كيف اطمأن الأسد لارتكاب مجزرة كيماوية ثانية بخان شيخون؟.. تغريدات لترامب تجيب على ذلك

5 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017

ربط محللون بين تصريحات الإدارة الأمريكية التي قالت يوم 30 مارس/ آذار 2017، إن تغيير نظام بشار الأسد ليس من أولوياتها، وبين مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها طائرات النظام أمس الثلاثاء 4 أبريل/ نيسان 2017، وأودت بحياة 100 مدني على الأقل وإصابة مئات آخرين.

واعتبرت تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب بمثابة أول تطمين منها للأسد، وهو ما فهمه الأخير أنه ضوء أخضر لإعادة مجزرة ارتكبها في أغسطس/ آب 2013 ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، وخلفت 1400 شهيد وإصابة المئات، بحسب توثيق منظمات حقوقية.

ويثير الهجوم الأخير للنظام تساؤلاًت عن أسباب اطمئنانه من ارتكاب مجزرة أخرى بالسلاح الكيماوي يعلم أنه لن يُحاسب عليها كما حصل في مجزرة الغوطة، وهو ما دفع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى الحديث عن موقف البيت الأبيض من مجزرة خان شيخون، الذي بدا موقفه باهتاً عندما حمّل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مسؤولية الهجوم الكيماوي على ريف إدلب أمس الثلاثاء.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشر ترجمته موقع “هافينغتون بوست عربي” إن حقيقة أن أوباما اختار التراجع عن مواجهة نظام الأسد بعد استخدامه للسلاح الكيميائي عام 2013 ستبقى تطارده عدة مرَّات في السنوات التالية.

وتشير الصحيفة إلى أن ما شجع الأسد على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا مرة أخرى خلال إدارة الرئيس الحالي ترامب، هي تصريحات الأخير وموقفه من توجيه ضربات للأسد عقاباً له على استخدام الكيميائي.

وذكرت الصحيفة تغريدات كتبها ترامب في وقت سابق أعرب فيها عن معارضته لتدخل أمريكي في سوريا، وقال ترامب في تغريدة له عام 2013 عندما كانت إدارة أوباما تدرس توجيه ضربات ضد الأسد: “علام سنحصل من قصف سوريا، بخلاف المزيد من الدَّين والصراع الذي ربما يطول؟ أوباما يحتاج إلى موافقة الكونغرس”.

وقال في تغريدة أخرى: “من جديد، إلى رئيسنا الأحمق للغاية، لا تهاجم سوريا، وإذا فعلت، ستحدث الكثير من الأمور السيئة للغاية، ولن تحصل الولايات المتحدة على شيءٍ من هذه المعركة!”.

وقال أيضاً في تغريدة ثالثة: “الرئيس أوباما، لا تهاجم سوريا. ليس ثمة جانب إيجابي في ذلك، بل جوانب سلبية هائلة. احتفظ بـ”ذخيرتك” ليومٍ آخر (أكثر أهمية)”.

وتقول “واشنطن بوست” تعليقاً على ذلك: “المفارقة هي أن موقف ترامب من الصراع السوري ليس بعيداً كثيراً عن أوباما، على الرغم من أنَّه أكثر وضوحاً في عدم اكتراثه بمحنة اللاجئين السوريين. فقد طالبت الإدارة السابقة برحيل الأسد، لكنَّها لم تقم بشيءٍ يُذكَر من أجل الدفع فعلياً لتغيير النظام، خوفاً من أن يؤدي أي انخراطٍ أعمق في الصراع السوري إلى حدوث نفس الانتكاسة والفوضى التي ضربت العراق بعد الغزو الأميركي في 2003”.

وفي رأي مشابه لما خلصت إليه الصحيفة الأمريكية، قال بوبي غوش، محلل الشؤون الدولية في شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن الأسد، يشعر بالحصانة، ملقياً باللوم في ذلك على سياسات إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وأضاف: “ما يثير القلق هو أن الأسد لا يزال يملك أسلحة كيماوية، رغم أنه قال إنه تخلص منها، والآن لدينا رئيس في الولايات المتحدة الأمريكية يقول إنه ليس مهتما في تغيير ذلك النظام، الأمر الذي يدفعه (الأسد) للشعور بأنه محصّن.”

وتابع غوش قائلاً: “مع غياب الولايات المتحدة الأمريكية ودعم إيران وروسيا للأسد فإن ذلك قد يعطيه شعوراً أن باستطاعته القيام بما يريد.”

ويشير محللون إلى أن مجزرة الكيماوي في خان شيخون، ستضع ترامب في نفس المأزق الذي واجهه أوباما، وتساءلت وكالة رويترز في تحليل لها هل سيتحدى ترامب موسكو صراحة ويجازف بتوسيع الدور الأمريكي في حرب الشرق الأوسط لمعاقبة الأسد على استخدام أسلحة كيميائية؟ أم سيتساهل ويقبل ببقاء الأسد في السلطة ويبدو ضعيفاً؟.

وتضيف الوكالة أن تصرف ترامب في أي مواجهة دبلوماسية مع موسكو سيكون تحت المجهر في الداخل الأمريكي، بسبب اتهامات خصومه السياسيين له بأنه يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر مما ينبغي.

سيما وأن أجهزة المخابرات الأمريكية قالت إن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية العام الماضي من خلال اختراق أجهزة كمبيوتر لمساعدة ترامب في هزيمة هيلاري كلينتون.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]