تأكيداً لما نشرته "السورية نت".. مسؤولون أمريكيون: واشنطن تجهز قاعدة عسكرية في محافظة الرقة


نشرت "السورية نت" الخميس 30 مارس/ آذار الماضي، تقريراً تحدث فيه رئيس المكتب السياسي لـ"لواء ثوار" الرقة، محمود الهادي، والذي أشار إلى  أن أمريكا تتطلع لإقامة قاعدة عسكرية كبرى لها في الرقة، وهو ما يفسر انخراطها الواسع في المعارك الدائرة حالياً في ريف المحافظة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

موقع "صوت أمريكا" الإخباري، أشار في تقرير له، السبت، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، قولهما إن "المهندسين وفرق العمل الأمريكيين يعملون على إصلاح وإعادة تأهيل مطار الطبقة، بالقرب من سد الطبقة"، الذي استولت عليه ميليشيا قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تشكل الميليشيات الكردية النسبة الأكبر فيها.

وتحدث الهادي في تصريح خاص لـ"السورية نت" عن هدف أمريكا من دعمها للقوات الكردية ووجودها الكبير في معارك ريف الرقة، مشيراً وفقاً لمعلوماته عن وجود نية أمريكية لإقامة قاعدة عسكرية كبرى لها في الشرق الأوسط على أراضي محافظة الرقة، تكمن أهميتها في أنها تأتي بموقع متوسط بين دول الخليج وإيران، فضلاً عن مجاورتها للعراق الذي يعد بلداً هاماً لأمريكا.

وأضاف الهادي أن مطار الطبقة الذي خسره "تنظيم الدولة" يوم الأحد 26 مارس/ آذار 2017، تتواجد به الآن قوات أمريكية أصبحت بحكم المسيطرة عليه. وتوقع أن يستمر بقاء القوات الأمريكية في الرقة لسنين طويلة في القاعدة التي تضع أمريكا عينها عليها، لكنه أشار في ذات الوقت إلى أن واشنطن ستعمل بالنهاية على كسب بعض أبناء المنطقة لتحقيق مصالحها.

ولفت الموقع الإخباري وفقاً لمسؤولين ومحللين أمريكيين، أن "سيطرة الميليشيات الكردية على المطار مكّن من الوصول إلى خمس منشآت جوية في المنطقة، وهي شبكة يمكن أن تكون حاسمة في الحرب ضد تنظيم الدولة".

تجهيز مطار الطبقة

وقال الجنرال الأمريكي "كارلتون ايفرهارت"، قائد قيادة الحركة الجوية للقوات الجوية، إن رجاله "نقلوا جواً مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، إلى خطوط القتال ضد تنظيم الدولة بتمكينهم من شنَ الهجوم، وقد استولوا على المطار".

ونقل الموقع عن أحد قادة ميليشيا "سوريا الديمقراطية" أن مطار الطبقة العسكري كان في حالة يُرثى لها عندما سيطروا عليه، وأن مقاتلي "تنظيم الدولة" دمروا الكثير من البنية التحتية. وفقاً لتقرير "صوت أمريكا" الذي نشرت ترجمته مجلة "العصر".

وقال مسؤولون أكراد إنه مع إصلاحات المطار، يمكن أن يُستخدم في الإمدادات والأجهزة العسكرية والقوات لمساعدة ميليشيا "سوريا الديمقراطية" على طرد مقاتلي "تنظيم الدولة" من الرقة.

ويأتي الاستيلاء على مطار الطبقة في الوقت الذي يُعزز فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قدراته الجوية في شمال سوريا ليشمل المزيد من مناطق الهبوط والقواعد لقيادة المعركة ضد التنظيم.

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون وقادة في ميليشيا "سوريا الديمقراطية" إن القاعدة الجوية في "كوبانى" ستكون مقر عمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة الرقة. وكشف مسؤول عسكري أمريكي أن قاعدة "كوبانى"، والتي تضم مطاراً، بُنيت من الصفر من قبل القوات الأمريكية، مضيفا أنه "ما زال العمل جارياً".

ووفقا لتقديرات موقع "صوت أمريكا"، فإن كوبانى والمطار المسيطر عليه مؤخرا في الطبقة سيعززان من قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للاستهداف الجوي وإمداد القوات على الأرض.

ومنذ صعود "تنظيم الدولة"، استناداً لما أورده الموقع، استعمل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قاعدة انجيرليك الجوية في تركيا مركز انطلاق رئيس للهجمات الجوية ضد مواقع "تنظيم الدولة" في سوريا وشمال العراق، كما تُستخدم القاعدة لدعم القوات الأمريكية المنتشرة في كلا البلدين.

غير أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ازدادت سوءا بسبب الدعم الأمريكي للميليشيات الكردية في سوريا والمطالب التركية بتسليم الداعية "فتح الله غولن" الذي تقول الحكومة التركية إنه يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/ تموز الماضي.

ويعتقد محللون أن جهود التحالف بقيادة الولايات المتحدة لتحسين القواعد الجوية في شمال سوريا يمكن أن تقلل في النهاية من اعتمادها على قاعدة انجرليك التركية.

لكن في المقابل، استبعد مايكل روبين، المسؤول السابق في البنتاغون والباحث حاليا في معهد المشاريع الأميركية في واشنطن وجود "أي بديل لقاعدة إنجرليك"

فيما قال "غونول تول"، مدير برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط، أن "قواعد مثل الطبقة ليست بدائل مؤهلة تُغني عن قاعدة إنجرليك". وأوضح أن "انجرليك قاعدة تابعة للناتو، والطبقة ليست كذلك (...) ولا ترقى الطبقة للمعايير العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، ولا أعتقد أنها يمكن أن تكون بديلاً عن إنجرليك، قد تكون القواعد الجوية في أوروبا الشرقية بديلا، ولكن ليست الطبقة في سوريا".

ويشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لـ"لواء ثوار الرقة"، أشار في تصريحاته لـ"السورية نت" إلى أن القوات الأمريكية لم تعد مهمتها مقتصرة على تقديم الاستشارات لميليشيا "سوريا الديمقراطية" ومن ورائها القوات الكردية، بل إن جنوداً أمريكان أصبحوا يخوضون مواجهات مباشرة على الأرض ضد التنظيم وضمن صفوف الميليشيات الكردية، وأكد أيضاً أن عمليات الإنزال الأخيرة شارك فيها بشكل أساسي مقاتلون أمريكيون.




المصدر