استخدمه الألمان لإبادة الحشرات والمصاب يستنشقه دون علمه.. معلومات عن غاز السارين الذي استعمله الأسد في خان شيخون


يواصل نظام بشار الأسد استخدام غاز السارين في قصفه للمناطق الخارجة عن سيطرته، وكان آخرها مدينة خان شيخون في ريف إدلب، حيث أدى قصف جوي من طائرات النظام لقتل 70 مدنياً وإصابة قرابة 500 في حصيلة أولية.

وليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام هذا السلاح، وإلى جانب المجزرة التي ارتكبها اليوم، استخدم الأسد غاز السارين في أغسطس/ آب 2013 في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 1400 شخص وإصابة مئات آخرين، بحسب منظمات حقوقية، فما هو غاز السارين ولماذا يلجأ النظام لاستخدامه؟

خطره كبير

يعتبر غاز السارين أحد غازات الأعصاب الصناعية، ويعرف أيضاً بـ "جي بي"، وهو خليط من 4 عناصر كيميائية هي "دميثيل، ومثيلفوسفات، وفوسفوروس تركلوريد، وفلوريد سوديوم والكحول". ويبدأ تأثيره الخطير بمجرد ملامسته للجلد.

وتكمن خطورة غاز السارين في أنه سائل أو بخار لا لون له، ولذلك فإن المدنيين في سوريا الذي تعرضوا لهذا الغاز ماتوا به فجأة لعدم معرفتهم انتشاره في الهواء الذي يستنشقونه.

ومن أبرز الأعراض التي يسببها الغاز، غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيّؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت.

ويعد غاز السارين أحد أدوات الحرب الكيماوية، ومعروف عنه سرعة انتشاره وتأثيره الكبير. ويعود استخدام هذا الغاز واكتشافه إلى العام 1938 في فوبرتال إيلبيرفيلد في ألمانيا من قبل اثنين من العلماء الألمان.

وأول ما استخدم هذا الغاز عام 1938 في ألمانيا لقتل الحشرات. وهو مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية. ويعتقد أيضاً أنه استخدم خلال الحرب الإيرانية العراقية، في ثمانينات القرن العشرين.

كما أدى استخدامه في اليابان لفاجعة كبيرة، وذلك عندما استخدم في هجومين عامي 1994 و1995، من قبل أعضاء من طائفة أوم واستهدفوا في مترو أنفاق طوكيو وأدى ذلك إلى مقتل  12  شخصاً وتأثر الآلاف من آثار الغاز.

يتسبب بالموت

ويتوقف مدى التسمم الذي يسببه السارين على كمية السارين الذي يتعرض له الشخص، والكيفية التي يحدث بها التعرض، وطول الفترة الزمنية للتعرض. إلا أن أعراض الإصابة به ستظهر خلال ثواني معدودة عندما يكون في صورة بخار.

ويتسبب السارين بالقتل عندما يتداخل مع المحول العصبي الذي يشكل وصلة الربط بين الغدد والعضلات، إذ يعطل هذا المحول فتصبح العضلات تحت تنبيه فوق العادة. ما يؤدي إلى إجهادها وعدم قدرتها على الاستمرار في دعم وظيفة التنفس ما يؤدي بالنهاية إلى وفاة المصاب.

ويمكن لجرعة كبيرة من السارين أن تؤدي إلى فقدان الوعي والتشنج والشلل والعجز عن التنفس فالوفاة، أما الجرعة الخفيفة فيمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأعراض تتدرج من سيلان الأنف والدموع إلى الهذيان والتعرق الزائد إلى الدوار والتقيؤ.

ويعد السارين تهديدا خطيرا ولكن قصير الأجل لأنه سريع التبخر، ولهذا السبب أيضا فهو صعب التتبع، ولكنه يترك آثارا تبقى في المكان الذي أطلق فيه، حسب سين كوفمان من مركز الصحة العمومية بجامعة إموري.

ويحتاج المصاب بالسارين إلى علاج فوري ومركز لحمايته من الموت، وأبرز ما على الأطباء فعله في معالجة المصاب، خلع الملابس والتخلص منها، ووضعها في مكان مغلق بسبب غاز السارين العالق بهذه الملابس حتى لا ينتقل الضرر للآخرين.

ثم بعد ذلك يتعرض المصاب إلى عسل الجسم والتخلص من آثار السارين باستخدام كميات كبيرة من المياه والصابون لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة، كما ينصح بعدم إجبار المصاب على التقيء أو إعطائه أي سوائل ليشربها.

الأسد والكيمياوي 

ويعتقد أن نظام الأسد منذ الثمانينيات قام بجهود لامتلاك أسلحة كيمياوية، وبحسب منظمة السلامة الدولية التي تجمع التقارير الاستخبارية المنشورة والمعلومات، فإن سوريا تمتلك أربعة مواقع يعتقد أن فيها أسلحة كيمياوية أحدها قريب من دمشق شمالها والثاني قرب المدينة الصناعية بحمص والثالث بحماة، ويعتقد أنه ينتج غاز الأعصاب (في إكس) بالإضافة إلى السارين والتابون، وموقع رابع قرب ميناء اللاذقية.

وفي العام 2013 زعم نظام الأسد أنه سلم ما بحوزته من أسلحة كيميائية، وذلك عقب تهديد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بتوجيه ضربات عسكرية ضد الأسد، رداً على مجزرة الكيماوي التي ارتكبها في الغوطة الشرقية.

لكن أوباما دخل في اتفاق مع روسيا على تجنيب الأسد الضربة وتسليم الأسلحة الكيميائية، ورغم ذلك قال مفتشون دوليون عام 2015 أي بعد عامين من تسليم الأسلحة الكيميائية أنهم عثروا على 3 مواقع عسكرية على الأقل في سورية فيها آثار لمواد كيميائية سامة محظورة.

وواصل النظام بعد زعمه تسليم الأسلحة الكيميائية استخدام الغازات السامة في مناطق سورية عدة، وسط صمت دولي.




المصدر