تزامناً مع استهداف المشافي في “إدلب” فصل جديد من المواجع واستهداف “خان شيخون” بالغازات السامة


بالأمس كان استهداف المشفى الوطني في “معرة النعمان” وقبله استهدافات متعددة لمشفى أطباء بلا حدود وأيضاً مشفى ملس ومشافي إدلب المدينة وسراقب بالطائرات الروسية، كما كانت تصدر لنا المشاهد من أحياء الجارة “حلب الشرقية” لينتقل السناريو وبفظاعة فقد الشرعية الدولية والأخلاقية الإنسانية.

ثلاث غارات روسية أفرغت حمولتها في معرة النعمان وبشكل متعمد حسب فرق الدفاع المدني السوري، مما أدى إلى إخراج المشفى بشكل كامل عن الخدمة، جراء تضرر أقسام رئيسية فيه بشكل كبير ومنها قسم العمليات بالإضافة إلى قسم الولادة وقسم الحواضن.

وبذاك القصف تم حرمان أكثر من مليون نسمة وخمسة وثلاثين ألف حالة باردة شهريا من الاستفادة من الخدمات على حسب إفادة الأطباء المتواجدين في المشفى، كما يذكر أن المشفى يغطي حاجة عشرات المدن والبلدات الصحية.

صواريخ اخترقت الطوابق العلوية ووصلت إلى السفلية لتظهر للعيان مدى قوتها في اختراق التحصينات بما فيها الخراسانية الاسمنتية، رغم أن الأطباء كانوا يسمون غرفة العمليات بالغرفة الآمنة.

كوارث إنسانية تزداد اليوم وتتفاقم في “إدلب” ليجد الأهالي فيها أنفسهم يحاربون بمختلف أنواع الأسلحة من قبل النظام والروس الحليف المساند والمطيع الذي يسعى بطيرانه لضرب المرافق الحيوية والخدمية لإلحاق أكبر ضرر بالمدنيين العزل.

أما عن الوجع الجديد اليوم والذي تزامن مع استهداف المشفى، تعرض مدينة خان شيخون صباح اليوم الثلاثاء 4/ نيسان لعدة غارات جوية من الطيران الحربي بصواريخ محملة بغازات سامة، استهدفت وسط المدينة.

لحظات قليلة من الزمن كانت كافية لقتل أطفال ومدنيين أبرياء ماتوا خنقاً وسط حالة هلع ورعب بين الأهالي المفجوعين، تقدر أعدادهم بالعشرات، ليصعب وصف المشهد لا بالصوت ولا بالصورة.

مع ذلك الوصف الإنساني الصعب الذي تشهده المدينة المحررة إلا أن الصبر يلازم قلوب المدنيين أمثال “أبي ماهر” الشاهد في الحي الشمالي قائلاً “أرواح أبرياء تتساقط لتسقط تحت أقدامهم الرحمة والإنسانية..

مهما كانت جولاتهم وطائراتهم صائبة.. ستأتي جولة الحق التي سننتصر فيها ونثأر فيها لدماء الأبرياء.. حينها فقط ستسقط أحلامهم الوردية في إدلب العز في السيطرة عليها، كما تسقط أوراق الأشجار الخريفية”.

في غمرة صراع الاستراتيجيات الدولية والإقليمية الراهنة لا بد من الإقرار أنه ما من أفق للحل أو الخلاص من الحرب الطويلة والأوجاع المتراكمة سوى اللجوء إلى الله، أما من سواه فكأن “لا حياة لمن تنادي”.

– بيان الأحمد




المصدر