السارين والكلور… التعامل الطبي مع غازات الأسد السامة
5 أبريل، 2017
حافظ قرقوط
من جديد يستعمل النظام السوري الغازات السامة ضد السكان الآمنين، فقد ألقت طائراته مع ساعات الصباح الأولى أمس الثلاثاء، عبوات تحوي غاز السارين السام على مدينة خان شيخون، ما أدى إلى مقتل ما يزيد على 100 شخص، واصابة 400 أخرين في الأقل، جلّهم من الأطفال والنساء، كما قصفت الطائرات -أيضًا- بلدة الهبيط بغاز الكلور، وسبق لها أن استهدفت بهذا الغاز مناطق متفرقة في ريف حماة خلال الأيام الماضية، وخاصة بلدة اللطامنة.
وكان النظام قد ابتدأ باستعمال السلاح الكيماوي على المدن والبلدات السورية منذ 12 آب/ أغسطس 2013، عندما قصف الغوطة الشرقية في ريف دمشق، واستمر منذ ذلك التاريخ، يستخدمه في أكثر من منطقة، ولم يكترث لأي قرار أو تحذير دولي، على الرغم من تشكيل لجنة دولية للتحقيق، وأقرت في تقريرها استخدام النظام للأسلحة الكيماوية.
يصنف السارين بحسب المراجع العلمية المختلفة، بأنه من “غازات الأعصاب شديدة السمية”، ولا “لون أو رائحة له، ويكون عند إلقائه بالعبوات على شكل سائل، يتحول بسرعة إلى غاز بعد رميه”، وتقول “موسوعة العلوم العربية”: إنه “يمتلك قابلية تطاير عالية، ويُشكل الاستنشاق والامتصاص عبر الجلد خطرًا كبيرًا، حتى أن تراكيز البخار تخترق الجلد مباشرة”.
قد يعاني الأشخاص الذين يمتصون جرعة غير مميتة، ولكنهم لا يتلقون معالجة طبية ملائمة مباشرة من ضرر عصبي مستمر.
وتضيف الموسوعة أن “السارين يمكن أن يكون مُميتًا حتى بتراكيز قليلة جدًا، إذا لم يتم إدخال الترياق بسرعة، وهو الأتروبين الموضعي والبراليدوكسين”.
وبحسب الموسوعة؛ فإن الأعراض الأولية، بعد التعرض لغاز السارين تظهر في أعراض “سيلان الأنف وضيق في الصدر وتضيق الحدقتين، وبعد فترة وجيزة؛ فتعاني الضحية من صعوبة في التنفس ومن الغثيان وسيلان اللعاب”.
مع تفاقم فقدان السيطرة من الضحية على وظائف الجسم، يبدأ بالتقيؤ والتبول والتغوط لا إراديًا، ويتبع هذا الطور الارتعاش والاهتزاز العنيف، وفي النهاية يدخل في غيبوبة تامة، ويختنق عبر سلسلة من النوبات التشنجية.
وفي هذا الخصوص قال الدكتور عدنان المحاميد لـ (جيرون): إن أهم خطوات التعامل الأولي مع الإصابات، هو “الابتعاد بأسرع ما يمكن عن مكان القصف، بعكس اتجاه الريح”، ونقل المصابين بلا “إرباك وبسرعة أيضًا بعيدًا عن المكان”.
وإذا كان القصف على أماكن مغلقة، يجب الابتعاد -فورًا- إلى أماكن مفتوحة، فيها هواء نقي ومتبدل.
وأضاف المحاميد من الضروري على المسعفين “ارتداء الأقنعة الواقية على الرأس، وارتداء القفازات في اليدين، لتجنب ملامسة الغاز للجلد”، وكذلك ارتداء “ثياب سميكة كتيمة”؛ لكي يستطيعوا إسعاف المصابين بلا “إرباك أو إشكالات”، وعدم البقاء أو الذهاب “إلى الأماكن المنخفضة، كون السارين يُعد من الغازات الثقيلة؛ لذلك، يفضل الاتجاه إلى الأماكن المرتفعة”.
وشدد المحاميد على نزع “ملابس المصاب، ويفضل قصها لخلعها بطريقة لا تسبب مضاعفات أو إصابة جديدة من خلال ملامستها الرأس أو الجلد، أو استنشاق الغاز الموجود فيها، ووضعها بكيس بلاستيك كتيم، وإبعادها عن المكان بسرعة”، وضرورة غسل جسم المصاب “غسلًا كاملًا بالماء العادي مباشرة، وبطريقة الدوش الغزير”.
لفت المحاميد إلى أن النصائح نفسها، يجب التعامل بها مع المصابين بغاز الكلور، من “خلع الملابس، والغسيل بالماء العادي، والابتعاد عن مكان القصف بعكس اتجاه الرياح، مع ضرورة ارتداء القناع الواقي على الرأس والثياب الواقية للجسد والكفوف باليدين لمن يسعف المصابين”.
من أعراض الإصابة بغاز الكلور السام تهيج في الجهاز التنفسي، وبالذات عند الأطفال؛ بسبب ضعف المقاومة، وأيضًا عند كبار السن، إذ يتهيج الغشاء المخاطي، ويتسبب الكلور السائل بحروق مباشرة على الجلد المصاب.
وتؤدي الإصابة -أيضًا- إلى شعور بالبرودة، واحمرار الجلد نتيجة التهيج، ويمكن أن يتورم الجلد المصاب بحسب شدة الإصابة، مع احمرار وتهيج في العينين والأنف والبلعوم، يترافق مع سعال شديد، وصعوبة في التنفس.
ويحذر المحاميد من استعمال أي مصدر مائي موجود في مكان القصف، أو يُشك بأنه تلوث، في أثناء غسل المصاب. ويجب بعد خلع ملابس المصاب، تدفئته بوضع أغطية نظيفة عليه.
وبالنسبة للسكان في المناطق المحاذية، أو القريبة، من مكان القصف، عليهم الإسراع بإغلاق منافذ الهواء في المنازل، إن كانت نوافذ أو أبواب أو غيرها، واستخدام جميع الوسائل الممكنة لمنع تسرب الغاز إلى الداخل.
وأكد الدكتور المحاميد أنه بعد الإسعافات الأولية السريعة، من الضروري ترك الأمور لأصحاب الاختصاصات الطبية، تجنبًا لأي خطأ، أو أي مضاعفات أخرى.
[sociallocker] [/sociallocker]