرى تلك القوائم لتصبح الحياة في مناطق النظام وتحصيل لقمة العيش معركة من نوع آخر في سبيل البقاء.

 

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]