هل انقلبت الإدارة الأمريكية على الأسد بعد مجزرة خان شيخون؟
6 أبريل، 2017
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظام الأسد “بتجاوز الخط الأحمر” بعد هجومٍ شنّته طائرة تابعة للأسد بالغاز السام على المدنيين في خان شيخون، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا ومئات الجرحى مؤكّدًا أن “موقفه تجاه الأسد تغيّر” دون أن يكشف عن الخطوة التي سيتّخذها ضدّه.
وقال ترامب: “إن الهجوم الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 70 شخصًا الكثير منهم أطفال تجاوز خطوطًا حمراء كثيرة” في إشارة إلى تهديد سلفه باراك أوباما بالإطاحة بالأسد إذا استخدم مثل هذه الأسلحة، لافتًا خلال مؤتمرٍ مع العاهل الأردني أمس الأربعاء إلى أن ما حدث بالنسبة له غير مقبول”، واصفًا الهجوم بأنه “مروع” و”لا يمكن وصفه”، وألقى اللوم على سلفه باراك أوباما لعدم تنفيذ تهديده الخاص “بالخطوط الحمراء”.
وأضاف: “وسأقول لكم إن الواقعة تسببت بالفعل في تغيير موقفي تجاه سوريا والأسد كثيرًا”، وفي ردّه على الخطوة التي سيتّخذها أجاب ترامب “سترون، ولكن دعوني أكون واضحًا.. كل الخيارات متاحة”.
يأتي تصريح ترامب بعد أيامٍ من إعلان واشنطن أنها لم تعد تركّز على إزاحة الأسد من السلطة، ورفض المسؤولون الأمريكيون تأكيد روسيا بأن المعارضة السورية المسلحة هي التي تتحمل المسؤولية عن الهجوم.
من جهته حمّل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قوات الأسد المسؤولية عن الهجوم قائلاً: “إنه قد حان الوقت لتعيد روسيا التفكير بعناية في دعمها المستمر لنظام الأسد”.
وأضاف خلال لقائه نظيره المكسيكي، أن الوقت قد حان لموسكو للوفاء بتعهدها بضرورة التخلص من الأسلحة الكيمياوية حتى لا تعد تهدد الناس في ذلك البلد.
وقال مسؤولون في المخابرات الأمريكية بعد إجراء تقييمٍ أولي للهجوم: “إن الوفيات نتجت على الأرجح من غاز السارين وهو من غازات الأعصاب الذي أسقطته طائرة سورية على مدينة خان شيخون يوم الثلاثاء”.
وعلى الرغم من أن موسكو قدّمت في مجلس الأمن روايةً تحمي الأسد، وتتهم المعارضة بأن الغاز تسرّب من مستودعاتها، إلّا أن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول كبير بالبيت الأبيض قوله: “إن التفسير الروسي لا يحمل أي مصداقية ونحن لا نصدقه”.
وهدّدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هيلي بالقيام بعمل أحادي “إذا لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن من الاتفاق على التحرك”.
وأضافت نيكي خلال اجتماع مجلس الأمن لبحث الهجوم الكيماوي في خان شيخون، “عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي، فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا”.
وعلى الرغم من الترحيب الواسع من جهة شخصيات المعارضة السورية بتصريحات ترامب، والتي شكّلت تغيّراً في السياسية الأمريكية تجاه الأسد، إلّا أن مراقبون يحذّرون من ردّة الفعل الأمريكية تأتي لامتصاص الغضب العالمي من سكوت الإدارة الأمريكية الجديدة على ما يجري في سوريا من جرائم، واعتبر المراقبون أن الأيام القادمة قد تثبت ما إذا كانت تصريحات ترامب مجرّد تكهّنات أم أنه سيعاقب الأسد حقّاً.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]