المواقف الدولية تتوالى ومجلس الأمن يرجئ جلسة حول خان شيخون


جيرون

شجب بابا الفاتيكان، فرانسيس، “بشدة المجزرة المروعة” التي استهدفت بلدة خان شيخون في ريف إدلب، الثلاثاء، ووجه البابا -مساء أمس الأربعاء- نداءً “لوقف المأساة” في سورية. في الوقت الذي لا تزال المشاورات جارية بين مجموعة الدول الغربية وروسيا حول جلسة لمجلس الأمن، كان يفترض عقدها أمس الأربعاء، وأُرجئت إلى اليوم؛ نتيجة الخلافات بين الطرفين حول بعض بنود مشروع القرار الذي يزعم الغرب أنه يريده بأنياب، فيما تريده روسيا عكس ذلك.

وقال البابا في تصريحات نقلتها إذاعة الفاتيكان: “أشجب بشدة المجزرة المروعة التي وقعت الثلاثاء في محافظة إدلب، حيث قُتل عشرات الأشخاص العزل، بينهم كثير من الأطفال”.

وأضاف: “أضرع بالصلاة؛ من أجل الضحايا وذويهم، وأوجه نداءً إلى ضمير من لديهم مسؤوليات سياسية، على الصعيد المحلي والدولي؛ كي تتوقف هذه المأساة، ولكي تُقدَّم الإعانة إلى هذا الشعب العزيز المُنهك منذ وقت طويل من الحرب، وأشجّع جه الذين، على الرغم من المصاعب وانعدام الأمن، يعملون لإيصال المساعدة إلى سكان هذه المنطقة”.

ومن جهته دعا الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى ضرورة فرض عقوبات على النظام السوري برئاسة بشار الأسد، في ضوء التحقيق (المحتمل) حول الهجوم الكيماوي في ريف إدلب.

وأشار هولاند في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية أن “بلاده نقلت ملف الهجوم إلى مجلس الأمن الدولي، وطلبت منه إصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة تحقيق حول الموضوع، ومعاقبة نظام الأسد على ضوء نتيجة التحقيق”.

وكان الرئيس الفرنسي أعرب في وقت سابق عن أمله في أن يكون ردّ المجتمع الدولي بحجم الهجوم الكيماوي الذي تعرضت له بلدة خان شيخون، في ريف إدلب الجنوبي من سورية، قبل يومين.

من جهته ندّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالهجوم الكيماوي على خان شيخون، وذلك في لقاء مع حشد جماهيري في ولاية بورصة غربي تركيا، وقال أردوغان: ” استشهد على يد نظام الأسد أكثر من 100 مدني بالأسلحة الكيماوية، بينهم أكثر من 50 طفلًا، يا أسد القاتل كيف ستتخلص من آهات هؤلاء”.

وأشار أردوغان إلى أن “تركيا تعمل كل ما في وسعها؛ من أجل إسعاف المصابين من الهجوم الكيماوي”، إلا أن “ذلك غير كاف، ويبعث على الحزن”، منتقدًا موقف الأمم المتحدة حيال استخدام الأسلحة الكيماوية، سائلًا “”يا من تصمتون عن الهجوم الكيماوي، كيف ستسوغون موقفكم؟”.

المواقف الدولية المتوالية تجاه هجوم قوات النظام على مدينة خان شيخون بغاز السارين، وذهب ضحيته أكثر من 100 مدني، بينهم عشرات الأطفال والنساء، جاءت تزامنًا مع جلسة طارئة كان يعتزم مجلس الأمن عقدها أمس الأربعاء؛ للتحقيق في المجزرة، إلا أن الجلسة أُجّلت إلى اليوم (الخميس)؛ نتيجة خلافات بين مجموعة الدول الغربية، وبين روسيا، حول عدد من بنود مشروع القرار، منها تسليم قوائم بأسماء قادة أسراب طائرات الهليكوبتر.

يذهب الرأي السائد لمعظم السوريين إلى أن مجلس الأمن مازال عاجزًا عن اتخاذ قرار بأنياب، يضع حدًا لإجرام النظام السوري وحلفائه، إلا أن بعضهم يلمس تغيرًا في المواقف الدولية وتصاعدًا في اللهجة، خاصة بعد تصريحات أميركية، قالت إن كل الخيارات مفتوحة في سورية بعد الهجوم الكيماوي على خان شيخون.




المصدر