“قسد” مترددة في التفاهم مع المعارضة السورية وجدل حول تركيبتها


جيرون

تناقلت وسائل إعلام بيانًا، يؤكد أن ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” الكردية، تبنّت مبادرة أطلقها مجموعة من السوريين، عربًا وأكرادًا، تدعو هذه الميليشيا والمعارضة السورية، السياسية والعسكرية إلى التوحد، والعمل سوية على تفكيك النظام السوري ومنظومته الأمنية، ما دفع كثير من السوريين إلى التفاؤل بهذه الخطوة، وبدا صدى هذا التفاؤل واضحًا في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة.

سرعان ما نفت ناطقة باسم ميليشيا “قسد” أن تكون الميليشيا قد تبنّت المبادرة، وقالت إلهام أحمد، الناطقة باسم ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، في رد عبر “واتس أب” عن سؤال لصحافيين: إن الميليشيا الكردية “لم تتبن المبادرة، وإنما أبدت رأيها الإيجابي نحوها”، لتؤكد قناعة تداولها معارضون سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أن المبادرة عمومية، وتحمل من “شياطين” التفاصيل التي يمكن أن تكون موضع خلافات عديدة، تُفرغها من معناها وهدفها.

وكان سوريون قد عمموا مبادرة عبر الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي لجمع تواقيع عليها، لا يعرف من رعاها، تضم أربعه بنود وفق المنشور، ينص الأول منها على ضرورة “تفكيك النظام السوري ومنظومته الأمنية والمحافظة على مؤسسات الدولة والعمل على الانتقال السياسي وفق قرارات مجلس الأمن. فيما ينص البند الثاني على ضرورة ضمان وحدة البلاد ضمن نظام حكم اتحادي لا مركزي، وفق ما يرغب به الأكراد، والثالث التعهد بمحاربة التنظيمات المتطرفة والفصائل التي لا تعترف بديمقراطية وعلمانية الدولة، والبند الأخير ينص على ضرورة الانفكاك عن الأجندات الإقليمية والدولية.

وعقب انتشار هذه المبادرة، صدر عن ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” بيان ثمّنت فيه جهد هؤلاء السوريين مُطلقي المبادرة، الهادفة إلى جمع ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” والمعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، وعدتها “تُشكّل أرضية ملائمة يمكن البناء عليها عبر مناقشتها وإغنائها وتطويرها للوصول إلى البنية التي تليق بشعبنا، وتُقدّم له أطر الحل الذي يحقق أهدافه وطموحاته الحقيقية التي خرج من أجلها”، وأعلنت استعدادها لـ “بذل الجهد وتقديم الإمكانات في هذا الإطار الذي بإغنائه سيتحول إلى بناء جامع لكل السوريين الديمقراطيين والوطنيين الحقيقيين، على كل الجغرافيا الوطنية السورية في معركة الشعب ونضاله لبناء سورية ديمقراطية تعددية لامركزية “فيدرالية” لكل السوريين”.

إضافة إلى ذلك، أثار تقرير صدر عن وكالة أوروبية جدلًا، وأثار حفيظة أطراف كردية، ولفت انتباه أطراف المعارضة السورية كذلك؛ إذ ينقل عن مصادر سورية مرتبطة بمراكز توثيق دولية تأكيدها أن “النسبة العظمى من القادة العسكريين الميدانيين” في ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية”، هم أكراد أتراك علويون، تابعون مباشرة لـ “حزب العمال الكردستاني”، في إشارة من وكالة الأنباء الإيطالية إلى أن ميليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي” “تتّبع سياسة الترهيب في تجنيد أفراد من العشائر العربية في شمالي سورية، خاصة من المتورطين أو التائبين أو المنشقين عن تنظيم الدولة الإسلامية الذين لا يجدون أمامهم إلا أن يُقتلوا، أو أن ينخرطوا في القتال مع الميليشيات الكردية”، في إثر هذا، نشر كتّأب وسياسيون أكراد على خلاف مع “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي تقارير مشابهة موثّقة بأسماء قادة عسسكريين لميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” ولـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” من الأكراد الأتراك تؤكد صحة المعلومات.

إلى جانب ذلك، تتهيأ ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” حاليًا لخوض معركة الرقة؛ بهدف انتزاعها من تنظيم “داعش”، مدعومة جوًا وبأنواع شتى من الأسلحة من قوات التحالف الدولي، فيما تواجه واشنطن خلافًا مع أنقرة التي ترفض -بالمطلق- مشاركة ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية في انتزاع الشمال السوري من “داعش”؛ كونها امتدادًا لـ “حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض تمردًا في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، وتتوجس من تشكيل أكراد سورية منطقة حكم ذاتي مشابهة لإقليم كردستان العراق، وهو خطوة ربما تشجع الأقلية الكردية في تركيا على محاولة إقامة منطقة مماثلة داخل حدودها.

وكانت ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” قد أعلنت -أخيرًا- أنها لن تتوانى عن تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية بعد انتهائها من معركة الرقة، وأنها ستقاتل “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقًا) في إدلب، وستتحالف مع القوات الروسية؛ لتنفيذ أجنداتها إن اقتضت الحاجة.

يُشار إلى أن ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” تأسست في يناير/ كانون الثاني 2015، وتُعرّف نفسها بأنها “تحالف كردي وعربي وسرياني وأرمني وتركماني، يسعى إلى طرد تنظيم “داعش”، وإنشاء سورية ديمقراطية علمانية”، إلا أن المكوّن الكردي هو الغالب على معظم تشكيلاتها، وتتذرّع بالعرب وغيرهم لتمرير أهدافها.




المصدر