نشطاء: تريّثوا قبل دفن ضحايا “السارين”


في يوم الأربعاء 21 من شهر آب لعام 2013، قُتل وأصيب المئات من مدنيي غوطة دمشق الشرقية، ومدينة المعضمية في الغوطة الغربية، جراء هجومٍ بالأسلحة الكيميائية المحرّمة دولياً شنّته قوات نظام الأسد. لكن الأطباء والنقاط الطبية فوجئوا خلال عمليات الإسعاف بأن بعض الأشخاص، الذين تم التعامل معهم على أنهم قتلى، قد عادوا إلى الحياة.

اليوم يتكرّر السيناريو ذاته في مدينة خان شيخون عقب استهداف طيران النظام المدينة صباح اليوم بغازات سامّة أدّت بحسب التقديرات الطبية إلى سقوط أكثر من 50 قتيلاً ومئات الجرحى، وسط ارتفاع مستمر في أعداد الضحايا، وتأكيدات من مصادر طبية أن نوع السلاح الكيميائي المستخدم هو “غاز السارين”.

هذا الأمر دفعَ بالأطباء والمسعفين الذين عايشوا هجوم الغوطة الشرقية لإطلاق نداءٍ اليوم بالتريّث قبل التعامل مع ضحايا القصف على خان شيخون، ومحاولة تقديم علاج مناسب لإنقاذ حياة أكبر عددٍ ممكنٍ من المدنيين.

يقول ناشط شهِدَ هجوم الغوطة الشرقية لـ “صدى الشام”: “أعرف ستة أشخاص عادوا للحياة بعد أن قُتلوا وكنا نجهّز لعمليات دفنهم”. حسب وصفه

وأضاف الناشط أن مدّة “عودتهم إلى الحياة” تراوحت بين 6 إلى 48 ساعة، لافتاً إلى أنهم في حقيقة الأمر لم يكونوا متوفين، لأن الدماغ البشري كان لا زال يعطي إشارات إلى القلب، أي أن دماغه لا يزال على قيد الحياة.

هذه الحالة الطبية الملتبسة فسّرها الطبيب أسامة الشامي، الذي أكّد أن من عادوا إلى الحياة في الغوطة “لم يكونوا قد قُتلوا أساساً”. وأضاف الشامي: “بعد توقف القلب بشكلٍ تام يموت الدماغ في غضون خمس دقائق، لكن ما يظهر من أعراض شائعة عند الإصابة بالكيماوي هو تباطؤ القلب”، وأوضح أنه من الممكن أن يتباطأ القلب لدرجة أن الإنسان العادي لا يستطيع سماع نبضه حتى عن طريق السماعات الطبية، ولكن من الممكن أن يظهر عبر جهاز “المونيتور” أن الشخص لم يكن متوفي.

وتابع الطبيب شارحاً “ما يحدث هو أنه نتيجة العدد الهائل للإصابات من جهة والإمكانات المتواضعة للعلاج من جهة أخرى، فإن ذلك يؤدي لالتباس، وقد يظن المسعفون والممرّضون خلال هذه الفوضى أن الشخص قد توفي، لكن في الحقيقة هناك أمل بأن يكون على قيد الحياة.

وطالب الشامي المشافي والنقاط الطبية التي تعمل حالياً على إسعاف مصابي الهجوم الكيميائي في خان شيخون بأن “يتريّثوا قبل إعلان الوفاة وألا يقعوا في أخطاء تشخيصية بسبب الفوضى العارمة نتيجة لكثرة الإصابات، لأن بعض الأشخاص قد يكونون في مرحلة الإصابة ولم يموتوا بعد”.

ودعا الشامي مرافقي المرضى لألّا يتسرّعوا بحمل المصاب إلى خارج المشفى على أنه متوفي بمجرد أن يجدوه في حالة غيبوبة، بل أن ينتظروا إلى أن يحسم الكادر الطبي حالة الوفاة.



صدى الشام