النظام يشدد حصار برزة، ويسعى إلى “صلح” منفرد


خالد محمد

شددت قوات النظام حصارها لحي برزة الدمشقي، وأغلقت آخر المداخل إليه بالسواتر الترابية، وعزّزت وجودها على الحواجز العسكرية المحيطة به، في محاولة منها لعزل الحي عن محيطه وإجباره على توقيع اتفاق “صلح” منفرد.

وأكد الناشط أبو اليمان الدمشقي أن هدف قوات النظام من إطباق الحصار وتجويع حي برزة، وفصله عن حيي القابون وتشرين المجاورين، هو جرّ الأهالي إلى القبول باتفاق تسويةٍ، يسميه النظام “مصالحة وطنية”، يضمن له السيطرة التامة على حي برزة ومحيطه، وإخراج المعارضة نهائيًا من المنطقة، واستكمال استراتيجيته المتمثلة في إنهاء أي وجود عسكري للمعارضة السورية في محيط العاصمة دمشق”.

وأوضح الدمشقي، في حديثه لـ(جيرون): أن قوات النظام “تفرض منذ منتصف آذار/ مارس الماضي، حصارًا مطبقًا على حي برزة، وتمنع دخول المواد الغذائية، ومستلزمات الحياة اليومية إلى سكانه البالغ عددهم نحو 40 ألف نسمة، كذلك لم تسمح للطلاب الجامعيين وموظفي القطاع العام، وللمدنيين بالخروج من وإلى الحي أيضًا”.

وأشار إلى أن الحصار “يتزامن مع محاولات قوات النظام المتكررة، والميليشيات الموالية لها، التقدم باتجاه حيي برزة والقابون، إذ ما تزال المعارك تدور يوميًا في بساتين برزة، بين فصائل المعارضة، والقوات المقتحمة”. وتمكنت قوات النظام من التقدم في حي البعلة المحاذي لحي القابون، وأغلقت آخر المداخل إليه بالسواتر الترابية، وعزّزت وجودها في الحواجز العسكرية التي أقامتها على منافذه الرئيسة”.

ميدانيًا، تعّد معارك الكر والفر السمة الأبرز للمعارك الدائرة في أطراف بساتين حي برزة، إذ استطاعت قوات النظام السوري قطع جميع الطرق باتجاه برزة، ولم يبق سوى طريق واحد مرصود ناريًا.

يعزز النظام وجوده في محيط برزة بتعزيزاتٍ عسكرية من ميليشيات “النجباء” العراقية، و”حزب الله” اللبناني، وقد اتخذت هذه المليشيات من مستشفى تشرين العسكري، وما حوله، مركزًا لمنصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، ومقرًا لقواتها وقيادة العمليات العسكرية على المنطقة.

ونقض النظام -بعد تنفيذه عمليات تهجير قسرية في وداي بردى وخان الشيح وغيرها من مناطق ريف دمشق- “هدنة” لوقف النار كان قد وقعها مع قوات المعارضة في الحي منذ عام2013.




المصدر