ليلة سقوط الرئيس


انشغل المتابعون من المحيط إلى الخليج بمشاهد القمة العربية لا لأنهم ينتظرون قراراتها، فهي حبر على ورق، بل قد تكون ماء على ورق، فلن يراها أحد ولن يسمع عنها أحد شيئاً بعد ذلك اليوم الذي التقى فيه “القادة” قريباً من البحر الميت، وقد علق الكثيرون على أن للأمر دلالة، فأن يجتمع الموتى قرب البحر الميت الذي يعتبر أكثر نقطة انخفاضاً على سطح الأرض، فهذا يعطي “القادة” قيمتهم التي يستحقونها.

غاب القذافي الذي كان يكسر الملل والجمود، وحضرت مشاهد النوم والشخير التي نقلتها عدسات المصورين بكل أمانة، تبادل “القادة” نظرات الكراهية المعتادة، فهم لا يجمعهم شيء سوى سقف المكان الذي كانوا يجلسون فيه، كما قال مرة القذافي، وقد تبدت كراهيتهم واضحة حين انكب الرئيس اللبناني الجنرال عون ساقطاً على وجهه، فرمقه الرئيس المصري الجنرال السيسي ساخراً، فيما كان الرئيس السوداني الرئيس البشير يتوارى خلف ستارة كيلا تلقي القبض عليه سلطات الجنائية الدولية فهو متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو مدان وفق كافة الأعراف الدولية.

لم يسقط عون وحده بل كلهم كانوا ساقطين أصلاً، وذهبوا إلى الأردن ليستمتعوا بمشاهدة سقوطهم على الهواء مباشرة، لكن ولنعترف بفضل هذه القمة فقد استطاعت توحيد صفوف العرب جميعاً من المحيط إلى الخليج، وتوحيد السوريين معارضين وموالين وثائرين لأول مرة منذ ست سنوات ليقولوا جميعاً وبصوت واحد: اللعنة عليكم وعلى قمتكم.

 



صدى الشام