أحياء حمص الموالية… سرقةٌ ونشلٌ علنيٌ وغيابٌ للسلطة والقانون


أسامة أبو زيد: المصدر

تعيش الأحياء الموالية في حمص على صفيحٍ ساخنٍ من الأحداث اليومية، حوادث التفجيرات والقتل والسرقات لا تتوقف، تترافق مع انتشارٍ كبيرٍ للشبيحة والحواجز الأمنية التي لا تستطيع منع حصول أيٍّ من هذه الممارسات اليومية إن لم يكونوا هم المسبب الأول والآخر لها.

سرقة المحال بات أمراً روتينياً في حي عكرمة الموالي، وسرقة منازل حي وادي الذهب ليلاً، وقد وصل الأمر مع هؤلاء اللصوص لسرقة الحقائب من أيادي السيدات في الطرقات أمام أعين الناس أثناء ركوبهم الدرجات النارية أو الهوائية، إضافة للكثير من أعمال النشل التي تطال الأشخاص في الحافلات والطرقات العامة وأماكن التجمع.

تحدث “أحمد”، موظف في مؤسسات النظام، لـ “المصدر”، عن حالة الحذر الشديد التي وصلت إليها مناطق النظام لمنع حوادث السرقة التي تتم بين الفينة والأخرى، والأهم من ذلك هو عدم وجود قانون يسود في تلك المناطق، فالسارق الذي يتم إلقاء القبض عليه من قبل أهالي المنطقة وتسليمه للسلطات المعنية، تجده في الطريق بعد يوم أو يومين قد عاد لممارسة عمله دون أي اكتراث أو خوف من المحاسبة.

وتابع “أحمد”: “عند دخولنا مناطق النظام أو ركوبنا في حافلات النقل يبقى فكرنا مشغول بما نحمل في جيوبنا من هواتف محمولة ومحفظات”.

وفي مقارنة بسيطة قام حي الغوطة الحمصي المعارض للنظام بمبادرةٍ تقضي بتنوير طرقات الحي من خلال تركيب إنارة تعمل على شحن البطاريات، وطالبت إحدى صفحات النظام بتطبيق هذه المبادرة في أحياء النظام الموالية، فانهالت عليها مئات التعليقات التي تتحدث عن اللصوص الذين سيسرقون وسائل الإنارة هذه والبطاريات وحتى الكابلات، من خلال ما تعانيه هذه المناطق من حوادث السرقات العلنية، ومن خلال ما يرونه وما يسمعونه أو ما يحصل لهم بشكل يومي.

والملفت للنظر أن تصل أعمال السرقات التي تمارسها هذه العصابات إلى سرقة حاجات بسيطة من علب عصير موجودة في برادات توضع خارج المحال أو حتى سرقة علب سجائر، بالإضافة لانتشار سرقة السيارات المركونة على جوانب الطرقات، واستخدامها ورميها عند الانتهاء منها على قارعة الطريق.

لم تشبع عصابات النظام المتدربة على السرقات من سرقة آلاف المنازل في أكثر من خمسة عشر حياً إثر خروج المقاتلين من حمص القديمة بعد دخولهم لها بحجة تفكيك الألغام، وقيامهم بفك صنابير المياه وكابلات الكهرباء من الجدران وألواح الأخشاب في الأبواب والنوافذ أيضاً، بل باتوا يترصدون المنازل والمحال التجارية التي تخلوا من أهلها لدخولها وسرقتها، فهذا الأمر أصبح عملهم ومصدر رزقهم بحكم العادة.

ولا تنحصر هذه الظاهرة في أحياء حمص الموالية وحسب، بل تعدت لسرقة المحاصيل الزراعية في المناطق الساحلية التي تقع أيضاً تحت سيطرة النظام، فمع غياب السلطة والقانون أو بتشجيع منه، يكون من السهل انتشار السرقات وغيرها الكثير من الأعمال الغير أخلاقية، وعلى مبدأ “وشهد شاهد من أهله”، تم رصد العديد من شبكات إعلام النظام والمناطق الموالية تؤكد حالة الغضب العارمة من انتشار السرقات في مناطق سيطرة قوات النظام المتفرغ لقتل الشعب السوري في مناطق المعارضة في شتى بقاع الأراضي السورية.





المصدر