اتفاق المدن الأربع… بياناتٌ تستنكر و(محلي) الزبداني يرد


محمد كساح: المصدر

استهجن المجلس المحلي لمدينة الزبداني ردود الأفعال التي أظهرتها جهات تتبع للمعارضة السياسية والجيش الحر في بيانات متعددة يوم الأحد. داعياً في بيان نشر على صفحة المجلس في فيسبوك إلى عدم المزاودة في هذا الموضوع، لا سيما وأن الجهات المنتقدة لم تقدم أي دعمٍ سياسيٍ أو عسكريٍ أو إنسانيٍ للمحاصرين في الزبداني ومضايا.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات دعت إلى إيقاف اتفاق المدن الأربع” الذي عقدته هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام مع إيران بضمانة قطرية، بشأن مدينتي الزبداني ومضايا بريف دمشق، وقريتي كفريا والفوعة الشيعيتين شمالي البلاد.

وينص الاتفاق على إخلاء القريتين الشيعيتين تماماً وتهجير بضعة عشرات من المقاتلين العالقين في الزبداني، وقرابة ألفي شخص من مضايا، إضافة لتهجير مقاتلين يتبعون لهيئة تحرير الشام يحاصرهم تنظيم “داعش” غربي مخيم اليرموك، وإطلاق 1500 معتقلاً في سجون النظام، وتنفيذ هدنة وقف إطلاق للنار في كل من يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي دمشق لمدة تسعة أشهر.

واعتبرت هيئة المفاوضات هذا الاتفاق “باطلاً ويجب إلغاؤه” مشيرة في بيان رسمي يوم الأحد إلى أن الاتفاق معادٍللشعب السوري ومناقض للقانون الدولي الإنساني، ومعرقل للعملية السياسية التي تجري في مدينة جنيف السويسرية. مضيفة أن الاتفاق يصب في مصلحة إيران وحزب اللهفي مشاريع التغيير السكاني وإحلال مجموعات محل أخرى على أساس طائفي”.

من جانبه، رفض الائتلاف الوطني هذا الاتفاق معتبراً إياه مخططاً إيرانيا، معلناً رفضه القاطع وإدانته الكاملة للاتفاق، وقال في بيان إن هذا الاتفاق “مشاركة في التغيير الديمغرافي، وخدمة لمخططات النظام الإيراني، من خلال الهيمنة على مناطق مأهولة وتغيير هويتها الاجتماعية والسكانية”.

وأضاف “لن يتمكن أحد من إضفاء أي قدر من الشرعية على مخططات التهجير والتغيير الديمغرافية من خلال أي مناورة، سواء جرت برعاية روسية أو بتخطيط إيراني، أو استغلالاً لصمت دولي مخزٍ، أو تحت أي ذريعة أخرى”، بحسب البيان.

كما اعتبر الجيش الحر هذا الاتفاق جريمةً ضد الإنسانية، ويعزز الوجود الإيراني في منطقة دمشق وريفها، معلناً إدانته المطلقة لمثل هذه الاتفاقات. وطالب في بيان صدر الأحد “الدول التي رعت هذا الاتفاق ببيان موقفها بشكل واضح من ملابسات هذا الاتفاق ونشر كامل تفاصيله”، كما طالب “الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتدخل العاجل لإصدار قرار إدانة لهذا الاتفاق”.

وقال المجلس المحلي للزبداني في مجمل رده على هذه الانتقادات “لم يرق لبعض وسائل الإعلام العربية التي زعمت أن تنظيم القاعدة هو من أبرم الاتفاق مع أن الاتفاق واضح الأطراف”.

وأضاف “سمعنا من شخصيات عديدة في الائتلاف لقوى المعارضة أن هذا الاتفاق خيانة لمبادئ الثورة وراحوا يعارضون الاتفاق وينعتونه بنعوت ما أنزل الله بها من سلطان ولا يتبجح بها إلا البعيد عن واقعنا والذي لا يشعر بمأساة أطفالنا ونسائنا”.

ولفت المجلس في بيانه إلى أن هذه القوى لم تقدم “أي دعم سياسي أو عسكري أو إنساني يذكر أثناء الحملة البربرية والحصار، ولم يبذلوا فعلاً حقيقياً لإيقاف الحملة أو لإدخال رغيف خبز واحد لأهلنا المحاصرين”.

واستدرك بالقول “إن المجلس المحلي لمدينة الزبداني يود أن يبين لهؤلاء المزاودين على دماء أهل الزبداني أن هذا الحصار الذي وضعنا بين فكيه هو نتيجة تخاذلكم وانجراركم وراء أهوائكم ومكاسبكم”.

وتابع “في إطار هذه الحملة الشرسة على المدينة والعدد الكبير للعدو وكثافة التدمير والقتل، نادى أطفال ونساء وشيوخ الزبداني: واسلاماه، فلم يستجب لهذا النداء إلا إخواننا في جيش الفتح الذين فرضوا وقفاً لإطلاق النار، وأبرموا اتفاق الزبداني – الفوعة، أو ما يسمى اتفاق المدن الأربعة بين جيش الفتح والطرف الإيراني”.





المصدر