من يقف وراء الاغتيالات في درعا؟
5 أبريل، 2017
مضر الزعبي: المصدر
بعد أكثر من عام ونصف من الغموض، بدأ مؤخراً يتضح من يقف خلف عمليات الاغتيال في محافظة درعا، فبات من السهل التمييز بين ثلاثة أنواع من تلك العمليات التي تستهدف المناطق المحررة، فيكون التمييز بحسب الموقع الجغرافي والعبوات المستخدمة في العملية.
عمليات النظام
خلال الأشهر الستة الماضية لم يعد النظام يخفي قيامه بعمليات الاغتيال في المناطق المحررة من درعا، فبات ينشر تسجيلات مصورة لتلك العمليات.
وقال الناشط أحمد الديري لـ “المصدر”، إن النظام ركز نشاطه في أربع مناطق أساسية في المحافظة، وجميعها طرقات رئيسية في ريف درعا الشرقي، بالمقربة من مواقع قوات النظام.
وعن النقاط المستهدفة، قال الديري إنها (طريق الشومرة ـ الشياح) في منطقة اللجاة شمال شرق المحافظة، حيث شهدت المنطقة أكثر من 8 عمليات تفجير خلال ستة أشهر، راح ضحيتها أكثر من 20 شخصاً من قادة وعناصر كتائب الثوار، كان آخر تلك العمليات مطلع الأسبوع الجاري، وأدت إلى مقتل اثنين من تشكيل (جيش أحرار العشائر)، وقبلها تم استهداف قائد (فرقة العشائر) النقيب طلال الخلف، ما أدى إلى مقتله بالإضافة لنائب قائد ألوية العمري (ملوح العايش).
وأشار الديري إلى أن الطريق الثاني المستهدف هو (طريق رخم – المليحة الغربية) شرق درعا، الذي شهد أكثر من 10 عمليات تفجير، كان آخرها تفجير سيارة تتبع لـ (الفرقة 46 مشاة)، أدى إلى مقتل ثلاثة من ركابها.
وأضاف بأن الطريق الثالث هو طريق (صماد ـ بصرى الشام) شرق درعا، وقد شهد أكثر من 5 عمليات تفجير، بينما الطريق الرابع والأخطر هو طريق الموت كما بات يطلق عليه، وهو طريق (أم المياذن ـ درعا)، فقد شهد أكثر من 15 عملية اغتيال، كان آخرها أواخر الشهر المنصرم، عندما تم استهداف سيارة قائد فرق الدفاع المدني في محافظة درعا (عبد الله السرحان)، والذي قُتل إثر ذلك، وقبلها استهدفت سيارة لـ (فرقة القادسية)، ما أدى إلى مقتل سبعة من ركابها، وسبقها مقتل القائد العسكري لـ (فرقة 18 آذار)، حسام أبازيد، على نفس الطريق.
وأكد الديري أن ما يميز العمليات التي تقوم بها قوات النظام بإشراف مجموعة مختصة من ميلشيا (حزب الله) هو استخدام عبوات مصنعة بشكل احترافي، فهي تأخذ شكل صخور بازلتية تشبه الصخور الحقيقية المتواجدة على أطراف الطرقات، ويصعب تمييزها.
عمليات خلايا (داعش)
وبدوره، قال الناشط محمد الحريري لـ “المصدر”، إن العمليات التي تقوم بها الخلايا المحسوبة على تنظيم (داعش) باتت تأخذ طابعاً مختلفاً، فهي تعتمد على زراعة العبوات الناسفة في سيارات قادة كتائب الثوار، وبعدها يتم تفجير السيارات عن بعد، كما حدث في الأيام الماضية، عندما اغتيل القيادي في (فرقة شباب السنة)، عبد الناصر الرواشدة، في بلدة (إبطع) غرب درعا، كما تم استهداف القيادي في حركة (أحرار الشام)، منيف الزعيم، بنفس الطريقة.
وأضاف بأن خلايا التنظيم تعتمد أيضاً على إطلاق النار المباشر في عمليات الاغتيال التي تقوم بها، بالإضافة لتنفيذها العمليات الانتحارية، كما حدث بتفجير مدينة (انخل)، الذي أسفر عن مقتل 14 شخصاً من الكوادر الثورية، نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
وأكد الحريري أن بصمة خلايا التنظيم بات من السهل معرفتها، بالمقارنة مع العمليات التي تقوم بها قوات النظام.
اغتيالات أخرى
ظهر مؤخراً نمط جديد من عمليات الاغتيال، وهو اغتيال قادة خلايا محسوبين على تنظيم (داعش).
وقال الناشط عبد السلام الجولاني لـ “المصدر”، إن عمليات استهداف قادة خلايا التنظيم كثرت خلال الأسابيع القلية الماضية، إثر العمليات التي قاموا بها في المناطق المحررة.
وشهدت بلدة (تل شهاب) غرب درعا عمليتين من هذا النوع الأسبوع الجاري، حيث تم استهداف قائد خلايا التنظيم في البلدة (صلاح البقيرات) وعنصر آخر (محمد المنجر)، بإطلاق النار المباشر عليهما، وقال الجولاني إن جميع العمليات التي تستهدف المحسوبين على التنظيم تكون عن طريق إطلاق الرصاص، ولا يتم فيها استخدام العبوات الناسفة.
ويذكر أن عدد عمليات الاغتيال منذ منتصف عام 2015 في محافظة درعا تجاوز 200 عملية، راح ضحيتها أكثر من 500 شخص، جلهم من قادة كتائب الثوار والفاعليات الثورية في المحافظة.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]