عشرات الغارات على الغوطة ومجزرة في دوما


خالد محمد

قتل 30 شخصًا -في الأقل- وجرح عشرات آخرون، في قصف جوي نفذته طائرات النظام وروسيا على الأحياء السكنية في مدينة دوما، من الغوطة الشرقية، أمس الإثنين، وتعرضت مناطق متفرقة من الغوطة كذلك لغارات جوية مكثفة، أودت بحياة عشرات المدنيين.

وأكد سراج محمود، الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في ريف دمشق، أن النظام السوري “ارتكب مجزرة بحق المدنيين في مدينة دوما؛ إذ استهدف أحياءها بأربع صواريخ موجهة، شديدة الانفجار، ووصل عدد القتلى إلى 30 شهيدًا، بينهما الطفلان الشقيقان: نزار وبيسان البويضاني، اللذان ارتقيا مع عائلتهما، إضافةً إلى وجود بعض النسوة في حصيلةٍ غير نهائية، نظرًا إلى سقوط كثير من الجرحى، وبإصابات متفاوتة الخطورة”.

وأضاف في حديثه لـ(جيرون) أن الغارات التي شنها الطيران الحربي “تزامنت مع قصفٍ مدفعي وصاروخي مركز على مدن جسرين، عين ترما، بلدة حزة، كفر بطنا حرستا، ومديرا، في حين ترّكز القصف المكثف والممنهج على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية المكتظة، في مدينتي سقبا وحمورية؛ ما أوقع خمسة مدنيين قتلى، أحدهم ما يزال مجهول الهوية حتى اللحظة”.

وبدأ طيران النظام الحربي، منذ “ساعات الصباح الباكر، قصفه العنيف على حي جوبر الدمشقي بأكثر من 35 غارة جوية، تلاه قصفٌ جوي آخر على مدن وبلدات الغوطة الشرقية (أوتايا، النشابية، الزريقية، حوش الصالحية)، بالتزامن مع استهداف المنطقة بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى حدوث دمارٍ كبير جدًا في الممتلكات العامة والخاصة.

ونبّه محمود، كذلك، إلى صعوباتٍ جمّة تواجه عمل عناصر الدفاع المدني، تتمثل في “استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية كافة، في التوقيت ذاته، وقلة الإمكانات المادية واللوجستية المتاحة بين أياديهم، في ظل الحصار الخانق المفروض على الغوطة الشرقية، منذ أربع سنوات، فضلًا عن تعرض فرق الدفاع المدني للاستهداف المباشر في أثناء قيامها بواجبها الإنساني، في عمليات الإخلاء وإسعاف الجرحى والمصابين من المناطق المستهدفة، وهو ما وقع فعلًا يوم أمس في حمورية”.

من جانبٍ آخر، أكدت مصادر محلية لـ(جيرون)، أن منطقة القلمون الشرقي، في ريف دمشق، شهدت طوال اليوم الفائت، تحليقًا جويًا مكثفًا للطيران الحربي الذي انطلق من قواعده الحربية في مطاري ضمير والسين الحربيين، لاستهداف المدنيين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وفي المقابل أحصى مركز “الغوطة الإعلامي” تنفيذ 67 غارةٍ جوية على المناطق آنفة الذكر، منها 40 غارة استهدفت حي جوبر وحده.

يأتي هذا التصعيد، في وقتٍ تحاول فيه قوات النظام السوري التقدم البري في أحياء دمشق الشرقية (برزة، القابون، تشرين)، بغية انتزاع السيطرة عليها مجددًا من يد المعارضة، وذلك في ضوء مساعي النظام الحثيثة؛ لتأمين محيط العاصمة دمشق، ولا سيما أن الاشتباكات بين قواته وبين المعارضة، تدور حاليًا على محوري بساتين برزة وحي تشرين.

في السياق ذاته، أعلن “جيش الإسلام” شنّ عناصره هجومًا نوعيًا على خطوط التماس الأولى مع قوات النظام، على جبهة بساتين برزة، وأوضح -في بيان- أن مقاتليه “تمكنوا من قتل 16 عنصرًا من قوات النظام والقوات المساندة لها” في المنطقة.




المصدر